ي واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا خلال مهرجان بنزرت الدولي في تونس، شكّل بكاء طفلة صغيرة أثناء أداء الفنان السوري عبد الرحمن فواز، المعروف بـ"الشامي"، لأغنيته الشهيرة "دكتور"، مشهدًا صادقًا جذب انتباه الجمهور وتفاعلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الطفلة، التي كانت تجلس في الصفوف الأمامية، بدت متأثرة إلى حدّ كبير وهي تردد كلمات الأغنية بصوت مرتجف والدموع تنهمر على وجهها. عفوية المشهد وصدق مشاعرها لامسا قلوب الحاضرين، ليجد هذا المقطع طريقه سريعًا إلى منصات الإنترنت، محققًا انتشارًا واسعًا بين الجمهور.
تعليق الشامي لم يتأخر، إذ كتب عبر حسابه على منصة "إكس" منشورًا حمل بُعدًا إنسانيًا واضحًا، قال فيه:
"البنت يلي كانت عم تبكي بالحفلة بتونس… الأطفال عندهم مشاعر أكتر منّا… وهي البنت قصة حياتها وطفولتها صعبة، فكل متنمّر يلبس إنسانيته."
كما علّق لاحقًا عبر خاصية "الستوري" في "إنستغرام" مؤكدًا على أهمية احترام مشاعر الأطفال، موضحًا أن بعض المتنمرين يفتقرون للنضج الكافي لفهم دوافع الأطفال العاطفية.
تفاعل الشامي مع الموقف لم يكن فقط دفاعًا عن الطفلة، بل أيضًا رسالة ضمنية تعكس موقفه من التنمر والسخرية، لاسيما حين تطال من هم في مرحلة الطفولة، حيث لا تزال المشاعر خامًا والقلوب مفتوحة لكل تأثير.
ورغم عدم الكشف عن هوية الطفلة حتى اللحظة، إلا أن المشهد ترك أثرًا عميقًا في نفوس المتابعين، الذين رأوا فيه صورةً صادقة من العلاقة بين الفن والمتلقي، حين تلتقي الكلمات مع تجربة شخصية فتوقظ ما هو أعمق من مجرد إعجاب... توقظ الحنين، وربما الوجع المكبوت.