بعد غياب ليس قصير فضلت فيه الأمومة على الفن ، عادت النجمة الملتزمة جوليا بطرس لتطل على جمهورها من خلال الحفلات القليلة الهادفه، والبوم جديد حمل اسم "لا بأحلامك" والذي قدمت فيه مجموعة من الأغنيات التي تحمل بصمتها والتي تتناول كالعادة موضوعات متميزة ومختلفة لاقت نجاحا واستحسانا جماهيريا معهود.
صحيفة القدس العربي التقت الفنانة القديرة جوليا في الحوار التالي:
*هل ارادت جوليا تحقيق اهداف معينة في مسيرتها الفنية من خلال شريط لا بأحلامك ؟
-بدأت تحضير هذا العمل قبل أكثر من سنتين وتأخر صدوره بسبب انجابي لمولودي الثاني، قبل الحمل والولادة كانت الاغنيات جاهزة ومسجلة في الاستديو وتحتاج فقط لتسجيل صوتي. هذا الشريط يحمل اغنيات مرغوبة من قبل الناس وهي من اللون الذي ندر وجوده في ايامنا الحاضرة، لذلك وجد الشريط صداه لدي المستمعين بعد زمن قصير من نزوله.
*هل يأتي العمل الجديد بالنسبة لك تأكيد وجود علي ساحة الغناء؟
-انها اغنيات جميلة ارغب بأن تنتشر بين الناس وليس لدي اية اهداف اخرى خاصة وأني اختار النادر تقريبا من عروض الحفلات التي اتلقاها، ومن المعروف ان ظهوري الاخير علي خشبة المسرح كان قبل حوالي الثلاث سنوات. هدفي من السي دي هو السي دي نفسه آملة ان يسمع وينتشر بين الناس.
*وهل تعتقدين انه من دون الحفلات سيصل الي الناس بالصورة المطلوبة؟
-من المؤكد ان الحفلات تدعم اي عمل غنائي بصورة أكبر. وبغير ذلك يمكن للاذاعات ان تساهم بنشره وكذلك من خلال الفيديو كليب الذي يعتبر من الوسائل الضرورية لنشر اي جديد غنائي.
*الا يؤلمك وجود الكثير من الفنانين علي المسارح الكبيرة فيما انت بعيدة؟
-ليس في داخلي اي احساس بالغيرة او الندم. ولو تفوق احساسي بالفن علي احساسي بالأمومة لما تمكن كائن من ان يوقف انطلاقتي الاولي. لم اتفرغ لأمومتي رغما عني. انه قرار ذاتي اتخذته عن قناعة. حتي قبل الزواج والانجاب كانت العائلة بالنسبة لي تسبق في الاهمية فني. في هذه المرحلة اشعر بحاجة ولدي كي اقوم بنفسي علي رعايتهما وتربيتهما. انهما اولوية في حياتي، خاصة وان الفن لم يكن بالنسبة لي مصدر رزق او مهنة تسيطر علي كل حياتي. دائما كنت في بحث عن الاستقرار الداخلي والنفسي والعاطفي، وعندما تسمح لي الظروف والمزاج بأن أكون مع فني فليس لدي اي مانع.
*ربما تكوني من بين قلة اختارت العائلة بديلا عن الأنانية التي يطلبها الفن؟
-قد أكون مخلوقا غير عادي، او لنقل مخلوقا قادما من الفضاء. علاقتي بالفن والوطن والعائلة تنطلق من نظريات ليست متداولة بين الناس، كما انها ليست مألوفة. وهنا لا اقصد السير بعكس التيار كما اني لا اهدف لاظهار تمردي، لكني اعيش ذاتي وقناعاتي من دون مواربة.
*هل يستحيل برأيك ان يتوازي الاهتمام بالفن مع الاهتمام بالعائلة؟
-الامر ممكن نسبيا لكن احدهما سيكون بالطبع علي حساب الآخر. لا اصدق بأن امرأة استطاعت ان تتميز بمهنتها الا علي حساب عائلتها خاصة للمرأة التي تمتهن الفن لأن الفن لا يرضي بشريك ويستهلك من الفنان كل الوقت. بكل صراحة لست علي استعداد للتضحية بعائلتي من اجل الفن.
*الا تشعرين بنداء يطالبك بالعودة الي المسارح والنشاط السابق عندما تتذكرين بداياتك المدوية؟
-لا شك بذلك. اشعر احيانا بفراغ في مكان ما، انما القناعات الغالبة هي الامومة ولا بد من أن يأتي الوقت الذي استعيد فيه نشاطي ايضا عن قناعة تامة.
*عندما تختارين اغنية او تسجلينها هل يمر في بالك كيف ستكون علاقة الناس بها؟
-اي فنان يقدم عملا للناس يتوقع قبولهم ورضاهم عنه لينعكس ذلك رضي علي الذات. بعيدا عن رضي الناس وتشجيعهم لا يمكن لأي فنان ان يستمر.
*في سي دي لا بأحلامك كانت جوليا في اجوائها الرومانسية نفسها تقريبا. الا تسعين لمسايرة التبدلات في الساحة الغنائية؟
-اسعي للتطوير من خلال الخط الذي عرفت به. اسلوبي هذا في الغناء يقدم لي الفرح والسرور، التجديد يكون من خلال الموضوعات التي اغنيها، بغير ذلك ليس بامكاني المسايرة في خطي الفني العام، اما في الهيكلية الموسيقية وبنية الاغنية فأنا اعتمد التوزيع الموسيقي الجديد.
*ما هو الجديد الذي غنيته في سي دي لا بأحلامك ؟
-علي سبيل المثال الموضوع العاطفي الذي غنيته يدخل بالتفاصيل، الاغنيات العاطفية جسدت الشخصيات وبتنا نراها وكأنها موجودة امامنا.
*منذ سنوات زياد بطرس يتعاون مع غير جوليا كيف ترين الحانه مع الآخرين؟
-اشعر ان الذين تعاونوا مع زياد علي صعيد اللحن حققوا نقلة مختلفة في تاريخهم الفني. لقد توصلوا معه الي رقي في الاداء والاحساس الفني، دون الدخول في لعبة الاسماء اقول ان من غنوا لزياد حققوا النجاح مع سواه لكنهم ظهروا أكثر رقيا في الاداء مع الحان زياد، رأي هذا اقوله بعيدا عن التعصب الاخوي انه رأي موضوعي بالكامل.
*هل يمكنك التدخل باللحن الذي يعده لك زياد؟
-من الطبيعي جدا ان ابدي رأي فأنا من سيغني اللحن، اتدخل حيث يجب وحين اشعر بضرورة التدخل، وزياد يرحب بهذا التحدي بيني وبينه. هذا التحدي يؤدي الي ولادة لحن متميز تكون فيه المشاركة حقيقية من كل الاطراف، اللحن الاجمل هو الذي نتابع ولادته نوطا نوطا، وليس ذلك الذي يستخرج من الادراج.
*هل وصلتما احيانا الي التصادم؟
-حصل وتصادمنا، انما هذه الوتيرة خفت في السنوات الاخيرة بسبب بعدنا الواحد عن الاخر، وكذلك بسبب النضوج الذي طرأ علي شخصية كل منا.
*"بتنفس حرية" الاغنية الوطنية الوحيدة في السي دي لماذا؟
-انه نوع جديد من الغناء الوطني. دائما اسأل نفسي بأي شكل يمكن ان نؤدي الغناء الوطني بعد هذا التبدل الذي طرأ علي الزمن، هناك تبدل فعلي في الزمن رغم اننا نكتشف انه لا يزال علي حاله عندما نعيد فيديو الزمن الي الوراء.. انه تناقض اشعر به وأحسه.
لقد دخل العالم في كوما لم يعد للاستشهاد قيمته السابقة، هذا المشهد موجود لدي العامة وهذا ما يؤذيني واعيش مرارته. هل يعقل علي سبيل المثال ان يكون الجدار العنصري الفاصل في فلسطين مسألة فلسطينية فقط؟ اشعر ان الناس باتوا يقبلون بالظلم فكيف اغني ومن اية زاوية ادخل الي الغناء الوطني في هذه المرحلة؟ في السي دي السابق اديت اغنية "ما عم بفهم عربي كثير فهمني شو يعني ضمير" . لكن الاغنية ليس من شأنها ان تحدث تغيرا، انما نحن نغني لفئة من البشر مرتبطين ارتباطا وثيقا بهذا الموضوع وهذه القضية، الامر الذي يؤدي الي تفاعل فقط.
*هل اخترت أي حفل تطلين منه هذا العام؟
-في 22 و23 سبتمبر/ ايلول سوف احيي حفلين في مهرجان سوق عكاظ في عمان-(البوابة)