واشنطن تقلل من اهمية زيارة المالكي لايران

تاريخ النشر: 19 أكتوبر 2010 - 09:25 GMT
احمدي نجاد والمالكي خلال لقائهما في طهران
احمدي نجاد والمالكي خلال لقائهما في طهران

قللت الولايات المتحدة من اهمية الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي الى ايران الاثنين، لكنها دعت في الوقت نفسه طهران الى ان تكون جارة افضل للعراق.

وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كروالي ردا على سؤال حول الزيارة ان "رئيس الوزراء المالكي يزور ايران (....) لن ابالغ في تفسير الزيارة. ندرك ان العراق وايران بلدان جاران ويجب ان تربط بينهما علاقات ثنائية".

واضاف كراولي: "لكننا نعتقد بالتأكيد ان ايران يمكن ان تكون جارة افضل عبر احترام السيادة العراقية ووقف دعمها للذين يستخدمون العنف في العراق".

وزار المالكي ايران الاثنين في اطار جولة اقليمية ستقوده اليوم الى القاهرة، بهدف حشد الدعم لتوليه رئاسة حكومة جديدة في العراق، وقد طلب دعم طهران لاعادة اعمار بلاده.

والتقى المالكي خلال الزيارة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الذي تمنى ان "يتخلص العراق من شر الولايات المتحدة من اجل حل مشاكل هذا البلد"، داعيا المسؤولين العراقيين الى "الاسراع في تشكيل الحكومة والتوجه لاعمار البلاد".

كما التقى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي عبر عن امله في ان "تنتهي المرحلة الصعبة بالنسبة الى الشعب مع تشكيل الحكومة العراقية، وان يصل الناس الى الازدهار بفضل تعاون كل المكونات العراقية".

وفي مؤشر الى الدعم الذي تلقاه المالكي في ايران، اعتبر نائب وزير الخارجية الايراني رؤوف شيباني ان اختيار المالكي رئيسا للوزراء هو "احد الخيارات المناسبة بالنسبة الى العراق".

وقال التلفزيون الحكومي الايراني الاثنين ان المالكي اجتمع مع غريمه الشيعي السابق مقتدى الصدر في ايران.

وبفضل التدخل الايراني نال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالفعل الدعم العلني من رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر في مسعاه للحصول على ولاية ثانية في السلطة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي جرت قبل سبعة أشهر.

ويعتقد ان اجتماعهما هو الاول منذ أن فر الصدر الى منفاه الاختياري في ايران عام 2008 بعد ان أمر المالكي القوات العراقية المدعومة بقوات أمريكية بسحق ميليشيا جيش المهدي وسط حرب طائفية كانت تستعر انذاك في العراق.

ولم تذكر قناة العالم الايرانية التي تبث ارسالها باللغة العربية اسم المدينة التي اجتمع فيها المالكي والصدر لكنها قالت انها ستذيع في وقت قريب تقريرا يتضمن تفاصيل اضافية عن اجتماعهما.

ولم يتمكن قادة العراق منذ انتخابات مارس اذار وحتى الان من التوصل الى اتفاق بشأن الحكومة الجديدة مما أثار المخاوف من تجدد العنف الطائفي بين السنة التي كانت لها الهيمنة ذات يوم في العراق والاغلبية الشيعية التي صعدت الى السلطة بعد الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003.

ووصل المالكي الى طهران يوم الاثنين من أجل حشد التأييد لمسعاه للحصول على ولاية جديدة بعد ان اصبح لايران الشيعية نفوذا كبيرا في بغداد منذ زوال نظام صدام حسين.

ولم يتحمس قادة ايران لدعم المالكي الذي يعتبرونه مستقلا بشكل عام لكنهم اقنعوا على ما يبدو الصدر هذا الشهر بالتحالف معه. وتولت ايران رعاية الكثير من الاحزاب السياسية الشيعية التي تهيمن على العراق الان خلال منفاهم الطويل في عهد صدام حسين.

وتشعر الولايات المتحدة وجيران العراق العرب بالقلق من تزايد النفوذ الايراني في العراق وفي منطقة الشرق الاوسط.

وتريد الدول العربية أن يشكل المالكي حكومة وحدة وطنية تضم أيضا قائمة العراقية متعددة الطوائف التي تحظى بتأييد السنة والتي حصلت على 91 مقعدا من اصل 325 مقعدا في البرلمان وهو اكبر عدد حصلت عليه كتلة واحدة. وفازت قائمة دولة القانون بزعامة المالكي بعدد 89 مقعدا في حين حصل الائتلاف الوطني العراقي وهو تجمع شيعي يضم الصدر على 70 مقعدا.

وقبل الانسحاب الكامل للقوات الامريكية من العراق في نهاية العام القادم يدخل العراق في مرحلة جديدة من عدم اليقين. لكن خامنئي قال ان "المحتلين" هم مصدر انعدام الامن في العراق.

وكثيرا ما يتهم المسؤولون العراقيون والامريكيون ايران بمحاولة اثارة المشاكل في العراق عن طريق السماح بعبور السلاح والعملاء والاموال عبر حدودها وهو ما تنفيه ايران.