في خطوة حاسمة أثارت ضجة واسعة في الأوساط الفنية، أعلنت نقابة المهن الموسيقية في مصر، برئاسة الفنان مصطفى كامل، إيقاف الفنان اللبناني راغب علامة عن الغناء داخل الأراضي المصرية، واستدعاءه للتحقيق، على خلفية ما وصفه البيان الرسمي بـ"تصرفات غير لائقة" خلال إحدى حفلاته الأخيرة في الساحل الشمالي.
وجاء في البيان أن النقابة تابعت على مدار يومين مشاهد اعتُبرت "منافية للقيم المجتمعية والعادات والتقاليد المصرية"، مؤكدة أن ما حدث لا يليق بتاريخ المسارح المصرية التي وقف عليها عمالقة الفن العربي أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم. واعتبر مصطفى كامل أن تلك التصرفات "غير مقبولة" وتشكل إساءة للذوق العام ولصورة الفن العربي، مشددًا على أن نقابة الموسيقيين لن تتهاون في مثل هذه القضايا، ولن تسمح بتحويل المسارح إلى منصات لما وصفه بـ"الإيحاءات والأحضان المستفزة".
القرارات التي اتخذتها النقابة جاءت صارمة وواضحة: تعليق التصريح الرسمي الممنوح لراغب علامة للعمل داخل مصر حتى مثوله أمام لجنة التحقيق، إلى جانب توجيه استدعاء رسمي له. كما تم الإعلان عن مخاطبة غرفة المنشآت السياحية لعقد اجتماع عاجل بشأن الإجراءات التي سيتم اتخاذها بحق المنشأة المستضيفة للحفل، وسط اتهامات بـ"التقصير في ضبط أجواء الحفل وتعمّد الإسقاط القيمي".
راغب علامة، من جهته، لم يتأخر في الرد. وسارع بالتواصل المباشر مع نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، مؤكدًا احترامه العميق لمصر التي وصفها بـ"بلده الثاني" منذ أكثر من أربعين عامًا، مشددًا على حرصه الدائم على المشاركة في الحراك الفني المصري، لا سيما في ظل ما تشهده البلاد من نهضة فنية وسياحية.
وفي رسالة صوتية وجّهها للنقيب، نفى راغب علامة أن يكون قد تعمّد أي تصرف خارج عن السياق الفني أو منافٍ للآداب، موضحًا أن ما حدث خلال الحفل كان نتيجة سوء في التنظيم، وأن الصورة التي تم تداولها وأثارت الجدل لا تعبّر عن الموقف الحقيقي.
النقيب مصطفى كامل أعرب عن تقديره لتواصل راغب علامة السريع، مشيدًا بما أبداه من احترام لمصر ونقابتها وشعبها، ومؤكدًا أن النقابة حريصة على حفظ صورة الفن العربي، وأنها ترحب بأي فنان يلتزم بالقيم والتقاليد التي تميّز المجتمع المصري.
ورغم القرار الصادر بإيقافه مؤقتًا، أعلن راغب علامة عن موعد زيارته المقبلة لمصر، مؤكدًا عزمه على إحياء حفل فني جديد في الثاني من أغسطس/آب في أحد منتجعات الساحل الشمالي، في حال طيّ الأزمة وعودة الأجواء إلى طبيعتها.
