قتل 65 شخصا على الاقل في اعتداء نفذه انتحاري يقود دراجة نارية استهدف مقر الادارة المحلية في سوق مكتظ في شمال غرب باكستان، البلد الذي يشهد موجة اعتداءات دامية تشنها حركة طالبان الحليفة لتنظيم القاعدة.
ووقع الاعتداء في قرية ياكاغوند في اقليم مهمند القريب من الحدود الافغانية وأحد معاقل طالبان باكستان ومقاتلي القاعدة الاجانب.
واقتحم الانتحاري بدراجته النارية البوابة الحديدية لمنزل تقوم فيه مكاتب الادارة المحلية في الوقت الذي كانت فيه، بحسب المسؤولين المحليين، جمهرة من المواطنين تنتظر دورها امام خيمة كبيرة اقيمت في المكان للحصول على معونات تتضمن خصوصا مواد غذائية وكراس نقالة للمقعدين.
وقال رئيس الادارة المحلية رسول خان"كنت انا الهدف، ارادوا قتلي لكن لحسن الحظ لم اكن في المكتب".
واضاف "الحصيلة هي 65 قتيلا و112 جريحا". ولا يزال رجال الانقاذ يحاولون مساء البحث بين الانقاض.
ووقع الانفجار على بعد حوالى عشرة امتار عن الخيمة.
وقال مقصود احمد المسؤول الآخر في الادارة المحلية "اصيب مكتب الادارة باضرار وكذلك حائط سجن وتمكن العديد من المساجين من الفرار". وقالت الشرطة المحلية ان 28 سجينا فروا من السجن، ومعظمهم من المسجونين بجنح.
واضاف خان "نعتقد ان هناك انفجارين وليس انفجارا واحدا، الاول سببه الانتحاري والثاني ربما يكون ناجما عن سيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد".
وقال ضابط في الجيش الذي ضربت قواته طوقا على الموقع "كان الانفجار شديدا وانهار العديد من المباني والمتاجر القريبة من مكتب الادارة".
وقال راج والي (23 عاما) "كان الناس يولولون وتناثرت اجزاء بشرية في كل مكان".
ومهمند هي احدى معاقل حركة طالبان باكستان اهم حركات التمرد الاسلامي في باكستان.
وتعتبر حركة طالبان باكستان، التي بايعت منذ قيامها في كانون الاول/ديسمبر 2007، تنظيم القاعدة، والمجموعات التي تتبعها، ابرز مسؤول عن موجة من نحو 400 اعتداء معظمها انتحاري، خلفت نحو 3500 قتيل في باكستان في السنوات الثلاث الاخيرة.
والمناطق القبلية في شمال غرب باكستان المحاذية لافغانستان، هي معقل طالبان باكستان وابرز ملاذات القاعدة في العالم والقاعدة الخلفية لطالبان افغانستان.
ووعدت الحكومة هذا الاسبوع، من دون تحديد تاريخ، بتنظيم مؤتمر وطني لتحسين مكافحة الارهاب بعد اعتداء انتحاري خلف 43 قتيلا واكثر من 170 جريحا قبل اسبوع استهدف ضريح صوفي في لاهور شرق باكستان.
ونفت حركة طالبان ضلوعها في الاعتداء المزدوج مؤكدة انها لا تستهدف الا الجيش والشرطة والسلطات في هجماتها.
وفي 28 ايار/مايو قتل اكثر من 80 شخصا في لاهور في هجمات متزامنة نفذها انتحاريون مدججين بالسلاح على مسجدين للطائفة الاحمدية اثناء صلاة الجمعة.
وتعتبر واشنطن المناطق القبلية الباكستانية ابرز معقل للقاعدة و"اخطر منطقة في العالم".
وتشن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) هجمات صاروخية بطائرات بدون طيار ادت الى مقتل العديد من المقاتلين الاسلاميين (من طالبان باكستان وافغانستان) ومسؤولي القاعدة ولكن ايضا مدنيين، بحسب عسكريين باكستانيين.