ليبرمان يعرض خططه لتبادل السكان ويستبعد سلاما قبل عقود

تاريخ النشر: 28 سبتمبر 2010 - 04:20 GMT
ليبرمان (يمين) ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو
ليبرمان (يمين) ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو

 

عرض وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امام الامم المتحدة الثلاثاء، مسودة خطط لتبادل السكان والاراضي مع السلطة الفلسطينية في اطار اتفاق سلام قال ان التوصل اليه قد يستغرق عقودا ويستدعي اولا معالجة الخلاف مع ايران.
وقد سارع مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى اصدار بيان يؤكد فيه ان الاخير لم يوافق على ما جاء في خطاب ليبرمان.
وطبقا للخطط التي عرضها ليبرمان في خطاب القاه امام الجمعية العامة للامم المتحدة، فان قسما من العرب الذين يعيشون في اسرائيل سينقلون الى الدولة الفلسطينية الجديدة في مقابل اخلاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية.
وقال ليبرمان في خطابه "اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين يجب ان يكون على اساس برنامج تبادل اراض وسكا".
وشدد ان خططه لا تمثل برنامجا "لابعاد سكان" على غرار ما حصل بعد حربي عامي 1948 و1967.
وقال "نحن لا نتحدث عن ابعاد سكان ولكن عن ترسيم حدود بما يعكس الحقيقة الديمغرافية".
ويشكل العرب الفلسطينيون نحو 20 بالمئة من عدد السكان في اسرائيل.
والطروحات التي تحدث عنها ليبرمان ليست جديدة، ولكن ادراجه لها في خطابه امام الامم المتحدة بوصفه وزيرا للخارجية تثير تكهنات حول ما اذا كانت تمثل رايه ام انها تعبر عن توجه رسمي لدى الحكومة الاسرائيلية.
من جهة اخرى، اعلن ليبرمان ان التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين قد يستغرق عقودا ويستدعي اولا معالجة الخلاف مع ايران.
وقال "علينا ان نركز على اتفاق انتقالي بعيد الامد (مع الفلسطينيين)، وهو امر قد يستغرق بضعة عقود".
واضاف "في اطار السعي الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين، علينا ان نتعامل مع الجذور الفعلية للنزاع التي ستبقى لاعوام عدة".
وتابع ليبرمان "ينبغي ان نفهم انه يجب اولا حل القضية الايرانية".
محاولات لانقاذ المفاوضات
في غضون ذلك، تمسك الفلسطينيون بتهديدهم بالانسحاب من محادثات السلام مع اسرائيل اذا لم يتوقف البناء في المستوطنات وأعطوا مبعوث السلام الاميركي في الشرق الاوسط فرصة أخيرة ليحاول انقاذ المفاوضات.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لراديو اوروبا 1 ان الجانب الفلسطيني لا يريد بالطبع ان ينهي المفاوضات ويريد الاستمرار لكن اذا استمر الاستيطان فانهم سيضطرون الى انهاء المحادثات.
وأضاف عباس انه سينتظر الى ما بعد اجتماع بين الفلسطينيين ولجنة المتابعة العربية في الرابع من اكتوبر تشرين الاول حتى تكون هناك فرصة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليتخذ قرارا.
ومن المقرر ان يصل جورج ميتشل مبعوث الرئيس الاميركي باراك اوباما للاجتماع مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في وقت لاحق من يوم الثلاثاء في تل ابيب. ومن المتوقع ان يجري محادثات مع نتنياهو وعباس خلال الايام القادمة.
وانتهت يوم الاثنين فترة تجميد البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة التي قررتها اسرائيل واستمرت عشرة أشهر بعد ان رفض نتنياهو نداءات من اوباما وزعماء أجانب اخرين لتمديد التجميد.
وانهيار عملية السلام التي أطلقت من البيت الابيض منذ أربعة اسابيع فقط سيسبب احراجا سياسيا كبيرا للرئيس الامريكي الذي يواجه حزبه الديمقراطي احتمال التعرض لخسائر في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجري في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال المفاوض الفلسطيني نبيل شعث لرويترز ان الرئيس عباس يريد ان يستمع الى ما سيقوله ميتشل وربما يعيد الاسرائيليون تقييم موقفهم ويرون ان العالم كله ضد مواصلة النشاط الاستيطاني.
وقال شعث انه في الحقيقة لا توجد مفاوضات في الوقت الراهن فيما يعكس تصريحات أدلى بها يوم الاثنين متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية.
وقال شعث انه لن تكون هناك مفاوضات الى ان توقف اسرائيل المستوطنات وان الجانب الفلسطيني يريد ان يعطي الاسرائيليين والامريكيين بضعة أيام لحل القضية.
وتحدث نتنياهو الذي حث المستوطنين على اظهار ضبط النفس عن احتمال تقييد مجال البناء الذي استؤنف في الضفة الغربية التي استولت عليها اسرائيل في حرب 1967 والتي يريد الفلسطينيون ان تصبح جزءا من دولتهم في المستقبل.
ووصف نتنياهو المطالب بتمديد التجميد المفروض على البناء الاستيطاني بأنها شروط مسبقة غير مقبولة لمحادثات السلام وأضاف أن قضية الاستيطان يتعين حسمها على مائدة التفاوض.
ومنذ انتهاء التجميد الجزئي استؤنفت أعمال الانشاءات في عدة مستوطنات لكن لا يوجد ما يشير الى اعمال بناء على نطاق واسع اثناء عطلة يهودية تستمر اسبوعا.
ويخشى الفلسطينيون من ان المستوطنات ستحرمهم من ان تكون لهم دولة تملك مقومات البقاء.
وكان نتنياهو قد فرض تجميد الانشطة الاستيطانية الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية في نوفمبر تشرين الثاني تحت ضغط من أوباما لدفع عباس للعودة الى المفاوضات المباشرة بعد توقف دام 20 شهرا.
ولم يشمل الحظر المنازل التي كان يجري انشاؤها وتشير احصاءات حكومية أنه يجري حاليا بناء قرابة 2400 وحدة على الاراضي التي يريدها الفلسطينيون دولة لهم.
وتعهد المستوطنون اليهود بالبدء في بناء نحو الفي منزل لكن لن يتم ذلك قبل بداية الاسبوع المقبل بعد نهاية عيد المظلة لدى اليهود. ويحصل كثير من الاسرائيليين على عطلة وتتوقف معظم الانشطة خلال تلك العطلة.
ويعيش زهاء 500 الف يهودي في ما يزيد عن 100 مستوطنة اقيمت في الضفة الغربية والقدس الشرقية على اراض احتلتها اسرائيل عام 1967 . وتعتبر محكمة العدل الدولية هذه المستوطنات غير مشروعة لكن اسرائيل ترفض هذا. ويعيش نحو 2.5 مليون فلسطيني في نفس المناطق.