خليجي 17- قطر تحرز اللقب بعد فوزها على عُمان بالضربات الترجيحية، البحرين في المرتبة الثالثة بعد فوزها على الكويت

تاريخ النشر: 26 ديسمبر 2004 - 12:03 GMT

خليجي 17- قطر تحرز اللقب بعد فوزها على عُمان بالضربات الترجيحية، البحرين في المرتبة الثالثة بعد فوزها على الكويت

 

أحرزت قطر لقب بطلة النسخة السابعة عشرة من كأس الخليج لكرة القدم التي استضافتها الدوحة بتغلبها على عمان بركلات الترجيح 5-4 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي من المباراة النهائية بالتعادل 1-1 مساء الجمعة على استاد جاسم بن حمد بنادي السد. وسجل وسام رزق (4) هدف قطر، وبدر الميمني (26) هدف عمان.

 

جاء النهائي مثيرا من بدايته الى نهايته فامتع المنتخبان الجمهور في عرضهما قبل ان ينخفض الاداء نسبيا في الوقت الاضافي، لكن الاثارة بقيت عنوانا لركلات الترجيح التي تناوب ثمانية لاعبين من كل منتخب على تنفيذها حتى حسمتها قطر 5-4. وكانت قطر خسرت المباراة النهائية للدورة التاسعة في عمان عام 1984 امام العراق بركلات الترجيح بالذات.

 

مدرب المنتخب القطري البوسني جمال الدين موسوفيتش بدا أكثر عصبية وتلقى تحذيرا من الحكم السعودي على المطلق في الدقيقة 53.كما أنذر الحكم اللاعب العماني خليفة عايل للخشونة في الدقيقة 62 واللاعب القطري بلال محمد في الدقيقة 74. وقد احتسب الحكم أربع دقائق كوقت بدل ضائع لعب بعدها الفريقان وقتا إضافيا على شوطين لحسم المباراة، وذلك حسب ما ذكره موقع الجزيرة نت.

 

وكان الشوطان الإضافيان نسخة مكررة من وقت المباراة الأصلية، حيث تبادل الفريقان الهجمات وغلب الحماس على مستوى الأداء الفني الذي تأثر كثيرا بفعل الإجهاد وامتداد زمن المباراة.وقد حسمت ضربات الجزاء الترجيحية المباراة بعد فشل لاعبي الفريقين في التعامل بالإيجابية المطلوبة مع الفرص التي أتيحت لهم.

 

كانت بداية المباراة ملتهبة شهدت دقائقها الاولى هدفا قطريا هو الاسرع في البطولة اعقبها هجوم عماني ضاغط وفرص ضائعة بالجملة مقابل تراجع قطري لتأمين الناحية الدفاعية. احتياطات أمنية مشددة شهدها محيط الملعب لكنها كانت تقابل بابتسامة من الجماهير الحاشدة..وآلاف المشجعين اضطروا لمتابعة المباراة خارج أسوار الملعب عبر شاشات تلفزيونية ضخمة انتشرت في عدة أماكن من محيط الملعب وأرجاء الدوحة، وهو المشهد الذي تكرر لذلك في مسقط وعدة انحاء من الولايات العمانية التي نظمت أمس استقبال الأبطال لمنتخب بلادها رغم خسارته.

 

هذا وأجمع المراقبون في الدوحة وفي السلطنة وكل أنحاء الخليج العربي وخارجه على أنها كانت مشرفة وبطريقة درامية كان بطلها حارس مرمى قطر محمد الصقر الذي تعملق في صد آخر (4) ركلات ترجيحية عمانية تناوب عليها هاني الضابط وحارس المرمى علي الحبسي ويوسف بن شعبان وهداف البطولة عماد الحوسني، ولكن هذا الإنجاز التاريخي للحارس القطري محمد الصقر لم يشفع له بحمل كأس أحسن حارس مرمى في كأس الخليج الذي كان من نصيب الحارس العماني علي الحبسي الذي قال :" إنه لم يتوقع إهدار ركلة ترجيحية كان تسجيلها كافيا لإحراز كأس الخليج بعدما كان الحبسي نفسه صد ركلتي ناصر كميل وسعود فتح (الأولى والسادسة) بينما نابت العارضة عن الحبسي في صد ركلة حسين ياسر وهي السابعة قبل الأخيرة".وقال مشعل مبارك، الذي سجل الركلة الحاسمة لقطر إنه فخور بهذا الإنجاز الذي يهديه لشعب قطر بأسره وأنه شعر لحظة التنفيذ أنه أمام مسؤولية وطنية بل وتاريخية، أما عماد الحوسني الذي توج بلقب الهداف بـ (4) أهداف فقد كان حزينا كئيباً لحظة تسلم كأس الهداف.

 

أما حارس المرمى القطري الذي دخل تاريخ دورات كأس الخليج من أوسع أبوابه كونه أول من يتصدى لـ (4) ركلات ترجيحية دفعة واحدة، فقد قال لـ «الشرق الأوسط» إنه ينظر إلى ما حققه على أنه رد جميل لكل جماهير قطر التي وقفت مساندة لفريقها في كل الظروف ورغم تعثره في أول مباراتين بالتعادل أمام الإمارات 2/2 والعراق 3/3. هذا وقد هللت صحف قطر الصادرة أمس بالإنجاز الخليجي الذي تصدر الصفحات الأولى لكافة الصحف واستحوذ على مساحات واسعة وملونة من الملاحق الرياضية. بينما واصلت إذاعة وتلفزيون قطر وإذاعة وتلفزيون خليجي 17 بث الأغاني الوطنية والرياضية الحماسية وسط مشاركة مئات المتصلين من كل أنحاء قطر.

 

هذا ولا تزال أصداء الفوز القطري الكبير بخليجي 17 لكرة القدم تسيطر على الأجواء داخل وخارج الدوحة حيث تعيش الجماهير القطرية فرحة عارمة في الآونة الحالية وهناك حالة من التفاؤل تسيطر على الجميع، وتزينت شوارع الدوحة باللون العنابي في السيارات وشرفات المنازل تعبيراً عن الفرح بهذا الإنجاز الذي حققه العنابي للمرة الثانية في تاريخه بعدما سبق وفاز بالكأس للمرة الأولى عام 92 في خليجي 11 بالدوحة.

 

ويعيش لاعبو العنابي في حالة سعادة كبيرة خاصة لأن الجيل الحالي من اللاعبين كان بحاجة ماسة لمثل هذا الفوز بالإضافة إلى أن لاعبي قطر أرادوا أن يبرهنوا على أن الاهتمام الكبير الذي تحظى به الرياضة من قبل المسؤولين بالدوحة لابد أن يؤتى بثماره الايجابية على الكرة القطرية.

 

وخرجت الصحف العربية تشيد بالفوز العنابي الكبير بكأس الخليج ولم يقتصر الأمر على الصحف الخليجية فحسب بل امتد ليشمل الصحف المصرية، التي أفردت مساحات واسعة للفوز القطري وأكدت معظم الصحف المصرية الصادرة أمس أن النجاح القطري الكبير في تنظيم خليجي 17 بهذا المستوى الراقي وضع اللجنة المنظمة لكأس افريقيا بمصر عام 2006 في موقف صعب لأنها مطالبة الآن بضرورة إخراج بطولة ناجحة يشيد بها الجميع كما حدث في كأس الخليج السابعة عشرة.

 

كما وتوالت المكافآت على لاعبي منتخب قطر الأول لكرة القدم بعد إحرازهم لقب كأس الخليج السابعة عشرة. وقررت إحدى الشركات القطرية منح جميع اللاعبين والجهاز الفني والإداري للمنتخب تذاكر مجانية لأداء مناسك الحج هذا العام.كما قالت تقارير صحفية إن كل لاعب من المنتخب القطري سيمنح مبدئيا مبلغ 150 ألف ريال قطري وربما يزيد تقديراً وتشجيعاً لعطاء اللاعبين خلال مباريات الدورة، مشيرة إلى أن جهات عديدة أخرى سوف تتسابق في تكريم بطل الخليج.

 

ومن جهة أخرى، استقبلت الجماهير العمانية منتخبها الوطني الأول لكرة القدم بالورد والرقصات الشعبية بعد حصوله على المركز الثاني في بطول الخليج العربية ال 17. وخرجت الجماهير العمانية لأول مرة في شوارع سلطنة عمان والتي جسدت الفرحة والسعادة في مسيرات جماهيرية للتعبير بحصولهم على هذا المركز المتقدم منذ ال 30 عاما، وعبرت الجماهير عن فرحتها في استقبال المنتخب تتغنى بهذا الإنجاز التاريخي المهم حاملة صور العاهل العماني السلطان قابوس بن سعيد وعلم سلطنة عمان في ملحمة رياضية شبابية كبيرة.

 

ومن ناحيته لقي المنتخب العماني الاول لكرة القدم استقبالا منقطع النظير وحفاوة الابطال اثر عودته الى العاصمة العمانية مسقط قادما من قطر بعد حصوله على المركز الثاني في خليجي 17 . وكان في استقبال البعثة التي عادت على متن طائرة خاصة شهاب بن طارق آل سعيد مستشار السلطان قابوس والسيد علي بن حمود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني والمهندس علي بن مسعود السنيدي وزير الشؤون الرياضية وعدد كبير من المسؤولين بالدولة.

 

وقد غادر المنتخب وافراد البعثة في حافلة مكشوفة من المطار الى مجمع السلطان قابوس الرياضي حيث كان في استقبالهم اكثر من 20 الف مواطن من الجنسين حيث مر ابطال المنتخب حول الجماهير التي حضرت للملعب بالاضافة الى مشاركة فرق فنية شعبية والتي رددت الاهازيج والاغاني ابتهاجا بهذا الانجاز الاول للمنتخب العماني في دورات كأس الخليج لكرة القدم. واتفق خمسة من نجوم المنتخب العماني مع ناديي ليون وبورتو الفرنسيين على خوض تجربة احترافية لمدة عام مقابل 11 مليون دولار اعتبارا من شهر يناير المقبل وهم عماد الحوسني وخليفة عايل واحمد مبارك واحمد حديد وحمدي هوبيس. وستكون هناك مشكلة بالنسبة لعماد الحوسني وخليفة عايل اللذين ابلغا المندوب الفرنسي ارتباطهما بعقدين مع فريق الرياض. وقد ابلغ المندوب اللاعبين بانه ستجري مفاوضات واتصالات لدفع مبالغ مالية للرياض للاستغناء عنهما خاصة ان اللاعبين العمانيين رحبا بالعرض للاحتراف في اوروبا.

 

من جانبها ابرزت الصحافة العمانية هذا الانجاز. فكتبت صحيفة عمان «فقدنا الكأس وكسبنا منتخبا كبيرا». ركلات الجزاء تنحاز لقطر وتمنحها لقب خليجي 17. اما صحيفة الوطن، وفي صفحتها الاولى كتبت وتحت عنوان كبير «عمان الاجدر .. والكأس لقطر» . منتخبنا خرج مرفوع الراس رغم خسارته للكأس. اما صحيفة الشبيبة فكتبت تقول «الكأس الخليجية (تسقط) من فم الاسد العماني .. وعنوان اخر «العنابي خطف اللقب بصعوبة .. الحظ وركلات الجزاء سرقتا كأس الخليج من منتخبنا».

 

وفي مباراة تحديد المكان الثالث والرابع، أحرزت البحرين وصيفة الدورة الماضية المركز الثالث في البطولة بفوزها على الكويت 3-1 مساء الخميس على استاد جاسم بن حمد في نادي السد. وسجل مساعد ندا (32 خطأ في مرمى منتخب بلاده) وعلاء حبيل (57) ودعيج ناصر (90) اهداف البحرين، وصقر خضير (35) هدف الكويت.

 

وأجرى مدربا المنتخبين بعض التغييرات في تشكيلتيهما، كان ابرزها اشراك محمد ابراهيم مدرب الكويت لفرج لهيب في الهجوم بدلا من بشار عبد الله، والكرواتي يوريسيتش ستريشكو مدرب البحرين للمهاجم دعيج ناصر مكان حسين علي. وسيطر المنتخب البحريني على المجريات في نصف الساعة الاول وسنحت له فرص عدة عبر انطلاقات محمد حبيل من الجهة اليمنى وسلمان عيسى من اليسرى لكنه انتظر حتى الدقيقة 32 ليفتتح التسجيل عندما تابع مساعد ندا الكرة الى داخل المرمى عن طريق الخطأ.

 

وفرض المنتخب الكويتي التكافؤ على المجريات في ربع الساعة الاخير فادرك التعادل بعد ثلاث دقائق فقط من الهدف البحريني وشكل خطورة على مرمى الحارس السيد محمد جعفر. وأمسك البحرينيون بزمام الامور تماما في الشوط الثاني وكان بإمكانهم تسجيل عدد وافر من الاهداف لولا براعة الحارس شهاب كنكوني ورعونة المهاجمين خصوصا علاء حبيل، فيما بدا المنتخب الكويت مستسلما تماما ولم تكن له فرص حقيقية على المرمى سوى كرة قوية من عبد الرحمن موسى.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن