توجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى واشنطن حيث يلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض ويبحث معه عملية السلام.
ويتوقع ان تشكل هذه الزيارة مناسبة لتهدئة التوتر الذي طبع اللقاء بين الجانبين في اذار/مارس.
وترتبط الولايات المتحدة واسرائيل باتفاق تعاون استراتيجي. لكن استمرار الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين ارخى بظلاله على العلاقات بين الدولتين.
وستتركز المحادثات بين نتانياهو واوباما على تطور المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين وانتهاء مفعول التجميد الجزئي للاستيطان في 26 ايلول/سبتمبر المقبل.
وعلى جدول اعمال اللقاء ايضا الملف النووي الايراني.
وقبيل مغادرته الى واشنطن، استدعى نتانياهو العديد من وزراء حزبه الليكود (يمين) لابلاغهم بفحوى الرسائل السياسية التي سينقلها الى المسؤولين الاميركيين، وفق الاذاعة العامة الاسرائيلية.
وتوقعت مصادر إسرائيلية الاثنين أن يعلن نتانياهو خلال لقائه اوباما موافقة حكومته على تمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
ورجحت المصادر أن يقوم أوباما بدوره بالتلميح إلى إمكانية قبول واشنطن بسيطرة إسرائيل على تجمعات استيطانية رئيسية في الضفة.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست إن نتانياهو قد يكشف عن نية حكومته تمديد قرار تجميد الاستيطان في جميع المناطق الواقعة خارج هذه المستوطنات الرئيسية التي قد تقبل واشنطن باستمرار السيطرة الإسرائيلية عليها.
وأضافت الصحيفة أنه "وفقا لهذا المقترح فإن أوباما قد يشير علنا إلى القبول بخطاب للرئيس السابق جورج بوش عام 2004 لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون بهذا الصدد، على أن يؤكد نتانياهو علنا أن البناء الاستيطاني سيستمر في داخل الكتل الاستيطانية الكبيرة بينما لن يتم استئنافه في أي أماكن خارج تلك المناطق".
وبدورها قالت صحيفة هآرتس إن نتانياهو وأوباما قد يناقشان تمديد قرار تجميد الاستيطان الذي استمر لعشرة أشهر اعتبارا من شهر نوفمبر/تشرين الأول الماضي والذي يشمل الضفة الغربية ويستثني القدس التي تعتبرها إسرائيل عاصمة غير مقسمة لها".
إلا أن صحيفة واشنطن تايمز الأميركية قالت إن البيت الأبيض رفض تأكيد موافقة الإدارة على المصادقة على التزامات إدارة بوش السابقة حيال الحدود النهائية للدولة العبرية.
وأضافت الصحيفة أن نتانياهو سوف يناقش في اجتماعه الخامس مع أوباما "آفاق المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين وما إذا كان سيعلن تمديد قرار تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية".
وكان خطاب بوش الذي فتح الباب أمام موافقة حكومة شارون على الانسحاب من قطاع غزة عام 2005 قد أقر بأنه "من غير المنطقي" أن يتم توقع أن تنتهي مفاوضات الحل النهائي إلى الاتفاق على عودة كاملة وتامة إلى خطوط 1949 ومن ثم فإنه من المنطقي أن تكون أي اتفاقية للوضع النهائي على أساس إحداث تغييرات يتم الاتفاق عليها بين الجانبين تعكس الوقائع القائمة على الأرض.
ولم تعلن إدارة أوباما على الإطلاق موافقتها على مبادئ هذا الخطاب ومن ثم فإن أي قرار رسمي منها بالمصادقة على هذه الأفكار سوف يكون أمرا مؤثرا لدى إسرائيل، كما أن نية نتانياهو تمديد تجميد الاستيطان في غالبية مناطق الضفة الغربية سوف ينظر إليه في واشنطن على أنه نوع من التنازل من جانب الحكومة الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن تمديد قرار تجميد الاستيطان فضلا عن قضايا أخرى مثل الوضع في غزة والعلاقات مع تركيا والملف الإيراني والدعم الأميركي للوثيقة التي تبناها مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة معاهدة منع الانتشار النووي بشأن إسرائيل سوف تكون ضمن محادثات أوباما ونتانياهو كذلك.