القضاء المصري يرفض دعوى ثانية لوقف فيلم "بحب السيما"

تاريخ النشر: 02 ديسمبر 2004 - 02:10 GMT

ردت محكمة مصرية أمس دعوى لوقف عرض الفيلم السينمائي الذي أثار جدلا واسعا "بحب السيما" والذي  يصور الحياة اليومية لأسرة مسيحية قال كهنة ومسيحيون إنه يسيء إلى ديانتهم.

 

وقال مصدر قضائي: "رفضت محكمة القضاء الإداري اليوم  الدعوى المقامة لإلغاء ترخيص عرض فيلم "بحب السيما" على اعتبار أن الفيلم عمل فني وليس تسجيلا لطقوس أو عبادات داخل الكنائس".

 

وجاء في الحكم إن "الدستور المصري ساير الاتفاقات الدولية المقررة لحقوق الإنسان وقد كفل حرية التعبير عن الرأي بمدلوله العام وبكل وسائل التعبير عنه". وأضاف أن "الإبداع ينصرف إلى كل ما هو مختلف عن المألوف من الأمور، وفيلم "بحب السيما" يناقش المشاكل الاجتماعية لأسرة مسيحية لا تختلف مفردات حياتها عن حياة أي أسرة مصرية. "المشاهد العادي للفيلم يستغرق مع مشاهدته دون النظر لدين هذه الأسرة. أما المشاهد المتخصص فيرى في الفيلم قيمة اجتماعية وسياسية بغض النظر عن طائفة أبطاله".

 

هذا وتركزت اعتراضات منتقدي الفيلم على لقطة لقبلة بين شاب وفتاة في الكنيسة وطفل يتبول على المصلين وإلقاء حذاء في اتجاه كاهن وصورت اللقطات في كنيسة للطائفة الكاثوليكية دون إشارة إلى أن الفيلم يعبر عن أسرة من طائفة تمثل أقلية بين المسيحيين المصريين.

 

 

وأقام الدعوى محامون مسيحيون وانضم إليهم كهنة ومحامون مسلمون. وقال المدعون إن الفيلم الذي بدأ عرضه الصيف الماضي جعل من أسرة مسيحية كاثوليكية ممثلا لجميع المسيحيين في مصر فضلا عما تضمنه من "مشاهد لا يليق تصويرها في كنيسة ولا يليق أن يظهر فيها رجل الدين المسيحي".

 

وهذه هي الدعوى الثانية التي يخسرها المعارضون للفيلم بعد ان كانوا خسروا دعوى امام محكمة الامور المستعجلة في القاهرة رفضت فيه وقف عرض الفيلم.

 

وكان نقاد السينما المصريين والعديد من السينمائيين اعتبروا الفيلم الذي قام بتاليفه هاني فوزي من اهم الافلام التي انتجتها السينما المصرية خلال العشرين عاما الاخيرة.

 

الجدير ذكره أن الفيلم الذي يتناول لأول مرة في السينما المصرية حياة أسرة مسيحية، بدأ عرضه منذ ثلاثة أسابيع، وهو من تأليف السيناريست هاني فوزي، كما أن مخرجه ومنتجه وهما الشقيقان أسامة جرجس فوزي وهاني جرجس فوزي والثلاثة مسيحيون.

 

ويتناول الفيلم حياة أسرة مسيحية مكونة من زوج أرثوذكسي قبطي متزمت دينيا وزوجة بروتستانتية وطفل وطفلة ويعرض المشكلات الاجتماعية التي تواجه هذه الأسرة بسبب رؤية الزوج "المتزمتة" للدين-(البوابة)