رفض عدد من الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة الفلسطينية التوجه للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل "في ظل الضغط الدولي وبالتحديد الأمريكي الممارس على الجانب الفلسطيني استجابة للاملاءات الاسرائيلية".
جاء هذا في بيان وجهته الفصائل والشخصيات للشعب الفلسطيني في مؤتمر صحفي عقد في ختام اجتماعها الإثنين في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
ووقع على البيان أكثر من 600 من الشخصيات والقوى الفلسطينية وعلى رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب والمبادرة الوطنية الفلسطينية.
وقالت الفصائل إنه لا يجوز العودة إلى طاولة المفاوضات دون تحديد المرجعيات الدولية والقانونية لذلك ودون تحديد سقف زمني للعملية التفاوضية. وأكد الموقعون على ضرورة الصمود الفلسطيني في وجه كل أشكال الضغط الممارس، وطالبوا بفورية تحقيق المصالحة الوطنية الداخلية التي من شأنها بحسب تعبيرهم تحصين الساحة الفلسطينية أمام ما تشهده من مخططات احتلالية اسرائيلية. وقال الموقعون إن البيان باكورة سلسلة من الخطوات الاحتجاجية الشعبية التي ستشهدها الايام المقبلة للتعبير عن رفض المفاوضات المباشرة واستئنافها.
وكان مسؤولون فلسطينيون قد كشفوا السبت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقى رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعاه فيها إلى البدء بمفاوضات مباشرة مع اسرائيل.
وقال مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس إن "أوباما توقع في رسالته ان تناقش المفاوضات جميع مواضيع الحل النهائي".
وأشار المسؤول الذي رفض كشف اسمه إلى أن "أوباما حذر في رسالته عباس من أن رفضه الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل الشهر المقبل ستكون له تبعات على العلاقات الأمريكية الفلسطينية".
واوضح المسؤول الفلسطيني أن الرسالة تتالف من 16 بندا، وجاء في البند الأول منها أنه آن أوان التوجه الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل.
وبحسب المسؤول تضمن البند الثاني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح جاهزا للانتقال الى المفاوضات المباشرة في أعقاب اللقاء الذي عقده مع اوباما مؤخرا في واشنطن.
وأضاف المصدر أن الرئيس الأمريكي أكد أنه لن يقبل بالتوجه الى الأمم المتحدة بدلا من الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
وأشار أيضا إلى أن واشنطن ستعمل على إقناع الدول العربية بالمساعدة في اتخاذ قرار بالتوجه الى المفاوضات المباشرة، كما أكد الرئيس أوباما أنه سيسعى الى الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي وروسيا.
وشدد أوباما على أنه الرئيس الأمريكي الأكثر التزاما باقامة الدولة الفلسطينية وسيساعد الفلسطينيين على اقامتها في حال توجهوا الى المفاوضات المباشرة بناء على طلبه، مؤكدا في الرسالة أنه "لن يقدم أي مساعدة في حال الرفض".
وجاء في الرسالة أيضا بحسب المصدر الفلسطيني أن الإدارة الأمريكية الحالية "تمكنت من خفض وتيرة الاستيطان في مدينة القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من أي وقت مضى".
ومنذ مايو/آيار الماضي ، تخوض السلطة الفلسطينية واسرائيل مفاوضات غير مباشرة عبر الموفد الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل.
وكانت السلطة الفلسطينية اوقفت مفاوضاتها المباشرة إثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة نهاية عام 2008.
ووافقت الجامعة العربية الخميس الماضي على اجراء مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، وتركت للرئيس عباس ان يحدد موعد بدئها.
ويشترط الرئيس الفلسطيني لخوض المفاوضات المباشرة الحصول على ضمانات من اسرائيل تتصل بموضوعي الامن والحدود ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.واعتبرت الولايات المتحدة ان موقف الجامعة العربية مشجع