انتشرت السنوات الماضية، ظاهرة غريبة، أصابت المسلسلات الرمضانية، تمثلت في التقليد للأعمال الفنية، والتشابه في الفكرة مع اختلاف بسيط في المحتوى الفني، حيث لوحظ تشابه أكثر من مسلسل مشارك في السباق الرمضاني المقبل، ولكنهم أخذوا نفس القالب الفني، والذي تمثل في استعراض القوة والأكشن والانتقام.
ويُعد تكرار الأفكار ليست شيئًا جديدا في السينما المصرية، حيث اكتظت مسلسلات رمضان العام الماضي، بأدوار ضابط الشرطة القوي الأمين العادل، الذي يضحي بحياته من أجل الآخرين، وتكرّر هذا الأمر في أكثر من عمل فني بسباق رمضاني واحد.
واعتبر نقاد فنيين في تصريحاتهم لـ"البوابة"، أن هذا الأمر هو اتجاه من الدولة نحو التأكيد على الدور الوطني والفدائي الذي يقوم به ضابط الشرطة، وإظهار الجوانب المخفية عن أعين المواطنين، والتي تكمن في تضحياتهم من أجل العيش في أمان وسلام، وهكذا الأعوام السابقة الأخيرة كلها تشابهن فيها الأعمال الفنية الرمضانية.
ويستعرض لكم موقع "البوابة" أبرز تلك المسلسلات التي أخذت نفس القالب الفني في حلقاتها، ووقعت في مظلة التكرار.
هوجان
يقوم الفنان محمد إمام في مسلسله الجديد "هوجان"، باستعراض القوة الخارقة، واستخدام الأكشن "الهندي"، أي المبالغ فيه، حيث تدور أحداثه حول شاب مُلقب من أهل منطقته الشعبية بـ "هوجان"، نظرًا لكونه من ذوي القدرات الخارقة، يستطيع سحب سيارات بيده دون مساعدة أحد، كما يثني العملات المعدنية بأصابعه وفمه، ويبرع في أكل الزجاج، لتذيع شهرته، ويصبح واحدًا من صفوة المجتمع.
لمس أكتاف
يجسد الفنان ياسر جلال في مسلسله الرمضاني الجديد "لمس أكتاف"، دور الملاكم قوي البنيان، والذي يستخدم عضلاته في الضرب والانتقام، حيث يتورط الملاكم في أعمال إجرامية، وعندما يقرر التوبة رغبة في عيش حياة آمنة مستقرة، يتم مطاردته من عصابات ورجال المافيا.
زلزال
يعتمد مسلسل الفنان محمد رمضان، الذي يشارك به في السباق الرمضاني المقبل، على الشاب الذي يعيش في حاله إلى أن يتحول بسبب الظروف، ويسعى وراء الانتقام والضرب، وتنقلب أحداث المسلسل إلى الأكشن فجأة، والذي يكون بينه وبين والد حبيبته، الذي يقف عائقًا بينهما.
ولد الغلابة
أيضًا ينضم مسلسل "ولد الغلابة" للفنان أحمد السقا، إلى سابقيه، والتي تدفعه الظروف الصعبة للاتجار في المخدرات، والقيام بأعمال الأكشن والانتقام والتصارع، حيث يحكي عن رجل صعيدي يعاني الفقر، يضطر للعمل في مهنتين بسبب الظروف المادية التي يتعرض لها خلال الأحداث، الأولى مدرس بإحدى المدارس الحكومية، والثانية يعمل ليلاً سائق تاكسي، وبالرغم من ذلك تدفعه الظروف للإتجار في المخدرات.
أمير كرارة
واكب صناع عمل مسلسل "كلبش 2"، النجاح الذي حقّقه الجزء الأول من المسلسل، وساروا في شخصية ضابط الشرطة من أجل تكرار النجاح، وضمان تصدر الشباك، ولكن في كل جزء تكون الحلقات مختلفة عن الأخرى.
ولم يكتف كرارة بأداء شخصية الضابط في مسلسله الأكثر نجاحًا من حيث نسب المشاهدة في دراما رمضان 2018، إذ جسد الدور نفسه في فيلم ”حرب كرموز“ الذي حقق نجاحًا ساحقًا أيضًا وتصدر قائمة الإيرادات.
واعتمد كرارة في المسلسل والفيلم على نفس القالب من شخصية الضابط، الذي يتعرَّض للظلم طوال الأحداث حتى ينتصر في النهاية.
محمد رمضان
جسّد الفنان محمد رمضان، دور ضابط الشرطة في أكثر من عمل فني مختلف، حيث قدّم دور ضابط شرطة في فيلم ”شد أجزاء“، إذ فقد زوجته بسبب عمله وتعرَّض للخطر، وكان مهدَّدًا بالسجن ومطاردًا طوال الأحداث حتى انتقم من قاتل زوجته ثم سلم نفسه في النهاية.
وعاد رمضان ليقدم الدور نفسه في مسلسل ”نسر الصعيد“، الذي تمَّ عرضُه في رمضان الماضي وحقق نجاحًا كبيرًا، رغم تكراره شخصية الضابط بالصورة عينِها تقريبًا.
أحمد عز
كرّر الفنان المصري أحمد عز، شخصية ضابط الشرطة في أكثر من عمل فني، أولها كان في فيلم ”بدل فاقد“، ثم في فيلم ”الخلية“ العام الماضي، والذي حقق نجاحًا كبيرًا من حيث الإيرادات.
ويطرح ”عز“ قريبا تجربة جديدة لكن مُكررة أيضاً، إذ يلعب شخصية ضابط في القوات المسلحة المصرية، بفيلمه المنتظر ”الممر“.
تامر حسني
يبدو أن المطرب والممثل المصري تامر حسني، أراد استغلال نجاح شخصية الضابط مع زملائه النجوم في أعمالهم السينمائية، فاستثمر الدور ذاته ولكن في إطار كوميدي مع طاقم عمل مميز، في فيلم ”البدلة“ الذي حقق أعلى إيرادات في موسم عيد الأضحى المبارك.
ومن ناحيته، قال الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، إن هناك اتجاه سائد الآن في أغلب الأعمال الفنية المطروحة، وهو التقليد، مشيرا إلى أن نجاح أي عمل فني، يخلف ورائه عشرات الأعمال المشابهة والمُكررة، ما يخلق الملل لدى المشاهدين، وتكون نهايته العزوف عن المشاهدة والمتابعة للعمل، وقد يضر أعمال أخرى أكثر إفادة منه.
وأضاف الشناوي، في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أن العام الحالي لمست ظاهرة التقليد أكثر من مسلسل أبرزهم "هوجان" للفنان محمد إمام، و"لمس أكتاف" للفنان ياسر جلال، و"زلزال" للفنان محمد رمضان، وغيرهم، والذين تجمعوا حول فكرة المصارعة والأكشن والانتقام، مشيراً إلى أن مثل تلك الأعمال تكون مُكررة ولكن تعرض كل منهما صورة مختلفة ببطل مختلف.
ولفت إلى أن طبيعة الشعوب العربية، تميل إلى الأعمال الفنية التي تكون محفوفة بعوامل الإثارة والأكشن مع التشويق، لذا فإننا نرى أغلب الأعمال الحالية في مسلسلات رمضان تميل إلى تلك الزوايا، وتُكرر منها، ولكن بصياغة مختلفة.
ونوّه بأنه لا يوجد علاقة بين تكرار الأعمال الفنية وتقليدها، وبين نقل كاتب أو روائي من آخر، لافتا إلى أن أغلب الأعمال يتدخل فيها أفكار المنتجين، الذين يسعون إلى الربح، ويكونوا أكثر متابعة للأعمال الفنية الأكثر إقبالا عليها من ناحية "شباك التذاكر"، ويقومون بمحاولة صنع سيء مماثل لها، في سياق درامي مختلف قليلا.
- مشهد وفاة محمود الجندي الحقيقي جسده في مسلسل "آدم".. وهذه الحكمة لازمته في حياته!
- من محمود الجندي لفتحي عبد الوهاب.. صراعات رجال المال بين المافيا والفساد في دراما رمضان 2019
- عمر الشناوي: أنا "كوميديان" مع إيمي سمير غانم في رمضان.. ونفتقد الشخصيات التاريخية في السينما (فيديو)