رأي خاص - نورا العزوني
يقرر الفنان اعتزال الفن عندما يجد أنه لم يعد باستطاعته أن يضيف للفن والعكس صحيح، لكن يبقى هذا التقييم خاضع لطبيعة الفنان وطرف واحد في المعادلة دون الطرف الثاني الأساسي وهو الجمهور.
الأمر الذي يجعلنا نطرح سؤالاً مهماً لماذا لا يحق للطرف الأساسي وهو الجمهور عزل الفنان الذي أصبح وجوده وحضوره يشكل إزعاجاً وقد يؤثر على تاريخه الفني وصورته المحفورة بالأذهان فهناك الكثير من الفنانيين والفنانات الذين غادروا الساحة الفنية وتركوا بصمة وذكرى رائعة في عقول وقلوب الجمهور، وهناك مجموعة أخرى جاءت عودتهم للساحة الفنية أو تواجدهم بالتلفزيون تحت أي مسمى سلبية وجعلت الجمهور يتمنى "لو أنهم لم يعودوا وحافظوا على الذكرى والصورة الجميلة".
والأسوأ من هذا كله عندما تأتي عودة الفنان خارج عباءة الفن فيتحول من فنان إلى سياسي أو مساند وداعم لمجموعة أو شخص دون غيره فيهدم كل صورة جميلة في عيون الجمهور عن الفن والفنانيين.
ولعل أكبر مثال على هذا الموضوع الظهور الأخير للفنانة رغدة المحسوبة على النظام السوري في برنامج نورت فبعد تاخرها 3 ساعات عن موعد التسجيل الأمر الذي جعل قناة ام بي سي تقرر أن تبدأ الحلقة بدونها جاء حضورها مثيراً للجدل فبدت متشجنة ومحتدة وكأنها في أرض معركة وتركت كرسيها وجلست بين الجمهور وعندما طرح عليها سؤال ما إذا كانت سوف تغير يوما ما موقفها من النظام السوري؟ بدأت بالخوض بالحديث السياسي بأسلوب أزعج الضيوف الأخرين والجمهور لتتدخل مقدمة البرنامج أروى طالبة منها عدم الخوض بالسياسة فما كان منها سوى طلب الغاء السؤال والإنسحاب من الحلقة.لتظهر رغدة لجمهورها بمظهر لا يليق بفنانة لها تاريخ كبير مثلها.
لو أراد المشاهد أن يتابع الأخبار ويسمع التصريحات السياسية فأمامه عدد لا بأس به من القنوات الإخبارية وبالتالي هو غير مُجبر على سماع التصريحات السياسية على القنوات والبرامج الترفيهية التي يتجه إليها ليخفف عن نفسه حدة الأحداث التي يعيشها الوطن العربي.
شاركنا برأيك بالتعليقات: هل أنت مع عزل الفنان ومنع ظهوره على الإعلام وقنوات الترفية في حال تحول من فنان إلى ناشط سياسي؟