بعد مضي عامين على تعرضها للاعتداء الجنسي على يدي فنانين من إحدى الفرق العربية، قررت المدعوى فاطمة فؤاد الخروج عن صمتها والكشف عن تفاصيل صادمة لما واجهته عقب انتهاء إحدى الحفلات الصاخبة عام 2020، وتحديدًا ليلة رأس السنة.
فاطمة فؤاد تسرد تفاصيل اغتصابها
شاركت فاطمة فؤاد قصتها الصادمة بالتفصيل عبر منشور شاركته عبر حسابها على موقع فيسبوك، ألمحت فيه إلى الفنانين اللذين أجبراها على ممارسة الجنس وتعاطي المخدرات عن غير رغبة منها، حيث وقعت جميع هذه الأحداث في حفل أقامته مجلة "معازف" في مركز "برزخ" في منطقة الحمراء بالعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك بالتعاون مع Ballroom Blitz عام 2020.
وبدأت فاطمة منشورها: "هذه شهادتي، بمثابة إعلان خدمة عامة، أضعها برسم كل الفاعلات/ين في المشهد الموسيقي، ضمن الصحف والمجلات والراديوهات، والنوادي والملاهي والبارات والمطاعم والمقاهي والمكتبات، والمؤسسات والجمعيات والمنظمات النسوية والفنية والثقافية، والمنظِّمات/ين في المهرجانات الموسيقية، وكل من يعنيها/هُ الأمر".
ثم سردت فاطمة تفاصيل الحادثة، مُشيرةً إلى أنها كانت تعمل كمدير لمساحة ومكتبة "برزخ"، وفي ليلة رأي السنة، أشرفت على تنظيم الحفلة الافتتاحية لـ"برزج" بالتعاون مع فريق "معازف" وBallroom Biltz بعنوان "تسقط الـAnxiety"، والتي أحياها 12 موسيقي وموسيقية من بينهم الفنان الفلسطيني الأردني بشار سليمان، الذي أشارت إليه بحرفي (ب.س)، والفنانة المصرية آية متولي، التي أشارت إليها بحرفي (آ.م).
وكشفت فاطمة أنها تعرضت للاعتداء تحت تأثير المخدر من قبل بشار سليمان وآية متولي عام 2019، ورغم أنها لم تذكر إسميهما صراحة، إلَا أن المتابعين لفتوا إلى أنهما المقصودان بحديثها.
وتابعت أنها التقت بـ(ب.س.) خلال عملية فحص الصوت قبل بداية الحفل وتواجد الحضور، حيث كانت تتحدث مع أحد الموسيقيين المشاركين، حيث توجَّه المعتدي نحوه ليخبره أن ينهي حديثهما مستخدمًا وصفًا غير لائق، ما دفعها لتهديده بإلغاء الحفل، إلَّا أن الطرف الثالث تدارك الموقف.
ولم تتوقف هنا، بل أشارت أن "آ.م." اقتربت منها بعد نهاية وصلتها الموسيقية، وبدأت تغازلها وتغدقها بالكلام المعسول حول شكلها ورقصها بأسلوب مريب، ثم اقتربت منها والتصقت بجسدها وطلبت منها تقبيلها، وما كان منها إلًا الموافقة بتردد.
وكشفت أن بعد لقاءات متكررة، تقدَّمت منها فاطمة وضغطت على رقبتها ووضعت في فمها حبة مخدر بيضاء mdma، المعروفة بآثارها الكارثية على الحركة والتركيز متى استهلكت كميات كحول كبيرة، ثم أخذت تقبلها بعنف كي تجبرها على بلع الحبة.
وبعد فترة من الوقت، اقتربت منها (آ.م) وبدأت بتقبيلها تحت تأثير الكحول، ثم توجه إليهما ب.س. وسحبها إلى غرفة في الطابق الثالث، وهناك بدأت عملية الاغتصاب والأحداث التي لا يمكن أن نسردها في هذا المقال.
وأعربت فاطمة عن إحباطها من رد فعل إدارة "معازف"، المتمثلة بمديرها معن أبو طالب، الذي أصرَّ على الفريق بالتوجه نحو لفلفة الموضوع وعدم نشر بيان يدين المغتصب، متجاهلًا شهادة عضوة في الفريق قد سبق أن اعتدي عليها من قبله بالضرب خلال فحص الصوت في الحفلة نفسها.
تحذير: يتضمن منشور فاطمة فؤاد ألفاظ خادشة للحياء
بيان مؤسسة "معازف"
وبعد تصدر قصة فاطمة فؤاد مواقع التواصل الاجتماعي، خرجت إدارة "معازف" لمشاركة بيان عبر حسابها على موقع إنستغرام لتعلن من خلاله اتخاذها الإجراءات اللازمة، وجاء فيه: "تدعم معازف فاطمة فؤاد وشهادتها، وتأسف بشدة لسماع الأحداث التي وقعت ليلة ٣١ ديسمبر، ٢٠١٩. كمؤسسة، لدينا سياسة رفض تام لكل انواع التحرش والتعدي الجنسي والسلوكيات غير اللائقة، وبالتأكيد الجرائم الشائنة مثل الاغتصاب وآية افعال عنف اخرى. وبينما نؤكد أن هذه هي سياساتنا الثابتة داخل المؤسسة وخارجها في أية فعالية تابعة لمعازف، من الواضح أننا فشلنا في صون هذه المعايير في ليلة ١ ٣ ديسمبر، ٢٠١٩، في مساحة ومكتبة برزخ في بيروت. فشلنا في اتخاذ تدابير فورية ونعتنر بشنة لفاطمة فؤاد عن ذلك".
وتابع: "لنضع انفسنا أمام المحاسبة للأذى الذي وقع في حفلنا، ولأن غالبية الفريق الحالي علمت بما وقع تلك الليلة لأول مرة بعد كتابة فاطمة عن أحداثها، سنبدا تحقيقا مستقلأ في دور معازف ومدير معازف معن ابو طالب في الأحداث التي وقعت تلك الليلة، مع نشر بيان في كل مرحلة من التحقيق وإتاحة المعلومات عن مجرياته لأي مهتم. ستقوم مؤسسة فبراير بالتنسيق مع الهيئة التي ستتولى التحقيق، وعلى مدار التحقيق، ستتسلم مريم الئزهي إدارة معازف. ننوي استغلال هذا الوقت لأعادة التفكير بممارساتنا كمؤسسة، والحرص اننا كمجلة لا ندعم اية بنى عنف نكورية في صناعة الموسيقى".
وأضاف: "من مسؤوليتنا ضمان أن واقعة كهذه لن نتكرر ابدًا. سنعمل لتحقيق ذلك داخليا عن طريق التحقيق المستقل، وخارجيا من خلال تطبيق سياسات جديدة في الفعاليات التابعة لمعازف، تضمن امان وسلامة كل الحضور. من الآن فصاعذا نحن نرفض العمل مع مرتكبي الجريمة (ب.س وآ.م) التي وقعت ليلة ٣١ ديسمبر، ونعمل حاليا على مسح كل المحتوى المرتبط بهم من مجلتنا. سنضع جل طاقاتنا من اجل الوصول إلى أي ما يمكنه مساعدة فاطمة في تخطي هذه الفترة العصيبة. اي تواطؤ او تضليل من قبل اي عضو من فريق معازف الحالي ستتم محاسبته بما يضمن حق فاطمة فؤاد".
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع قصة فاطمة، فعلَّقت إحداهن: "روحوا سكروا هالصفحة الزبالة والمسخرة، هيدي مساحة لتكريس الفساد والتعريص الأبوي والذكوري والحمرنة. منفهم تكونوا مارقين بالفن يا عرصات بس مجموعة من المغتصبين وبدكن تكفوا عادي؟ الحق عالمجموعات الداعمتكم وعلى يلي عم بمولكم. مش رح تخلص هون القصة".
وأضافت أخرى: "كيف يعني تحقيق داخلي و "مستقل" بنفس الوقت؟ انتو جهة متَّهمة (ومذنبة برأيي!) تحقيقكن المزعوم ولا يمكن يكون مستقل! خلص كذب ونفاق يا جماعة.".