قطاع النبيذ اللبناني يزدهر قرب معبد اله الخمر

تاريخ النشر: 04 سبتمبر 2010 - 07:17 GMT
كاس من النبيذ اللبناني الاحمر
كاس من النبيذ اللبناني الاحمر

على بعد بضعة كيلومترات من معبد اله الخمر الروماني باخوس، في قلب وادي البقاع، تشهد زراعة الكروم في لبنان نهضة جديدة.
فمنذ بضعة اعوام، بدأت مصانع خمر جديدة تبرز وتكتسب شهرة في الخارج.
وفي غضون 10 سنوات، ارتفع عددها الى حد كبير، "من خمسة في العام 1998 الى اكثر من 30 مصنعا اليوم"، حسبما يشرح رمزي غصن من مصنع "مسايا"، الذي اطلق هذه "الموجة الجديدة" مع شقيقه.
"مارسياز" و"كوتو دوليبان" وغيرهما هي بمعظمها مصانع خمر صغيرة ومتوسطة تراهن على الجودة والنوعية، وهي مدرجة على لوائح النبيذ في باريس ولندن.
ويقول غصن "بعد النبيذ الاوروبي، ونبيذ العالم الجديد، يبرز نبيذ العالم القديم (اليونان، قبرص، فلسطين، سوريا)"، مؤكدا ان لبنان "يقوم بدور ريادي في هذا المجال، بفضل تقاليده في زراعة الكروم".
ويؤكد فريدريك برنارد، المدير العام لشركة "بوردو تراديشن" التي تسوق نبيذ بوردو، ان "النبيذ اللبناني رائج حاليا"، مضيفا "انه اكثر تنوعا من نبيذ العالم الجديد".
تتمتع منطقة البقاع (شرق) المعروفة بأفضل مصانع النبيذ في لبنان، بميزات مثالية بفضل موقعها على ارتفاع 900 متر، وتربتها الكلسية، وامطارها، وصيفها الحار والطويل، لا سيما في مدينة زحلة مملكة الكروم، والتي يقال ان النبي نوح دفن فيها، وهو اول زارع كرم بحسب الكتاب المقدس.
ويؤكد الاخوان ساندرو وكريم سعادة اللذان اطلقا "مارسياس" في العام 2005 بمساعدة ستيفان ديرينونكور، الخبير الشهير في صناعة الخمر، انها "سوق متخصصة وصغيرة جدا لدرجة انها تثير الفضول".
ويقولان ان "مصانع الخمر الصغيرة سترسم مستقبل لبنان" في هذا القطاع، فيما لا يزال "كسارا" و"كفريا" وهما "اكبر مصنعين للنبيذ" يطغيان على السوق (ثلثا المبيعات).
واكد ديرينونكور ان "الاماكن المشهورة بانتاج النبيذ منذ القدم، مثل لبنان، تجذب المستهلك وهذا يتيح لنا اعادة اطلاق المشاريع".
تدر هذه الصناعة التي يفتخر بها البلد نحو 30 مليون دولار من العائدات، 15% منها بفضل صادرات النبيذ الى بريطانيا وفرنسا خصوصا. كما ان استهلاك الخمر يزداد بين اللبنانيين.
وبعيدا عن الارباح، يبرز شغف مرتبط ارتباطا وثيقا بالأرض.
فسيباستيان خوري الذي تدرب في سان اميليون، اطلق في العام 2006 "دومين دو بعل" قبل اسبوعين من الحرب بين اسرائيل وحزب الله.
ويقول "كان الامر صعبا، لكننا اليوم نصدر 40% من النبيذ الذي ننتجه".
وفي العام 2003، اطلق نيكولا ابي خاطر "كوتو دو ليبان". وتوفي بعد ست سنوات، فتولت زوجته رلى زمام الامور بمساعدة ثلاثة موطفين وابنه البالغ من العمر 15 عاما، وهي تصدر كل انتاجها الى الخارج.
وفي الربيع الماضي، فاجأ كارلوس غصن، مدير عام شركتي "رونو" و"نيسان" وهو فرنسي من اصل لبناني، الجميع من خلال اطلاق نبيذ "اكسير" مع شركاء محليين.
وشجع نجاح النبيذ اللبناني البعض على اطلاق مشاريع في مناطق غير البقاع.
ففي منطقة البترون (شمال لبنان) التي تتسم بأراضيها المنحدرة خلافا لسهل البقاع، سيطلق جان مسعود نبيذ "اتيبايا" في العام 2011. ويقول "سيكون نبيذا عالي الجودة".
في موازاة ذلك، ينمو قطاع السياحة المرتبط بالنبيذ، فالكثير من اللبنانيين والاجانب الذين يزورون معبد بعلبك الروماني يقومون ايضا بجولة في اماكن انتاج النبيذ.
يقول خوري "سنبني فندقا رائعا ومطعما للذواقة في غضون سنتين". ويعتزم الاخوان سعادة انشاء متحف للنبيذ.
وبالنسبة الى رلى ابي خاطر، فإن "هذا يعكس صورة جميلة عن لبنان".