في ظل الانفلات الأمني تعرضت الرمال السوداء للسرقة من جهات غير معلومة وبطرق منظمة، وتُعد هذه الرمال من أهم ثروات مصر التي لو تم استغلالها لجعلت مصر في مصاف الدول الغنية بما تمتلكه من 22 معدنا متواجدا بها وتنتشر هذه الرمال في ربوع مصر في 11 منطقة تقريباً بالصحراء الشرقية والغربية بمساحة تبلغ 100 كيلو متر مربع، بالإضافة إلى انتشارها بنسب قليلة في محافظة كفر الشيخ والوادي.
وكشفت مديرية الزراعة بكفر الشيخ عن وجود سرقات للرمال السوداء بطريقة منظمة في ظل غياب الأمن وسوء حالته وطالبوا المواطنين بحماية ثرواتهم الطبيعية. وقال سمير مرقص أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأميركية إن الرمال السوداء عانت من تجاهل النظام السابق شأنها شأن الثروة التعدينية في مصر وأشار إلى أن الصحراء الشرقية والغربية تتميز بكثافة هذه الرمال وكذلك الذهب والفضة والبلاتين بما يعادل ضعف الاحتياطي الموجود حالياً في العالم.
وذكر أن الرمال السوداء نتجت من تشبع الرمال العادية بعناصر مشعة مما صبغ الرمال العادية باللون الأسود وتحتل في بعض المناطق مساحات لا تقل عن 35 كيلو متراً، مؤكدا أن هذه الرمال تستخدم في استخراج اليورانيوم والبلوتنيوم وكافة المواد المستخدمة في مجال الطاقة النووية، بالإضافة إلى استخراج المعادن النفيسة وأوضح أن حُسن استغلال هذه الرمال يدر مئات الملايين للدخل القومي لما تتميز به من قيمة مادية عالية.
وأكد عزت قناوي الخبير الاقتصاد أن الجهود القادمة من قبل الحكومة تتطلب التركيز على التعدين والرمال خاصة في ظل الطلب العالمي لها، مشيرا إلى أن الاستغلال الجيد لهذه الرمال يعمل على زيادة البحث العلمي في هذا المجال لتصبح مصر من أكبر دول العالم في تصدير المواد المستخلصة من الرمال وانتاج السليكونيات المستخدمة في مجال الإلكترونيات التي تُعد مرتفعة القيمة مطالباً بإنشاء هيئة قومية للتعدين تعمل على توفير مواد جديدة لتضع مصر في مصاف أغنى دول العالم. وقال: إن 66 في المائة من مساحة مصر عبارة عن رمال موضحاً أن هناك ثلاثة أنواع للرمال صفراء وبيضاء وسوداء فالأولى تستخدم في مجال البناء وصناعة الزجاج أما النوعان الآخرين يتم استخراج الأجزاء الحساسة التي تستخدم في الأجهزة الالكترونية والحاسبات.