ينشغل المواطن الأردني اليوم في كيفية مواجهة الغلاء المستفحل في كل المجالات ودون مبرر ، فالاسعار "عندنا" متساوية مع أغلى المدن على مستوى العالم رغم الفارق الكبير لدخل الفرد بيننا وبين تلك المدن.
ولهذا يرى المواطن ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية وموازية لأي عملية إصلاح سياسي بغية التخفيف من الأعباء الاقتصادية التي أثقلت كاهل الاردنيين من أجل المحافظة على ما تبقى من الطبقة الوسطى المتآكلة وتجنيب البلد خطر الدخول في صراع طبقي، وتهديد منظومة السلم الاجتماعي، فنجاح أي عملية للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي يبقى رهينا بمدى توفر شروط الممارسة السياسية النزيهة.
وعلى ذلك فان مهمة الإصلاح لا تقع فقط على عاتق السلطتين التشريعية والتنفيذية، بل لابد لكل السياسيين أن ينخرطوا وكل من موقعه في مسلسل الاصلاح، ولا بد ان تكون هناك احزاب فاعلة تعكس تطلعات الشعب ببرامج واضحة ومحددة تنفتح على محيطها كما يجب، وليست منغلقة على مؤسسيها كل مطالبها لا يتعدى الإصلاح السياسي.
ذات يوم كتب "بيرتولد أبريشت" إلى الشعب الألماني قائلا "الخبز أولا" ثم يأتي بعد ذلك الحديث عن الأخلاق ، اما نحن اليوم فنقول "الخبز والتعليم والصحة والعمل أولاً" ، ثم يأتي بعد ذلك الحديث عن "الإصلاح السياسي" فلا مناص من الاستجابة للمطالب الاجتماعية للمواطنين ، إذا ما أردنا الحصول على دعمهم وتأييدهم لأي إصلاح سياسي.