تعرّض الموسيقار الكبير عمر خيرت لوعكة صحية مفاجئة استلزمت نقله على وجه السرعة إلى أحد المستشفيات الكبرى في القاهرة، ما دفع إلى تعليق نشاطه الفني مؤقتًا خلال الفترة الحالية. وأكّد مكتبه الإعلامي، في بيان رسمي، أن الفنان يخضع لمتابعة طبية دقيقة، وأن وضعه الصحي مستقر، إلا أن الأطباء شددوا على ضرورة حصوله على فترة راحة تامة قبل استئناف نشاطه المعتاد.
وتضمّن البيان اعتذارًا موجّهًا من خيرت إلى جمهوره ومحبيه عن تأجيل حفلاته المقبلة، موضحًا أنّ القرار جاء التزامًا بتعليمات الأطباء، وحرصًا على عودته إلى المسرح بكامل طاقته. كما عبّر الموسيقار عن امتنانه العميق لكل من سأل عنه وسانده، مؤكّدًا أنه يتطلّع إلى لقاء جمهوره قريبًا فور اكتمال شفائه.
ويأتي هذا التطور الصحي بعد فترة نشاط لافت شهدت مشاركة عمر خيرت في أمسية موسيقية مميزة على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، التي خُصص جزء منها لاحتفالية مئوية أم كلثوم. وقد لاقت الأمسية حضورًا جماهيريًا واسعًا واستقبالًا احتفاليًا، حيث قدّم خلالها خيرت مجموعة من أبرز مؤلفاته التي ارتبطت بذاكرة الجمهور العربي.
وقدّم الموسيقار خلال الحفل باقة متنوعة من أعماله، امتدت بين الألحان العاطفية والمقطوعات الدرامية، فلامست مشاعر الحضور وأبرزت بصمته الخاصة في الموسيقى المعاصرة. ومن أبرز المقطوعات التي عزفها: "افتتاحية مصرية"، "خلي بالك من عقلك"، "هي دي الحياة"، "العاصفة"، "تيمة حب"، "ليلة القبض على فاطمة"، "إعدام ميت"، "زي الهوى"، "الممر"، و"الخواجة عبد القادر"، إضافة إلى "وفِيها حاجة حلوة" وغيرها من الأعمال التي أثارت تفاعلًا كبيرًا داخل القاعة.
واختُتمت الأمسية بمزيج موسيقي اتسم بالعمق والرقي، رسّخ مكانة الموسيقى الجادة ودورها في تشكيل الوجدان. ورغم توقف نشاطه مؤقتًا، يبقى خيرت حاضرًا في ذاكرة الجمهور، الذي ينتظر عودته إلى المسرح بعد تعافيه الكامل.
