زعيم منظمة بدر يتهم واشنطن باعاقة تشكيل الحكومة العراقية

تاريخ النشر: 31 يوليو 2010 - 08:29 GMT
هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر
هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر

اتهم هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر واشنطن باعاقة تشكيل حكومة عراقية جديدة بإصرارها على أن تشكل الكتلتان الرئيسيتان الفائزتان في الانتخابات ائتلافا حكوميا مما يتيح لجيران العراق التدخل في شؤونه.
وقال العامري النائب العراقي الذي يتزعم منظمة بدر الجناح المسلح السابق للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان الولايات المتحدة تضغط على القادة العراقيين لتشكيل حكومة من الكتلتين الرئيسيتين اللتين يتزعمهما رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الوزراء السابق اياد علاوي.
واضاف العامري أن واشنطن تريد إقصاء الكتل الاخرى بما فيها منظمة بدر التي فازت بأحد عشر مقعدا في البرلمان.
وقال في مقابلة مع رويترز "الامريكان يعتقدون أن أفضل تحالف هو بين (ائتلاف) دولة القانون وبين (القائمة) العراقية وأن يكون رئيس الوزراء السيد المالكي ورئيس المجلس السياسي للامن الوطني الاستاذ علاوي وبهذه الطريقة يمكن ابعاد المتطرفين من الصدرية والبدرية وغير ذلك."
وتابع قائلا في مجمع المجلس الاعلى الاسلامي في بغداد "اصرار الامريكان على مشروعهم هو الذي أعاق تشكيل الحكومة."
وأضاف "اليوم الذي يقف في وجه المشروع (تشكيل الحكومة) هم الامريكان وليس غيرهم لا السعودية لا السوريين ولا الايرانيين. يأتي التدخل الاقليمي عندما يحصل اصرار على المشروع الامريكي."
ووصلت الكتل السياسية العراقية الى طريق مسدود بعد الانتخابات التي جرت في السابع من مارس اذار ولم تتمخض عن فائز واضح.
وتخوض الكتل الشيعية والسنية والكردية محادثات لتشكيل أغلبية برلمانية لكنها لم تتمكن من الاتفاق على من سيتولى المناصب الرئيسية.
وحث الرئيس الامريكي باراك أوباما القادة العراقيين قبل أسبوعين على انهاء فترة الجمود المستمرة منذ الانتخابات وتشكيل حكومة في أقرب وقت بالنظر الى أن تقليص أعداد القوات الامريكية في العراق يجري بوتيرة أسرع من الجدول الزمني المحدد.
وفشلت المحادثات بشأن تشكيل حكومة ائتلافية في احراز تقدم بسبب عدم التوافق داخل التحالف الشيعي الرئيسي المكون من ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي والائتلاف الوطني العراقي بشأن رغبة المالكي في شغل المنصب لولاية ثانية.
وحصل هذا التحالف الشيعي على 159 مقعدا في البرلمان الجديد المكون من 325 مقعدا أي أقل من الاغلبية بأربعة مقاعد.
ويمثل المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي ينتمي اليه العامري والتيار الصدري المكونين الرئيسيين في الائتلاف الوطني العراقي. ويعارض الصدريون المالكي منذ أن أرسل الجيش العراقي لسحق ميليشيا جيش المهدي التابعة للتيار في 2008.
وأخفقت قائمة العراقية المدعومة من السنة والتي يتزعمها علاوي وفازت بأكبر عدد من المقاعد في اقناع كتل أخرى بالتحالف معها. ويسعى كل من المالكي وعلاوي لشغل منصب رئيس الوزراء وهو ما يشكل العقبة الرئيسية في المفاوضات.
وذكر العامري (56 عاما) الذي حاربت منظمته ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من المنفى في ايران أن السبيل الوحيد لانهاء الجمود هو وقف التدخل الخارجي واختيار مرشح جديد لرئاسة الوزراء.
وقال "الحل هو أن يأتي شخص لا يوجد موقف ضده.. هذا هو الحل. العراق فيه الكثير.. أي واحد غير المالكي وأي واحد غير علاوي.
"اليوم بمجيء اي واحد منهم سينقسم الشارع. بمجيء علاوي سيصير 159 شيعيا (داخل مجلس النواب) ضده وبمجيء المالكي راح يصير 100 في البرلمان من الاخوة السنة ضده."
وقال العامري ان هناك "موقفا موحدا" داخل الائتلاف الوطني يقضي بعدم دعم المالكي لولاية ثانية وان الائتلاف الوطني طلب من ائتلاف دولة القانون تسمية مرشح اخر من الكتلة.
وأردف قائلا "اليوم نحن في الائتلاف الوطني بالاجماع نرفض ترشيح المالكي فكيف نذهب الى البرلمان ونصف التحالف هو يرفض المالكي. كيف سنمشي..."
وحصلت قائمة العراقية التي يتزعمها علاوي على 91 مقعدا في الانتخابات بفضل دعم قوي من السنة الذين ينظرون الى علاوي على أنه قائد قوي علماني سيقف في وجه النفوذ الايراني على الرغم من كونه شيعيا. وينظر الشيعة اليه بتشكك كممثل لانصار حزب البعث المحظور.
وتراجع العنف بشكل كبير في العراق في العامين الماضيين لكن مسلحين اسلاميين أعلنوا مسؤوليتهم عن سلسلة تفجيرات وقعت منذ انتخابات مارس.
وقد يثور غضب الاقلية السنية اذا جرى اقصاء علاوي وقائمة العراقية في المفاوضات الحكومية مما قد يعيد تنشيط الحركة المسلحة.