الصدقة تمحو الذنوب وتطهر النفوس، فهي طهرة للصائم مما يكون قد وقع به من خطاياه واجتماع الصيام والصدقة طريق لمضاعفة الأجر والثواب.
ومن المعروف أن للصدقة فائدة عظيمة على جميع أفراد المجتمع.
الزكاة لا تغني عن الصدقة فهي فريضة، أما الصدقة فإنها تطوعية وتجبر القصور في الفريضة. الصدقة دليل التوبة الصادقة لأنها تمحو السيئات، فمن عزم على التوبة خاصة في رمضان عليه أن يكثر من الصدقة.
فلقد اختص الله عز وجل شهر رمضان بتنزل الرحمات والبركات من رب الأرض والسماوات، يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ».
فالحمد لله أن بلغنا شهر رمضان بنعمة منه وفضل، ونحن في صحة وعافية وأمن وإيمان، فهو أهل الحمد والفضل.
فرحنا برؤية هلاله، فهلاله ليس كبقية الأهلة، هلال خير وبركة، عم ببركته أرجاء العالم، ونشر في النفوس روح التسامح والألفة والمحبة والرحمة،
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله عند رؤية الهلال: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ». ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أسرع مرور الأيام والليالي،
كنا نعتصر ألماً لوداع أيامه ولياليه، وها هي الأيام والليالي قد مرت بنا ونحن في استقباله من جديد؛ بفرحة العازمين على نيل أجرهوفضله.