رحيل زكي ناصيف... ملحن لبنان الأول

تاريخ النشر: 13 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

توفي الملحن اللبناني القدير زكي ناصيف (88 عاما) يوم الخميس الماضي في بيروت، بعد صراع سنوات مع شيخوخة أقعدته وقاومها ليستمر في عطائه الفني، الذي شقه بصعوبة رغم مرض الشلل الذي أقعده في طفولته وأفقده قدمه فاستعان بالعصا ليشق درب الفن الطويل. 

 

ولد ناصيف في عام 1915 في بلدة مشغرة في سهل البقاع، وكان قد بدأ الغناء وهو على مقاعد الدراسة، حيث غنى بصوته الرائع الدلعونا والميجانا والعتابا وهي أشكال من الفن الفولكلوري اللبناني القديم. 

 

وأكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1936 وتتلمذ على أيدي كبار الأساتذة الروس، حيث تعلم العزف على البيانو وفن التلحين والتأليف. وانطلقت مسيرته الفنية في الإذاعة اللبنانية في بداية الخمسينات تلحيناً وغناءً ثم استكملها في إذاعة الشرق الأوسط. 

 

وشكل زكي ناصيف لجنة عصبة الخمسة ضمت كلاً من الاخوين منصور وعاصي الرحباني وفيلمون وهبة وتوفيق الباشا. وفي عام 1975 اطلق مع العصبة الليالي اللبنانية الأولى في مهرجانات بعلبك الدولية بعمل فولكلوري تحت عنوان "عرس في القرية". 

 

وكان الفقيد أحد أبرز أعضاء لجنة برنامج "ستوديو الفن" التي أطلقها المخرج اللبناني سيمون الأسمر في السبعينات على شاشة تلفزيون لبنان واستمر بعد ذلك في المؤسسة اللبنانية للارسال "ال بي سي" حتى العام 2000. 

 

لم ينجرف ناصيف طوال الحرب اللبنانية إلى أي من التيارات المتناحرة مطلقاً أغنيته الشهيرة "راجع يتعمّر لبنان" التي تعتبر في منزلة النشيد الوطني اللبناني. 

ناصيف الذي أعطى الفن زهرة شبابه لم يبخل على الفنانين الشباب الذين لمح فيهم بذرة النجاح فكان الأب الروحي لمعظمهم ممن لم يجدوا فرصهم التي يستحقونها على الساحة الفنية. 

 

عرف بحبه للحياة الاجتماعية، فظل يرتاد مقاهي شارع الحمراء حتى السنوات الأخيرة من حياته حيث كان يلتقي رفاق الدرب . 

وطوال حياته المهنية التي امتدت على ستين عاما كتب وألف موسيقى مئات الأغنيات لفنانين نالوا شهرة خصوصا في العالم العربي مثل فيروز ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي، ومن اشهر البوماته واحد لقصائد الشاعر جبران خليل جبران بصوت فيروز-(البوابة) 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن