الإمارات.. جفاف السيولة يكبح انتعاش سوق العقار

تاريخ النشر: 18 مارس 2012 - 10:00 GMT
تجذب عقارات دبي حالياً المزيد من الاستثمارات الخليجية
تجذب عقارات دبي حالياً المزيد من الاستثمارات الخليجية

لاتزال أزمة التمويل تشكل كبرى المشكلات التي تواجه القطاع العقاري في الإمارات العربية المتحدة، حيث يرى جميع أطراف المعادلة العقارية، أن البنوك بعيدة عن طموحاتهم في ما يتصل بتحريك القطاع العقاري بشكل مناسب، في ظل التداعيات التي يعيشها منذ تفجر الأزمة المالية العالمية في العام 2008، والتي أدت إلى اختفاء السيولة من السوق العقارية، في ظل حالة خوف طالت البنوك والعملاء في الوقت نفسه. وتعاني الكثير من البنوك من مخاوف «نفسية» من تمويل المشروعات العقارية، وإن كان هذا الخوف بدأ يتلاشى تدريجيًا مع تحسن مستويات الثقة التي تحتاجها السوق بشكل كبير خلال الفترة الحالية، وفقًا للخبير العقاري وحيد عطا الله.

ويشكل العامان 2007 و2008 فترة الازدهار بالنسبة للبنوك مع الطفرة العقارية التي شهدتها السوق المحلية، حيث توقفت البنوك بعدها عن التمويل بسبب تداعيات الأزمة على القطاعين المالي والعقاري، وقفزت معدلات الفائدة على التمويل العقاري إلى نحو 11 بالمائة خلال العام 2011. من جانبه أكد محمود عوض، استشاري أول عقارات في شركة «الوادي الأخضر» بأبوظبي، أن الحصول على تمويل عقاري يعد أمرًا صعبًا في الوقت الحالي، مع تشدد البنوك في شروط منح التمويل، سواء من ناحية رفع معدلات الفائدة أو الشروط المتعلقة بجدارة العميل نفسه، وخاصة ما يتعلق بالراتب الذي يجب أن يكون مرتفعًا جدًا، مع صعوبة أكيدة بالنسبة لغير المواطنين في جميع الأحوال. وأوضح أن السوق تعاني بشكل كبير من جفاف السيولة، التي اختفت عن السوق العقارية، في ظل حالة الخوف التي تسيطر على القطاع منذ وقوع الأزمة المالية العالمية، سواء من ناحية العملاء الذين فضلوا الاحتفاظ بما لديهم من سيولة، بعد التراجع الهائل للقطاع، أو من جانب البنوك التي تخشى تكرار ما أصابها من تداعيات خلال السنوات الثلاث السابقة، نتيجة التعثر المصرفي للكثير من عملاء التمويل العقاري، ما دفعها إلى التشدد خاصة مع الأجانب الذين أصبح الحصول على مسكن بالنسبة لهم أمرًا صعبًا للغاية، لأن البنوك تخشى من عدم جدارتها الائتمانية في الوفاء بالتزاماتها مستقبليًا. وأشار إلى أن القطاع العقاري في دبي عانى أكثر من غيره من مشاكل التمويل، لأنه أخذ النصيب الأكبر من تداعيات الأزمة، مضيفًا: «ولكن الآن بدأت الأمور تتحسن، وإن كان الأمر يحتاج إلى تدخل أكبر من جانب البنوك لإنعاش القطاع على مستوى الإمارات، مشيرًا إلى أن البنوك وشركات التمويل اتفقت في ما بينها على تشديد شروط التمويل، حتى أصبحت شبه موحدة بين جميع المؤسسات».

وتجذب عقارات دبي حالياً المزيد من الاستثمارات الخليجية، حيث يحل الخليجيون مكان مستثمرين من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وفقًا لـ «مؤسسة كلاتونز العقارية»، خاصة مع بدء عودة الممولين إلى نشاطهم بشكل نسبي بعد انسحاب نحو 70 بالمائة منهم من عمليات التمويل العقاري بعد ركود عام 2008، الذي زامن الأزمة الاقتصادية العالمية. وأكد أن أزمة التمويل تمس المطورين بنفس الدرجة، وأصبح المطور مطالبًا بالاعتماد على «الكاش» لأن البنوك لن تموله سوى بنسبة بسيطة من إجمالي التكلفة، وأي تسهيلات يتم تقديمها مقابل رأس مال كبير، بالإضافة إلى تقييد عمليات بيع التسليم، واشتراط إيداع النفقات المطلوبة لإنجاز العمل في «حساب الضمان» حفاظًا على حقوق العملاء.

ويشهد القطاع العقاري في دبي دخول نحو 16 ألف وحدة سكنية العام الجاري، يعود معظمها إلى شركات تنمية عقارية كبرى، وفقًا لتصريحات سابقة للمدير التنفيذي لمؤسسة التنظيم العقاري في دبي «ريرا»، مروان بن غليطة، مشيرًا إلى اكتمال نحو 62 مشروعًا في دبي خلال العام 2011، وسيجري طرح وحداتها خلال العام الجاري، مؤكدًا استمرار الطلب على العقارات في دبي، «ولكن في مشروعات منتقاة».

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن