تلعب أسعار النفط دوراً محورياً في تحديد بوصلة الأسعار التي تطرحها شركات الطيران حيث تشكل ضريبة الوقود 30%من قيمة تذاكر السفر، وتعمل شركات الطيران بصورة دورية على اتباع أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية للتقليل من استهلاك الوقود ما ينعكس بدوره على أسعار تذاكر الطيران.
وقال مسؤولو شركات الطيران والسفر إن الطائرة تستطيع عبر التحليق في طبقات الجو العليا من تقليل استهلاك الوقود ويعد هذا الأسلوب أحد الأدوات الحديثة التي تستخدمها شركات الطيران في تقليل استهلاك الوقود. أضافوا أن اتباع أساليب تقليص استهلاك الوقود غير كافية لتعويض شركات الطيران عن الارتفاع المستمر في أسعار الوقود ما يضطر شركات الطيران إلى زيادة أسعار التذاكر لتغطية التكاليف المتزايدة. وأشاروا إلى أن الزيادة السنوية في أسعار تذاكر الطيران تقدر بـ 10%، وقالوا: إن تلك الزيادة لا ترجع إلى زيادة أسعار الوقود فقط ولكن بسبب زيادة مختلف الخدمات التي تتعلق بقطاع النقل الجوي .
وذكر مسؤولو شركات الطيران والسفر أن الخدمات الأرضية تلعب هي الأخري دوراً محورياً في زيادة أسعار تذاكر الطيران، وأوضحوا أن معدلات زيادة الخدمات الأرضية في معظم مطارات العالم تترواح بين 4% إلى 10%. وبلغت أسعار تذاكر الطيران ذروتها خلال عام 2008 حيث بلغت أسعار النفط 150 دولاراً للبرميل وبعد حدوث أزمة المال العالمية تراجعت أسعار النفط العالمية إلى 70 دولاراً للبرميل ما أدى إلى تخفيض شركات الطيران أسعار تذاكر السفر.
ومع تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية العالمية بدأت أسعار النفط في الأرتفاع التدريجي إلى أن تجاوز سعر برميل النفط الـ 100 دولار، ومع حدوث تلك الزيادة تعمل شركات الطيران على زيادة أسعار خدماتها لتغطية النفقات المتزايدة.. وقامت الراية الاقتصادية بجولة ميدانية شملت شركات طيران ومكاتب للسفر والسياحة للتعرف على الضوابط التي تحكم أسعار تذاكر السفر.
ضوابط الأسعار
في البداية قال ناصر بن حمد، المدير الإقليمي لطيران رأس الخيمة: إن أسعار النفط العالمية تلعب دوراً رئيسياً في تحديد أسعار تذاكر الطيران، مشيراً إلى وجود عوامل أخرى تساهم في ارتفاع أسعار تذاكر السفر. أضاف أن الخدمات الأرضية في المطارات تشهد زيادة تتراوح بين 4% إلى 10% سنوياً، منوهاً إلى أن الخدمات التحويلية هي الأخرى تشهد زيادة مستمرة ما يجعل من زيادة أسعار تذاكر الطيران أمراً حتميًا لتغطية نفقات شركات الطيران المتزايدة .
وحول عدم تطبيق بعض شركات الطيران نفس التسعيرة قال ناصر بن حمد : إن الشركات التي تتبع هذا الأسلوب يكون بغرض التعريف بخدماتها في الأسواق الجديدة، مشيراً إلى أن هذه الشركات تتجه بعد فترة إلى تطبيق الأسعار العالمية. وقال: إن طيران رأس الخمية يسيّر 7 رحلات أسبوعية من الدوحة إلى رأس الخيمة، منوهاً إلى أن الناقلة تدرس زيادة معدل الرحلات بنسبة 100% خلال الفترة المقبلة بما يواكب الطلب المتزايد على خدمات الناقلة. وقال: إن سوق السفر بدولة قطر يشهد تناميا كبيرا بفضل الطفرة التنموية الكبيرة التي تنعم بها دولة قطر، متوقعاً زيادة معدلات النمو خلال الفترة المقبلة مع تنفيذ قطر حزمة من المشروعات العملاقة والتي أعلنت الدولة عنها في أطار خطط استضافة مونديال 2022. وأشار إلى أن عمليات الناقلة شهدت نمواً بنسبة 20% خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة تنامي عمليات الناقلة بالسوق القطري .
وأوضح ناصر بن حمد المدير الإقليمي لطيران رأس الخيمة أن الناقلة تخطط للتوسع عالمياً للوصول إلى 36 وجهة عالمية بحلول 2014 بدلاً من 12 وجهة في الوقت الحالي، وقال: طيران رأس الخيمة شركة حكومية يبلغ رأس مالها 1.5 مليار درهم .
توقعات الأياتا
في الإطار ذاته خفض الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" توقعاته لأرباح شركات الطيران العالمية هذا العام بسبب الارتفاع الحاد في أسعار النفط قائلاً إن القطاع قد يتكبّد خسائر تصل إلى 5.3 مليار دولار إذا ارتفع سعر برميل النفط إلى 150 دولارًا.
وذكر الاتحاد في توقعاته المالية لعام 2012 أن أرباح الصناعة ستبلغ 3 مليارات دولار انخفاضًا من تقدير سابق يبلغ 3.5 مليار دولار. وتنطوي التوقعات المعدلة على هامش أرباح قدرها 0.5% في المتوسط انخفاضًا من 0.6% في توقعات أياتا في ديسمبر. وقال توني تايلر المدير العام لأياتا : "على صعيد الأنباء الطيبة يبدو أنه جرى تفادي تفاقم أزمة الديون السيادية في أوروبا في الوقت الحاضر لكن حلّ محله ارتفاع أسعار النفط ليشكل أكبر المخاطر التي تواجهها الصناعة". وأضاف تايلر: إن هناك عوامل مخففة دعمت أرباح شركات الطيران من بينها زيادة معدلات أشغال الطائرات وقدر من بوادر تفاؤل بين مديري المشتريات وهو ما ينبغي أن يزيد إيرادات الشحن الجوي في النصف الثاني من العام . وأشار إلى أن الموقف بشكل عام لا يزال هشًا حيث تشير التوقعات العالمية إلى نمو اقتصادي قدره 2% هذا العام. وتابع: "لذا لا يتطلب الأمر صدمة كبيرة لتحويل توقعاتنا بأرباح بالغة التواضع إلى خسائر صافية وبالتأكيد يمكن أن يكون النفط سببًا لتلك الصدمة".
العرض والطلب
وقال سعيد الهاجري المدير العام لسفريات علي بن علي أن أسعار تذاكر الطيران تشهد زيادة سنوية تقدر بـ10%، وأرجع ذلك إلى زيادة نفقات شركات الطيران والتي تتضمّن ارتفاع أسعار الوقود والخدمات الأرضية . وأشار إلى أن شركات الطيران الخمس نجوم تكون أسعارها مرتفعة وتشهد إقبالا كبيرا من المسافرين لجودة خدماتها، مشيراً إلى أن قانون العرض والطلب هو من يتحكّم بصورة رئيسية في أسعار تذاكر الطيران . وأوضح الهاجري أن نفقات شركات الطيران تشهد تناميًا مستمر بسبب ارتفاع رواتب الموظفين وخدمات المطارات العالمية، مشيراً إلى أن تلك العوامل تجبر شركات الطيران على زيادة أسعار التذاكر تغطية النفقات المتزايدة . أضاف أن أسعار تذاكر السفر تشهد زيادة في المواسم السنوية بسبب زيادة الطلب، موضحاً أن تلك الفترة تشكل محور أداء شركات الطيران والتي من خلالها يتم تغطية النفقات المتزايدة .
وأشار الهاجري إلى أن سوق السفر والسياحة بدولة قطر شهد تطورًا ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية بدعم من جهود الهيئة العامة للسياحة وتوسعات الخطوط القطرية، حيث تشكل الفعاليات والمهرجانات الدورية التي تستضيفها الدوحة مصدرًا فعّالا لتحفيز شركات الطيران والسفر .
وقال المدير العام لسفريات علي بن علي: إن تنفيذ قطر حزمة من المشروعات العملاقة يساهم بصورة واضحة في إنعاش حركة السفر والطيران، وتوضح الإحصائيات والتقارير الدولية أن قطر أصبحت محط أنظار رجال الأعمال بدعم من الطفرة التنموية الكبيرة التي تعيشها دولة قطر ما ينعكس بالإيجاب على شركات الطيران .
ضريبة الوقود
ومن جانبه قال صالح الطويل مالك العالمية للسفر والسياحة: إن ضريبة الوقود تشكل 30% من سعر تذاكر الطيران، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الوقود خلال السنوات الثلاث الماضية أدى إلى ارتفاع أسعار تذاكر السفر. أضاف: إن الزيادة السنوية في أسعار تذاكر السفر تبلغ 10%، ويرجع ذلك إلى زيادة أسعار الوقود والخدمات الأرضية في المطارت بالإضافة إلى الخدمات الأخرى المتعلقة بالطيران والتي تشهد زيادة دورية . وأوضح صالح الطويل أن شركات الطيران تتجه لزيادة أسعار تذاكر الطيران لتغطية النفقات المتزايدة، مشيراً إلى أن التضخم العالمي يلعب دوراً رئيسياً في زيادة أسعار التذاكر . وأشار إلى أن حركة السفر بالسوق المحلي شهدت نمواً بنسبة 25% خلال العام الماضي، وأرجع ذلك إلى استضافة الدوحة لعدد من الأحداث والفعاليات والمعارض العالمية ما ساهم بدوره في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار .
وأشاد صالح الطويل بتوسعات الخطوط الجوية القطرية التي تمتلك طلبات شراء لأكثر من 250 طائرة تفوق قيمتها 50 مليار دولار أمريكي، وتشمل الطلبات طائرات بوينج 787 و777 وطائرات إيرباص من عائلة A350 وA380 وA320 إضافة إلى طائرات بومبارديي لرجال الأعمال . وتقدّمت الخطوط الجوية القطرية بطلب شراء 30 طائرة من طراز بوينج 787 دريملاينر، وتبلغ تكلفة الصفقة 6 مليارات دولار، وسيتم استلام أولى طائرات الطلبية في يونيو 2012، وستكون الناقلة أول وأكبر مشغّل لطائرة بوينج 787 دريملاينر في الشرق الأوسط .