قال الدكتور وهيب عيسى الناصر أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين: لقد هطلت على مملكة البحرين في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك (7 نوفمبر) أمطار رعدية استغرقت بضع ساعات أسهمت في صفاء جو البحرين وجعلها تزهو بسمائها الصافية ليشاهد الناس فيها أجمل الكواكب والنجوم مثل الزهرة (جهة الغرب بعد غروب الشمس) وكوكب المشتري (جهة الشرق بعد غروب الشمس) والمريخ في منتصف الليل ونجم سهيل وغيرها.
إنها البحرين بجمال طبيعتها وأهلها، حيث لا يستطيع أحد أن يبطئ من مسيرتها أو تشويه صورتها؛ فالحق يعلو ولا يعلى عليه. هذه الأمطار ربما تكون قد وفرت طاقة وخفضت من التلوث وأسهمت في حقن الأبار بماء زلال. فكيف ذلك؟ لو افترضنا أن ارتفاع مستوى الأمطار الهاطلة على البحرين، في ذلك اليوم هي 20 ملم (0,02 متر) وأن مساحة البحرين، ح، هي 750 كم مربع (750 ألف متر مربع) وأن كثافة الماء، ث، هي 1000 كجم، فهذا يعني أن كتلة المطر الساقطة، ك، على البحرين هي: ك = ل ٍّ ح ٍّ ث ك = 15 بليون كجم أو 15 مليون طن أو 3,3 بليون جالون أو 15 مليون متر مكعب!
أما لو كان مستوى الأمطار 5 ملم فان كتلة الماء الهاطلة تساوي 3,75 بليون كجم أو 3,75 مليون طن أو 3,75 مليون متر مكعب! ثم قال الدكتور الناصر: للعلم، فان كتلة 50 شنطة سفر (20 كجم للواحدة) تساوي 1 طن! وكلفة ما يعادل هذه الكمية من الماء في البحرين هو 25 فلس وتكلف الدولة حوالي 200 فلس!
إنها بحرين الخير! وهذا يعني أن كلفة الماء الهاطل على البحرين هي 375000 دينار للمواطن و3 ملايين دينار للدولة (إذا افترضنا مستوى 20 ملم). كما تجدر الإشارة إلى أن كل طن محلاة من ماء البحر يستهلك حوالي 40 كيلووات ساعة، وهذا يعني أن كمية ماء المطر الهاطلة توفر طاقة قدرها 600 مليون كيلووات ساعة أي ما يعادل خفض انبعاث 600 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون! ويجب التنويه هنا إلى أن كل برميل من النفط ينتج طاقة كهربائية 17 كيلووات ساعة بافتراض كفاءة 42% (أو 40 كيلووات ساعة لكفاءة 100%) وهذا يعني أن أمطارنا تكون قد وفرت 35 مليون برميل من النفط أو 60 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي (كل متر مكعب من الغاز الطبيعي يمنح 10 كيلووات ساعة من الكهرباء)، فالمطر نعمة عظيمة وخير للبشرية! ثم أورد الدكتور وهيب الناصر ملاحظة وتحذيرا مهما قائلا: يجب الضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه سكب الزيت في الطريق، لأنه يعتبر في حكم القانون مجرما مع سبق الإصرار والترصد؛ فهؤلاء يعلمون أن هذا طريق عام سريع ولو عبرت السيارة هذا الطريق الملوث بالزيت لأدى ذلك إلى تقليل أو انعدام الاحتكاك بين الشارع والإطار، ولانحرفت السيارة عن مسارها واصطدمت بسيارة أخرى أو انحرفت عن الطريق وهوت من مرتفع والنتيجة إزهاق روح؛ وهو قتل متعمد!
ولكوننا في موسم أمطار (الوسم) - طالع الغفر (حسن فيه الجمر) - فإن خليط الزيت مع المطر الخفيف سيتسبب في انتشار الزيت إلى طرق البحرين مما يعني هلاك للسواق وللمرافقين لهم من أطفال ونساء وشيوخ. أضف إلى ذلك أن الزيت سيصل إلى آبار الماء الجوفية مما يعني تلوثها! فيجب على قادة الوفاق ومرجعياتها الدينية -وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأديان والمعتقدات الأخرى- بذل الجهد في توضيح مدى هذا الجرم وحث المخربين على الكف عن هذا العبث.
لقد تمادى المخربون في العبث في البيئة البحرينية من حرق الإطارات، وتفجير السلندرات وما يتخلف منها من ملوثات شديدة السمية وصنع مسيلات دموع محلية خطرة، ونثر القمامة (بما ينتج منها بكتريا وعفن وروائح وأمراض)، ورمي المولوتوف والأصباغ الكيميائية، وسكب مواد التنظيف الكيمائية الحارقة والكاوية، وجميعها هي تؤدي إلى قتل الحيوان والنبات وتقليص التنوع البيولوجي في البحرين، فالبحرين ملك للجميع سعت القيادة الرشيدة والحكومة والشعب الوفي في جعلها دولة مدنية متقدمة مشهودة انجازاتها في البيئة والتعليم والاقتصاد والصحة والاتصالات في ظل حكم آل خليفة الكرام، وهي أرض الله يخلفها عباد الله الصالحين.