في ذكرى نصر أكتوبر.. "الممر" يعيد هيبة الأفلام الحربية في السينما المصرية

تاريخ النشر: 06 أكتوبر 2019 - 12:00 GMT
فيلم الممر
فيلم الممر

شهدت السينما المصرية على مدار تاريخها الحافل صناعة أفلام تتناول انتصارات الجيش المصري المتتالية، ولعل أبرز هذه الانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، ويوافق اليوم الأحد 6 أكتوبر الذكرى الـ46 على هذا الانتصار الذي شهد له العالم.

واستطاعت السينما التي هي مرآة المجتمع، صناعة أفلام أظهرت للعالم مدى القدرة على الانتصار إضافة إلى إظهار الجوانب التي ربما غفلها عدد كبير من أبناء الشعب المصري.

ويرصد "البوابة" بهذه المناسبة أبرز الأفلام التي تناولت ذكرى انتصارات أكتوبر والتي كان آخرها فيلم "الممر" إضافة إلى استطلاع آراء النقاد حول عزوف المنتجين عن مثل هذه الأفلام وذلك في التقرير التالي..

آخرهم الممر

استطاع فيلم "الممر" أن يُعيد للسينما المصرية هيبتها من نصيب إنتاج الأفلام الحربية لأن السينما لها رصيد محدود في توثيق وتأريخ هذا الجانب الهام من التاريخ العسكري المصر.

وتمكن "الممر" الذي بدأ عرضه في موسم عيد الفطر الماضي من هذا العام، من أن يُثبت للجمهور والنقاد أن صناع السينما قادرون على صناعة أحداث مشوقة تعيد روح الإحساس بالوطن وأهميته.

 

ويتناول فيلم "الممر" جزءا مما واجهته قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، وكان على رأسهم قائد المجموعة 39 قتال الشهيد إبراهيم الرفاعي، وقام ببطولة هذا الفيلم أحمد عز، وبمشاركة إياد نصار، أحمد فلوكس، هند صبرى، أحمد رزق، محمد فراج، أحمد صلاح حسني، وغيرهم، وهو من إنتاج هشام عبد الخالق وإخراج شريف عرفة.

حائط البطولات منعه "مبارك"

تم إنتاج فيلم "حائط البطولات" عام 1999 ولكنه ظل حبيس الأدراج على مدار 15 عامًا حيث منعه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من العرض لأن الفيلم كان يتحدث عن سلاح الدفاع الجوي، وهو ما كان يرفض الحديث عنه، ولكن مع إطاحة ثورة 25 يناير بالرئيس الأسبق عام 2011، بدأت أولى عروضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وتحديدًا في دورته الـ36 والتي أُقيمت عام 2014.
 

وقام التلفزيون المصري بعرضه بعدها وهو يتحدث عن المشير محمد علي فهمي، قائد قوات الدفاع الجوي، ويظهر مدى إسهامه في إنجاح الحرب، والذي كان رئيس سلاح الطيران وقتها، ويشارك في بطولة الفيلم محمود ياسين وفاروق الفيشاوي وحنان ترك وخالد النبوي، وهو إنتاج قطاع الإنتاج بالتعاون مع المنتج عادل حسني، ومن إخراج محمد راضي.

أسد سيناء

فيلم تدور قصنه حول إحدى بطولات حرب أكتوبر، ويبرز شخصية البطل سيد زكريا، الذى لُقِّب بـ"أسد سينا"، وذلك بعدما حاصره الإسرائيليون في كتيبة صاعقة لقتله، والفيلم تم تصويره في أماكن حربية حقيقية محاكاة للأحداث.
 

وقام ببطولة هذا الفيلم عمرو رمزي ورامي وحيد وعادل عبد العال وعمرو رجب ومجموعة من الشباب، والفيلم من تأليف عادل عبد العال وعمرو الدالي، وإخراج حسن السيد.

الطريق إلى إيلات

هذا الفيلم يعد من أشهر الأفلام المصرية التي تناولت النوع الحربي وتدور أحداثه إبان حرب الاستنزاف عام 1969 قبل حرب أكتوبر، وتحديدًا في شهر يوليو ويرصد الغارات المصرية على ميناء إيلات الإسرائيلي، وهي العمليات التي نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصرية.
 

الرصاصة لا تزال في جيبي

تدور أحداث هذا الفيلم حول محمد المجند الشاب، الذي لجأ إلى غزة عند أحد الفلسطينيين من الذين يساعدون المقاتلين على الاختفاء حتى تتاح لهم سبل الفرار والعودة إلى أوطانهم، وهناك التقى "سايس" الخيل مروان الأخرس، ويشعر وقتها محمد بأن مروان يمكن أن يكون جاسوسًا يعمل لصالح إسرائيل، ولكنه ينجح بالفرار بحرًا ويعود بعد حرب 1967.

 

وقام ببطولة الفيلم محمود ياسين، وحسين فهمي، ويوسف شعبان، وصلاح السعدني، ونجوى إبراهيم، وسعيد صالح وعبد المنعم إبراهيم وحياة قنديل، والفيلم قصة إحسان عبد القدوس وسيناريو وحوار رمسيس نجيب ورأفت الميهي وإنتاج محسن علم الدين وإخراج حسام الدين مصطفى.

أفلام أخرى

من الأفلام الأخرى التي تناولت الحديث عن حرب أكتوبر أو ما رافقها سواء حرب الاستنزاف أو نكسة 1967، "الكتيبة 418، أبناء الصمت، أغنية على الممر، الاستعراض الأخير، العمر لحظة، 53 دقيقة، حتى آخر العمر، حكايات الغريب، أيام السادات، جيوش الشمس، مهمة في تل أبيب، يوم الكرامة، أبابيل، بدور، الوفاء العظيم".

آراء النقاد

قال الناقد المصري محمود عبدالشكور، إن هناك قصص بطولية في سيناء وقصص للجيش والشرطة نفتقدها في السينما المصرية رغم ثرائها، موضحًا أن هذه الأعمال الحربية تحتاج إلى تكلفة إنتاجية كبيرة ويعمل المنتجون على خروج أفلامهم للنور بأقل تكلفة ممكنة وهو ما يجعلهم لا يلجأون لصناعة مثل هذه الأفلام.

وأضاف لـ"البوابة" أن النجوم يأخذون أجورًا كبيرًا ولكي يتم تعويض المنتج لدفعه لمثل هذه الأجور المرتفعة يقوم بالعمل على فيلم يدخله الجمهور وبالتالي يستطيع تعويض التكلفة والأجور، ولكن إذا ما تم إنتاج فيلم حربي لن يجد القبول أو الحضور الجماهيري الكبير كغيره من الأفلام وبالتالي فإن هذا سيتسبب في خسارة المنتج لأمواله.

وأكدت الناقدة المصرية ماجدة خير الله، أنه ورغم قوة الحدث الجلل عن إنتاج فيلم "الممر" مؤخرًا إلا أن المحاولات بشكل عام متواضعة للغاية سواء فنياً أو إنتاجياً أو التناول والمضمون بخلاف أفلام قليلة جدًا تكون على مستوى الحدث وتحفظ ماء الوجه، مؤكدًة في ذات الوقت أنه إذا ما قورنت قلة هذه الأفلام بالسينما الأمريكي سنجدها أيضًا مٌقلة في إنتاج الفيلم الحربي.

واستطردت لـ"البوابة" أن البطولات لأفراد الجيش كثيرة وأي قصة يمكن أن تكون محترفة في الكتابة ويكلفها منتج جيد، موضحًة أن إنتاج فيلم "الممر" يفتح باب التفاؤل نحو إنتاج مثل هذه الأفلام في الفترة المقبلة، وأشارت إلى أن الحالة التي تمرّ بها مصر بل والوطن العربي خلق حالة من عودة روح الوطنية لدى كل شخص في مصر، وهذا كان سببًا رئيسيًا في تحقيق فيلم "الممر" لإيرادات عالية عوضّت تكلفته الإنتاجية والميزانية الكبيرة.

للمزيد من قسم اخترنا لكم: