حذر مسؤولون امنيون ومحليون في محافظة كركوك الغنية بالنفط شمال العراق، من "خطورة" انسحاب القوات الاميركية المقرر نهاية العام 2011، كونه "يهدد استقرار الاوضاع" في المحافظة المتنازع عليها.
وقال قائد شرطة المحافظة بالوكالة اللواء تورهان يوسف عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "تنظيم القاعدة يسعى الى زعزعة الاوضاع الامنية من خلال ضرب مكونات كركوك بهدف اثارة الفتنة الطائفية عبر تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة واعمال الخطف واستهداف القادة الامنيين".
واضاف "ندعو القادة السياسيين في كركوك الى التوصل لاتفاق بهدف عدم تأجيج الاوضاع"، مؤكدا "انهم رغم خلافاتهم يتفقون على الابقاء على القوات الاميركية في كركوك لتساعد في حل المشاكل العالقة" بين مكوناتها.
ومن المقرر ان ترحل جميع القوات الاميركية التي يقدر عددها باقل من خمسين الف عسكري حاليا، نهاية العام الحالي، بحسب الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن.
وقال رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية مايكل مولن خلال زيارة الى بغداد في 22 نيسان/ابريل انه "اذا رغبت الحكومة العراقية في مناقشة امكانية بقاء بعض القوات الاميركية، فانا متاكد من ان حكومتي سترحب بهذا الحوار".
واكد ان على الحكومة العراقية ان توضح ذلك "في وقت قريب جدا لتجنب اتخاذنا قرارات لوجستية وعملياتية لا يمكننا الرجوع عنها، اذ ان علينا اتخاذ هذه القرارات خلال الاسابيع المقبلة".
وحذر مصدر امني رفيع المستوى في كركوك من ان "الانسحاب الاميركي من العراق عموما ومن كركوك خصوصا، خطر قاتل".
واضاف ان "الجميع يرى ان مصدر الثقة هو الاميركيون الذين يتوجه الكل اليهم لنقل مشاكلهم ومعاناتهم بسبب التداخلات السياسية في الاجهزة الامنية، الى جانب الخلافات السياسية".
من جهته رأى اللواء عبد الرحمن ان "عدد القوات المشتركة المنتشرة في كركوك حاليا محدود، ولا اعتقد انه سيطرأ عليه اي زيادة في الوقت الحاضر".
واكد ان "الحل الامثل هو بقاء القوات الاميركية في كركوك لحين التوصل الى حل سياسي".
ويطالب الاكراد بالحاق كركوك الغنية بالنفط باقليم كردستان العراق فيما يعارض العرب والتركمان هذا الامر بشكل كامل.
وراى عبد الرحمن ان "اكبر التحديات التي تهدد امن كركوك هي تدخل الاحزاب وقلة الدعم المقدم من قبل حكومة بغداد، الامر الذي ادى الى اضعاف الاجهزة الامنية في كركوك".
وقال رئيس مجلس محافظة كركوك حسن توران (تركماني) ان "الاوضاع الامنية في عموم العراق وفي محافظتنا على وجه الخصوص هشة ونحن بحاجة الى تنظيم ادارة الملف الامني عبر قرارات توافقية بين مكونات كركوك". واضاف ان "شرطة كركوك تعاني من نقص في العدد". وينتشر اكثر من 11 الفا و300 شرطي في كركوك فيما تحتاج المحافظة الى اكثر من 3500 شرطي اضافي، وفقا لمسؤولين امنيين.
وراى محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم (كردي) ان "الارهاب اصبح واقعا نعيشه في كركوك، لان الجماعات الارهابية تنشط كلما يحدث انفراج وتقارب سياسي بين المكونات، بهدف ايصال رسالة بعدم وجود امل بالتوصل الى حل وبالتالي فان اتفاقاتنا لا قيمة لها".
واعترف بتردي الاوضاع الامنية قائلا ان "هناك خرقا امنيا في كركوك وعلينا التنسيق وتطوير قواتنا الامنية وتامين فرص العمل لشبابنا لكي لا ينجروا الى اشياء لا نريدها".
وتشهد كركوك اعمال عنف شبه يومية، وتعرض اللواء تورهان منتصف الاسبوع الماضي الى محاولة اغتيال بانفجار عبوتين ناسفتين اعقبها انفجاران مماثلان ما ادى الى مقتل احد عناصر الشرطة واصابة ثلاثين اخرين.
واكد رئيس اساقفة المسيحيين الكلدان في كركوك والسليمانية لويس ساكو "اهمية" استمرار تواجد القوات الاميركية. وقال "اننا امام تحد كبير فالانسحاب الاميركي سيترك فراغا يجب ان نملاه بالتوافق والمصالحة (...) لاننا امام مجهول مخيف على كل العراقيين". وتسبب التوتر بين الاطراف السياسية في كركوك بعدم اجراء انتخابات مجالس المحافظة في 31 كانون الثاني/يناير 2009، اسوة ببقية محافظات العراق. وتتراكم في كركوك التي تبعد 255 كلم شمال بغداد ويعيش فيها حوالى 900 الف نسمة يمثلون معظم اطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة ابرزها التنازع على السلطة.