يعتبر الأمير هاري أول ملكي بريطاني رفيع المستوى يدلي بشهادة على منصة الشهود منذ 132 عامًا، حيث وصلت معركته التي استمرت لسنوات ضد الصحافة الشعبية في المملكة المتحدة إلى ذروتها في مواجهة متوترة في قاعة المحكمة يوم الثلاثاء.
الأمير هاري يمثل أمام المحكمة
يقاضي هاري مجموعة Mirror Group Newspapers (MGN) ، زاعمًا أن الصحفيين المسؤولين عن النشر اخترقوا هاتفه واستخدموا وسائل أخرى غير مشروعة لجمع معلومات عن حياته بين عامي 1996 و 2009.
وقدم دوق ساسكس إلى المحكمة حجة كشف عنها سابقًا، خلال حلوله ضيفًا في البرامج التلفزيونية والمقابلات الصوتية، وهي أن تدخل وسائل الإعلام وتكتيكاته؛ سببت له ضائقة كبيرة ودمر بعض أقرب علاقاته.
ومع بدء جلسة الاستماع التاريخية في المحكمة العليا في لندن، أجاب الأمير هاري على الأسئلة بنبرة مدروسة وخافتة، إذ طلب منه في أحد المراحل رفع صوته.
واستجوب هاري من قبل محامي صحيفة "ميرور"، أندرو جرين ، بشأن تفاصيل ادعاءاته، وتركه أحيانًا يتدافع لتذكر أجزاء من بيانه المكتوب أو العثور على أجزاء من الأدلة.
مزاعم الأمير هاري
ويزعم الأمير أن حوالي 140 مقالاً نُشرت في عناوين تنتمي إلى مجموعة "ميرور"، احتوت على معلومات تم جمعها باستخدام أساليب غير قانونية، وتم اختيار 33 من هذه المقالات للنظر فيها في المحاكمة.
وقال هاري في قاعة المحكمة يوم الثلاثاء: "كل مقالة سببت لي الضيق".
الأمير هاري واختراق هاتفه المحمول
وقال هاري أن المقالات لعبت دورًا مهمًا ومدمرًا خلال نشأته، مُشيرًا إلى أن الصحف المعنية كانت معروضة باستمرار في كل قصر، إذ إن زملائه الطلاب وغيرهم كانوا يقرؤون المقالات في المدرسة، واصفًا مستوى التغطية بأنه "جائر بشكل لا يصدق".
وبدأ المحامي أندرو جرين بمحاولة إثبات إذا ما كان هاري يتذكر قراءة المقالات المعنية وقت النشر، وحينما اعترف الدوق بأنه لا يستطيع التذكر دائمًا، ضغط عليه المحامي متسائلًا كيف له أن يجادل في شيء أثرَّ به بشدة دون تذكره.
وفي بيان مكتوب تم تسجيله في سجل المحكمة يوم الثلاثا، أعرب هاري عن قلقه من أن محادثاته مع العائلة والأصدقاء ربما تم اختراقها، خاصةأنه وشقيقه، الأمير ويليام، يناقشان أمورًا شخصية في حياتهما، وهما يثقان ببعضهما البعض بتلك المعلومات الخاصة.
وقال إن المعلومات الخاصة عن حياته أثيرت في رسائل البريد الصوتي التي تركت على هواتف والده تشارلز ووالدته ديانا.
وقال هاري إنه كان يناقش الأمور الخاصة والحساسة المتعلقة بأسرته وحياته الشخصية عبر رسائل البريد الصوتي التي تُركت على هاتف كيت ميدلتون ، على حد قوله.
وأدرج الدوق عددًا من الأصدقاء الآخرين الذين كان على اتصال بهم، بما في ذلك مقدمة البرامج التلفزيونية الراحلة كارولين فلاك، في بيان شهادته.

هاري يتهم الصحف بتدمير علاقاته
ولفت هاري إلى أن يتذكر نشاطًا غير عاديًا على هاتف هالمحمول، متعلقًا برسائل البريد الصوتي الخاصة به، والتي رفضها في ذلك الوقت ، لكنه يزعم الآن أن سبب ذلك هو اختراق الهاتف.
كتب: "أتذكر في عدة مناسبات أنني سمعت بريدًا صوتيًا لأول مرة لم يكن في خانة "جديد"، وكنت ببساطة أرجع الأمر إلى خلل تقني، حيث كانت الهواتف المحمولة لا تزال جديدة نسبيًا في ذلك الوقت، أو أنني كنت في حالة ثمالة في الليلة السابقة".
وفي بيانه المكتوب أيضًا ، قال هاري إن الصحافة حاولت بنشاط تدمير علاقاته، كتب هاري: "لطالما شعرت كما لو أن الصحف الشعبية تريدني أن أكون أعزبًا، لأنني كنت أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لهم، وكانت الصحف التي تتحدث عنه أكثر مبيعًا".
وأوضح أنهم كانوا يستمتعون بإسقاطه مرارًا وتكرارًا، عوضًا عن كتابة تقارير عن نجاحاتي في الحياة.
ومن الواضح أن الدوق يعتقد أن هذا هو الحال منذ زواجه من ميغان، دوقة ساسكس. وكتب يقول: "هذا الهدف الملتوي لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا على الرغم من أنني متزوج الآن".