واشنطن تحشر عباس في الزواية

تاريخ النشر: 05 أغسطس 2010 - 11:06 GMT
عباس في خانة اليك
عباس في خانة اليك

يحاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يصمد تحت وطأة الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة عليه كي يبدأ محادثات السلام المباشرة مع إسرائيل قبل أن يكون مستعدا لذلك.

ومن المرجح أن تبرهن الأسابيع القليلة المقبلة عما إذا كان بإمكانه الثبات على موقفه.

ويتعين على الرئيس الفلسطيني أن يقرر ما إذا كان سيتحدى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يريد أن تبدأ المفاوضات بحلول سبتمبر/ أيلول أو أن يتحدى الكثير من الفلسطينيين الذين يحثونه على تجنب المفاوضات المباشرة مع حكومة إسرائيلية يرون أنها غير مستعدة للسلام.

وترجح الاحتمالات أن يمضي أوباما الذي يبدو مصمما قدما عاجلا أو أجلا على حساب مصداقية عباس التي تضررت بالفعل جراء أخطاء سياسية جاءت لصالح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المناوئة له.

لكن الخضوع لرغبة واشنطن سيعني تراجعا مخزيا عن المطالب التي حددها لاستئناف المحادثات المباشرة. وحتى مع الضغوط التي تمارسها قوة عظمى عليه يقول مقربون من عباس أن استسلامه لرغبة واشنطن ليس تحصيل حاصل.

ويريد عباس أن يوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نواياه بشأن القضايا الرئيسية قبل موافقة الفلسطينيين على الانتقال من "محاثات غير مباشرة" بوساطة أميركية بدأت في ايار/ مايو الى المفاوضات المباشرة.

ويحرص عباس (75 عاما) على ألا يلطخ تاريخه بجولة أخرى من المحادثات الفاشلة الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الذي تحكمه حماس التي تعارض إجراء مفاوضات السلام مع إسرائيل.

وتحث شخصيات فلسطينية بارزة عباس على الرفض ما لم تتم الاستجابة لمطالبه وهو ما يصعب الأمر أكثر على الرئيس الفلسطيني.

وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم نشر اسمه "يجب أن تفعل (الولايات المتحدة) شيئا لكسر الجمود وان تمنحه شيئا يحافظ على مصداقيته".

"عباس يحتاج إلى ضمانات أميركية. لقد سمع نوايا طيبة من أمريكا لكن هذا لن يقود لشيء".

ونتنياهو على استعداد للتفاوض الآن الأمر الذي يضع عباس وهو الطرف الأضعف في وضع غير مريح بالظهور كعقبة أمام الدبلوماسية الأميركية التي أخفقت في تحقيق أي انفراجة خلال الثمانية عشر شهرا الماضية.

ورفض عباس بالفعل طلبا أميركيا قال أنه طرح عليه في تموز/ يوليو للبدء فورا في المحادثات المباشرة. وعلانية على الأقل لا تلوح أي بادرة لضعف عزيمته الأمر الذي فاجأ منتقديه الذين لا يفوتون أي فرصة لاتهامه بالخيانة.

وساندت منظمة التحرير الفلسطينية موقف عباس يوم الاثنين وحذرت من أن العجلة قد تعرض الدبلوماسية الأمريكية لمخاطر الانهيار التام.

ويسعى الفلسطينيون إلى أن ينصب التركيز على مضمون المفاوضات لا على شكلها. ويتساءلون بعد 17 عاما من انطلاق عملية السلام ما جدوى إجراء محادثات من أجل المحادثات.

ولم ترق الضمانات الأميركية حتى الآن إلى ما يطمح إليه عباس.

ويريد الرئيس الفلسطيني من نتنياهو أن يقدم ملمحا عن تصوره عن شكل وحجم الدولة الفلسطينية المستقبلية وأن يقبل فكرة وجود طرف خارجي كحلف شمال الأطلسي على سبيل المثال يتولى حراسة حدودها ويوقف الاستيطان اليهودي على الأراضي المحتلة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عباس أبلغ الوزراء العرب الأسبوع الماضي أن أوباما بعث له ثلاث رسائل تعتبرها واشنطن أساسا ملائما للانتقال إلى المحادثات المباشرة. لكنه أوضح أن الفلسطينيين يريدون المزيد.

وقال عباس أنه يجب الاستمرار في التعاون مع الإدارة الأميركية لتحقيق ما يريده الفلسطينيون فيما يتعلق بمرجعية لعملية السلام ووقف الاستيطان قبل البدء في المحادثات المباشرة لضمان نجاحها.

ويشعر فلسطينيون يعرفون ما يحدث في المفاوضات غير المباشرة التي تجري منذ ثلاثة شهور بوساطة مبعوث السلام الأمريكي جورج ميتشل بخيبة أمل.

فبرغم إن انتقادات أوباما القاسية عادة لبناء مستوطنات في القدس الشرقية هذا العام أثلجت صدورهم فقد خاب أملهم فيما يعتبرونه تخاذلا من جانب أوباما في ممارسة ضغوط قوية على نتنياهو.

وعلى عباس الآن أن يختار بين إغضاب أوباما أو الكثير من الفلسطينيين ومن بينهم أعضاء في حركة فتح التي يتزعمها والذين يضغطون عليه كي يتمسك بمطالبه.

ويقول المعلق السياسي الفلسطيني هاني المصري "هناك معارضة واسعة للبدء في التفاوض المباشر من جانب حركة فتح ومنظمة التحرير والرأي العام".

"لو احتشدوا سيكون الأمر صعبا على (عباس)لأن قرارا من هذا النوع لن يكون له شرعية".