أوقف تلفزيون قطر أمس السبت بث المسلسل الرمضاني "الطريق الى كابول" الذي كان موضع تهديد مجموعات إسلامية، وذلك "لأسباب فنية" حسب تصريح لمدير إدارة التلفزيون محمد عبد الرحمن الكواري نشرته الصحف القطرية، قائلا " هذا العمل لم يكتمل فنياً بعد ولضمان استمرارية بث كامل حلقاته طوال الشهر الكريم يحتاج المسلسل الى مراجعة فنية ومعلوماتية قبل بثه".
وكانت مجموعة إسلامية مجهولة حتى الآن تطلق على نفسها اسم "كتائب المجاهدين في العراق وسوريا" هددت في بيان وزع الجمعة على شبكة الإنترنت بمهاجمة كل من ساهم في المسلسل و بالتعرض الى قنوات التلفزيون التي تبث المسلسل في حال تضمن "غير حقيقة طالبان المشرفة وما طبقوه من الشرع الحنيف ومن دولة الخلافة" ، قائلين في البيان "سوف نضرب إن قدر الله لنا ذلك مراكز القنوات الفضائية ومراسليها ومراكزها في العراق وسوريا العارضة لذلك المسلسل...لن يفلت من أيدينا أي واحد منهم إن لم يكن اليوم فبالغد وإن لم يكن بالغد فبعد شهر أو بعد سنة".
إلا ان مسؤولا في محطة قطر قال القرار "لا علاقة له بتلك التهديدات وانه تم اتخاذه قبل ظهور تلك التهديدات بيومين بسبب عدم توفر كل حلقات المسلسل كاملة"، حسب صحيفة الجزيرة..
من جهته أعلن مدير التلفزيون الأردني عبد الحليم عربيات لوكالة "فرانس برس" أن التلفزيون قرر عدم بث المسلسل رغم برمجته ضمن شبكة البرامج المقررة لشهر رمضان، بعد طلب بهذا الصدد من تلفزيون قطر الممول للعمل.
وقال عربيات "قررنا عدم بث الحلقات الثمانية من المسلسل التي وصلتنا حتى الآن لأننا تلقينا اتصالاً من التلفزيون القطري يطلب منا عدم بثه"
وتدور أحداث المسلسل الذي كتبه الأديب الأردني جمال أبو حمدان, حول قصة حب بين شابة أفغانية وشاب عربي يلتقيان في لندن, ثم يعودان الى كابول. ويسرد الكاتب, من خلال قصة الحب هذه, حقبات من تاريخ أفغانستان ومنها الاحتلال السوفياتي وقيام حركة طالبان والاجتياح الأمريكي.
هذا واستغرب أبو حمدان, في حديث هاتفي أجرته معه صحيفة الحياة الضجّة المثارة على المسلسل. وقال: "انتظرنا الهجوم من الغرب, فجاءنا من الشرق!... "الطريق الى كابول" ينتقد أميركا, يعمل على تنقية صورة العرب من الشوائب التي أحاطت بها بعد 11 سبتمبر, من خلال قصّة إنسانية وتجربة أفراد وبشر حقيقيين".
وأضاف كاتب القصة والسيناريو: "جوهر العمل هو الدفاع عن الإسلام. وهو يهدف الى رسم صورة موضوعية, متوازنة, ومستندة الى وثائق وشهادات مجاهدين عرب في أفغانستان, ومراجع عدّة. كما ينطلق السيناريو من فكرة أساسية, هي أن أفغانستان ضحيّة مؤامرة دوليّة أطرافها معروفة... نحن نسدد إصبع الاتهام الى مشاريع الهيمنة على المنطقة, ونشير أيضاً الى بعض الممارسات التي تمّت في عهد "الطالبان"
يشار الى ان المسلسل لايزال عرضه قائم على محطة "ام بي سي" ولا يعرف بعد إذا كا كانت المحطة ستوقف بثه ام لا-(البوابة)