لا يمكن التكهن الا بدولة حديثة ستنشأ في وسط افريقيا بعد التاسع من يناير المقبل، لا يعرف اسمها بعد، قد تكون السودان الجنوبي، او السودان الديمقراطي، او غير ذلك.
لتلك الدولة العتيده اصبح علم ونشيد وطني وطابعة اموال، فقط وهي من علامات السيادة، كما تراها النخبة الجنوبية الداعمة للانفصال.
في الدولة الجديدة غابات وادغال وامطار موسمية وخيرات باطنية وظاهرية لا يعرف احد استخراجها او جنيها لادخال الخيرات والمدخرات على البلاد.
غاب عن بال النخبة الجنوبية ان ركائز السيادة تتعدى طابعة الاموال والعلم والنشيد الوطني.
هم بحاجة الى اقتصاد متين يحمي قرار وسيادة الدولة ولا يجعلها دولة تابعة تتلاطمها المؤامرات والدسائس او تكون بوز مدفع للتآمر على الام السابقة وباقي الجيران.
تحتاج الدولة الى جيش قوي يحمي حدودها من الاعداء والمتربصين، فهي ستكون محط انظار الطامعين والمتآمرين في الخارج والارهابيين واللصوص والعصابات المسلحة في الداخل.
لا يوجد جيش او قوة امنية تحمي الشعب المستقل الجديد الذي سيبقى عرضة للنهب والسلب والسطو من طرف العصابات المسلحة، وسارق الدماء الغزيرة على جوانب الطريق لسنوات طويلة حتى يتم ضبط الامن ان تم.
لن يكون هناك اي نوع من الاقتصاد حتى في ظل وجود الثروات النفطية التي بحاجة الى اكثر من اربعين عاما لتتمكن الدولة الجديدة من استخراجه.
ليس خافيا ان الحكومة المركزية في الخرطوم تشرف بشكل مباشر وكامل على عملية استخراج النفط ونقله وتكريره وتصديره عبر ميناء بورتسودان، فيما لا تملك "حكومة الجنوب" صهريج واحد او حفارة للاعتماد على نفسها.
وحتى ان كانت تلك الحكومة معتمدة على الولايات المتحدة وخلفها اسرائيل في تقديم المساعدات والمعونات والدعم فان ذلك لن يكون لاربعة عقود بل لاسابيع ربما.
فلاسرائيل اقتصاد هش وتعتمد اصلا على الدعم الخارجي الاوربي والاميركي وميزانها مثقل بالديون، اما الولايات المتحدة الاميركية فبات اقتصادها منهك بعد حربين ضروسين قادتهما في العراق وافغانستان وتكلفت المليارات المهولة في عملية الانفاق عليهما، ولا تزال تعاني وتحاول الفرار فيما الداخل عندها يعاني من احباط اقتصادي خطير.
الواضح ان النخبة في جنوب البلاد نعمل على دعم الانفصال، والذي سيدفع الثمن هو المواطن العادي الذي يبحث عن قوته اليومي بعد ان وضعت الحرب اوزارها، وسيكون هناك دولة طبيعية في العالم الثالث يقودها مجموعة متنفذه ويحتكر خيراتها واقتصادها مجموعة اخرى ويدفع المواطن الثمن .
سيكون هناك دولة لا قرار لها ولا سيادة وأمن ولا امان فيها، بل معبر للاعداء للاضرار باخوة الامس ومن دافع عنها وعن حدودها سابق.
من الطبيعي ان نكون مع تقرير المصير والاختيار لكن على اساس وحدوي لا انفصالي، قوة لا ضعف. وعلى اساس الارداة الشعبية لا على اساس قرار نخبة منتفعة مدعومة من ألد الاعداء في الخارج.
اياد خليفة