قتل 52 شخصا على الأقل الأربعاء في سلسلة اعتداءات استهدفت خصوصا مراكز وحواجز للشرطة في العراق وأسفرت عن جرح أكثر من مئتي شخص آخرين أكثر من نصفهم من أفراد الشرطة.
واستهدف أبرز هذه الهجمات مركزا للشرطة في بغداد وآخر في الكوت (170 كلم جنوب شرق بغداد).
ففي بغداد قال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية إن 15 شخصا بينهم ثمانية من عناصر الشرطة قتلوا وجرح 58 آخرون بينهم 26 من عناصر الشرطة في هجوم انتحاري على مركز للشرطة شمال شرق بغداد.
ووقع الهجوم حوالي الساعة 8,00 (5,00 ت غ) في حي القاهرة.
وأوضح المسؤول أن هذا الهجوم أوقع 15 قتيلا و58 جريحا من رجال شرطة ومدنيين، مشيرا إلى اصابة العديد من المباني المحيطة بمركز الشرطة باضرار نتيجة الهجوم.
أما في الكوت،فقد قال رجل شرطة ان عدد القتلى في الهجوم الانتحاري بسيارة ملغومة الذي استهدف مركزا للشرطة يوم الاربعاء في مدينة الكوت بجنوب العراق ارتفع الى 26 قتيلا.
ويأتي الهجوم قبل أقل من أسبوع من انهاء العمليات القتالية الاميركية في البلاد.
وقال المقدم عزيز الامارة قائد قوة الرد السريع بالشرطة في محافظة واسط الجنوبية لرويترز "انتحاري يقود سيارة مفخخة هاجم مركز شرطة البلدة وسط الكوت لدينا 26 شرطيا مقتولين."
ويأتي الهجوم في أعقاب سلسلة من الانفجارات في البلاد بينها هجوم في العاصمة العراقية حيث قتل مهاجم انتحاري بشاحنة ملغومة 11 شخصا على الاقل وأصاب 34 في هجوم اخر على مركز للشرطة في العاصمة بغداد يوم الاربعاء.
وصرح مصدر بوزارة الداخلية ومصادر من الشرطة بأن الهجوم وقع في حي القاهرة بشمال بغداد.
وأضاف المصدر بوزارة الداخلية أن المهاجم فجر الشاحنة قرب مركز للشرطة مما أدى الى انهيار جزء من المبنى كما ألحق أضرارا فادحة بمنازل مجاورة.
والعراق في حالة تأهب تحسبا لاي هجمات للمسلحين بعد أن فشلت الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس اذار في أن تسفر عن فائز واضح وتركت البلاد في حالة من عدم التيقن السياسي في الوقت الذي تنهي فيه القوات الامريكية عملياتها القتالية في 31 اب / أغسطس.
وتراجع العنف في مجمله في العراق منذ أوج أعمال العنف الطائفية عامي 2006 و2007 ولكن التفجيرات وجرائم القتل ترتكب يوميا مما يشير الى أن المسلحين يسعون لاستغلال الفراغ السياسي الناجم عن عدم توصل التكتلات السياسية بعد لاتفاق بخصوص تشكيل حكومة.
ومن جهة أخرى وفي بغداد، قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الشالجية وسط بغداد، حسبما ذكر مصدر في الشرطة.
كما قتل اثنان من عناصر الشرطة، في هجوم مسلح استهدف حاجزا للتفتيش في منطقة حي العامل (جنوب غرب بغداد)، حسبما أعلن مصدر في الداخلية.
واصيب سبعة أشخاص في انفجار عبوتين ناسفتين في الكرادة وشارع حيفا وسط بغداد.
وفي الرمادي، أعلنت الشرطة مقتل ثلاثة أشخاص بينهم اثنان من الشرطة بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حاجزا للتفتيش تابع للشرطة. وقال المصدر إن الهجوم أسفر عن اصابة أربعة آخرين بينهم اثنان من الشرطة.
كما قتل مسلحان في الرمادي في انفجار سيارة مفخخة كانا يعملان على تفخيخها.
وفي المقدادية (90 كلم شمال شرق بغداد) قتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة وجرح 13 آخرون بينهم خمسة من رجال الشرطة احدهم ضابط برتبة مقدم في انفجار سيارة مفخخة متوقفة قرب مبنى قائمقامية البلدة، حسبما أفاد مصدر في عمليات ديالى.
ولدى وصول قوة اسناد من الجيش إلى موقع الحادث، انفجرت سيارة مفخخة أخرى كانت متوقفة في مكان قريب ما أسفر عن اصابة ستة من الجنود بحروح، بحسب مصادر أمنية.
وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) أصيب خمسة اشخاص بجروح بينهم امرأة في انفجار اربع عبوات ناسفة زرعت امام منازل للشرطة في بلدة بهرز التي تبعد ثلاثة كيلومترات جنوب المدينة.
وفي البصرة جنوب العراق اصيب 12 شخص على الأقل، بينهم اربعة من الشرطة في انفجار سيارة مفخخة في مرآب للسيارات قرب مركز للشرطة في حي العشار وسط المدينة، حسبما ذكر ضابط في شرطة المدينة.
وفي كركوك (260 كلم شمال بغداد)، أعلن العميد عادل زين العابدين مدير شرطة بلدة كركوك بالوكالة مقتل مدني واصابة ثمانية آخرين في انفجار سيارة مفخخة في شارع رأس دوميز وسط المدينة.
وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، جرح 29 من رجال الشرطة والمدنيين في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مركز شرطة حي النصر الذي يبعد عن مركز المدينة أربعة كيلومترات غرب المدينة. وأسفر الانفجار عن وقوع اضرار مادية جسيمة في مبنى المركز.
وفي سامراء (100 كلم شمال بغداد) نجا العقيد مصطفى حميد هادي، ضابط مديرية حماية المنشأة في محافظة صلاح الدين من محاولة اغتيال فاشلة.
وأكد مصدر مسؤول في شرطة صلاح الدين أن عبوة ناسفة انفجرت بموكب هادي، في حي القادسية وسط مدينة سامراء أثناء توجهه إلى عمله ما أسفر عن اصابته بجروح، بالاضافة إلى اثنين من عناصر حمايته.
وفي تكريت مركز محافظة صلاح الدين، جرح اثنان من رجال الشرطة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم وسط المدينة.
الهاشمي: التدخلات الخارجية ضارة وتسهم في تعقيد المشهد السياسي في العراق
وفي السياسة، حذر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي اليوم الأربعاء من أن التدخلات الخارجية ضارة وتسهم في تعقيد المشهد السياسي وتأخير عملية تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال الهاشمي خلال لقائه اليوم سفير الولايات المتحدة الجديد في العراق جيمس جيفري إن" التدخلات الخارجية ضارة وتسهم في تعقيد المشهد السياسي خصوصا عندما يضع البعض خطوطا حمراء على تولي القائمة الفائزة في الانتخابات رئاسة الحكومة وهو موقف يساهم في تأخير تشكيل الحكومة القادمة".
وأضاف أن: "إقامة علاقات طيبة مع دول الجوار لا ينبغي أن يقود أو يغري الآخرين على التدخل" في الشأن العراقي. وقال جيفري ان: "الإدارة الأميركية رغم حرصها على تشكيل الحكومة في القريب العاجل فإنها لا تمتلك الحق بالتدخل وهو قرار يصنعه العراقيون بأنفسهم".
وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعمل على تقديم المساعدة للفرقاء السياسيين لتجاوز الازمة الراهنة والإسراع في تشكيل الحكومة.