في الذكرى الأولى لرحيل مي سكاف.. السياسة أخذتها من الفن وهكذا كانت نهايتها

تاريخ النشر: 23 يوليو 2019 - 04:00 GMT
مي سكاف
مي سكاف
أبرز العناوين
حققت نوعًا من التألق في دور "تيما" من خلال مسلسل "العبابيد"
عُرفت مي سكاف بتأييدها للثورة السورية منذ بداياتها عام 2011، ورفضها لنظام بشار الأسد
تُوفيت في باريس يوم الإثنين 23 يوليو عام 2018 إثر تعرضها لنوبة قلبية عن عمر يناهز 49 عامًا

لم تمكث في الفن فترة طويلة حيث أخذتها السياسة على كافة الأصعدة منذ نعومة أظافرها، حتى قامت الثورة السورية في 2011 وأعلنت رفضها لنظام بشار الأسد، وهو ما فتح عليها الكثير من الأبواب التي لم تُغلق إلا برحيلها إنها الفنانة السورية مي سكاف، الذي يوافق اليوم 23 يوليو الذكرى الأولى لرحيلها.

ويرصد "البوابة" أبرز المحطات في حياة هذه النجمة السورية عبر السطور التالية.

مولدها ونشأتها

ولدت الفنانة السورية مي سكاف، في 13 أبريل عام 1969، وهي من مواليد مدينة دمشق، لعائلة مسيحية، ونشأت في حي شعبي دمشقي مسلم، ودرست الأدب الفرنسي في جامعة دمشق.

بدايتها الفنية

بدأت موهبة مي سكاف، منذ دراستها في جامعة دمشق، حيث كانت تشارك زملائها طلبة الجامعة في تقديم أعمال مسرحية في المركز الثقافي الفرنسي، ولفتت اهتمام المخرج السينمائي ماهر كدو، الذي اختارها لبطولة فيلمه "صهيل الجهات"، عام 1991 فتألقت من جديد في هذا الفيلم ما شجع المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد إلى اختيارها لفيلمه "صعود المطر".

انطلاقتها الفنية

بدأت مي في الظهور التلفزيوني تحت إدارة المخرج نبيل المالح، الذي اختارها لمسلسل "أسرار الشاشة"، وحققت نوعًا من التألق في دور "تيما" من خلال مسلسل "العبابيد"، وتنوعت أدوارها بين الشاشتين الكبيرة والصغيرة، وعادت إلى عالم السينما من خلال فيلم قصير تم تصويره في العاصمة الفرنسية باريس بعنوان "سراب"، وقامت بدور "ريما مرشيليان" وهي سيدة سوريا هاجرت إلى فرنسا خلال سنوات الثورة السورية.

 
من إنجازاتها

انتسبت مي سكاف لنقابة الفنانين السوريين عام 2001، إلا أنها فُصلت من النقابة في 10 يونيو 2015 بقرار نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان بسبب عدم دفع التزاماتها المادية للنقابة.

في عام 2004 أسست معهد تياترو لفنون الأداء المسرحي في صالةٍ صغيرة في ساحة الشهبندر، وبعدها تم نقل المعهد إلى ساحة القنوات. 

تأييدها للثورة السورية

عُرفت مي سكاف بتأييدها للثورة السورية منذ بداياتها عام 2011، ورفضها لنظام بشار الأسد، وأطلق عليها السوريون المعارضون ألقاب: "الفنانة الثائرة"، "الفنانة الحرة"، "أيقونة الثورة".

مواقفها السياسية

اعترضت على ممارسات قام بها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، أثناء توليه الحكم في ثمانينيات القرن العشرين، وكانت طفلة تقود دراجتها الهوائية في شوارع دمشق، وإذ بها ترى قوات من جيش حافظ الأسد وشقيقه رفعت، تقوم بخلع الحجاب "عن نساء الشام".

وفي ذلك الوقت، عندما قرر حافظ وشقيقه رفعت، خلع حجاب النساء السوريات، بالإكراه، أمام أعين المارة، في الشوارع والأمكنة العامة بدأت بمواجهة مباشرة مع نظام بشار الأسد، عندما قامت بالتوقيع على ما يعرف بـ"إعلان دمشق" الذي تم إطلاقه عام 2005 وهددت حينها بقطع لسانها.

اعتقالها في 2011 إبّان الثورة السورية خلال مظاهرة سلمية مع عدد من المثقفين في دمشق، وبعد عدة أيام أطلق سراحها وتم تحديد موعد لمحاكمتها بعد أن نظمت أجهزة الأمن ضبطًا أمنيًا في حقها وأحالته إلى نيابة "محكمة الإرهاب" التي أحالته بدورها إلى "قاضي التحقيق" لمحاكمتها بتهمة الاتصال بإحدى القنوات الفضائية ونشر أنباء كاذبة. 

أصدر قاضي تحقيق النظام السوري قراره باتهامها بالتهم الأمنية المنسوبة لها وطلب من محكمة الجنايات إصدار مذكرتي قبض ونقل في حقها ومحاكمتها عندما توجه إليها بسؤال عن الشيء الذي تريده جرّاء انخراطها في الثورة على النظام، فقالت له: "لا أريد لابني أن يحكمه حافظ بشار الأسد".

واضطرت "مي"، لمغادرة سوريا إلى لبنان بشكل سري بعدها الأردن ثم هاجرت لفرنسا برفقة ابنها عام 2013 واستولت قوات النظام السوري على منزلها في جرمانا بريف دمشق نهاية العام 2014.

 

وفاتها

تُوفيت في باريس يوم الإثنين 23 يوليو عام 2018 إثر تعرضها لنوبة قلبية عن عمر يناهز 49 عامًا، وفي تفاصيل الوفاة أفاد ابنها جود الزعبي، بأنه غادر المنزل في الصباح، تاركًا إياها في حالة جيدة، وكانت لديها مقابلات مع أصدقاء في المساء، وفق مواعيد مُسبقة، ولم يظهر عليها في ذلك الصباح ما يُشير إلى أنها مريضة أو مُتعبة، بل كانت طبيعية جدًا وتناولت إفطارها، وودعها مغادرًا المنزل. 

وذكر أنه عاد في المساء مُوقنًا أن والدته مازالت في الخارج مع أصدقائها، وفور دخوله فوجئ بها نائمة، فحاول إيقاظها لسؤالها عن سبب عدم خروجها فوجدها مُتوفاة، وعلى الفور أبلغ الشرطة. 

شكوك حول وفاتها

عبّر أقارب مي سكاف، عن شكوكهم بوفاتها وفاة طبيعيَّة، وآثروا انتظار نتيجة تقرير الطبيب الشرعي ليكشف سبب الوفاة الصحيح، وعند صدر التقرير المذكور، أكَّد أن سكاف توفيت لسبب طبيعي ولا شبهة جنائية وراء ما حدث معها، بل إنها فارقت الحياة بسبب نزيف حاد بالدماغ، وحينها كشف مُقربون منها سبب شكوكهم فيما حصل معها، فقالوا أن سفرها إلى بيروت قبل وفاتها بفترة قصيرة، هو ما آثار شكوكهم خاصة أن مطار بيروت رفيق الحريري الدولي واقع تحت إدارة حزب الله الشريك القوي لنظام الأسد في سوريا، وكان قد وقع جدال سابق بين سكاف وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، فقد استفزته تصريحاتها في بداية الثورة السورية وتحديداً عام 2012، عندما تحدثت عن مواقفها مع اللبنانيين النازحين من جنوب لبنان إلى سوريا عام 2006 بسبب حرب حزب الله مع إسرائيل وما أفضت إليه من نزوح العشرات من أهالي الجنوب والضاحية الجنوبية.

للمزيد من قسم بروفايل: