قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه سيعلن عن "قرارات تاريخية" خلال خطابه امام اجتماع لجنة المتابعة العربية المقبل، فيما تبرأ رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو من خطاب وزير خارجيته افيغدور ليبرمان في الامم المتحدة حول تسوية النزاع.
وحمل الرئيس الفلسطيني اسرائيل مسؤولية اي وقف محتمل للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والدولة العبرية، معتبرا ان "من قرر استمرار الاستيطان هو من قرر وقف المفاوضات".
وقال عباس في الطائرة التي اقلته من باريس الى عمان ان "من قرر استمرار الاستيطان ووفر الدعم والحماية له هو من قرر وقف المفاوضات". الا ان الرئيس الفلسطيني اضاف "لكننا لا زلنا معنيين بنجاح مفاوضات جدية وحقيقية مع ضرورة وقف الاستيطان".
واوضح عباس ان القرار النهائي بشأن استئناف المفاوضات المباشرة او وقفها لن يتخذ الا بعد سلسلة مشاورات داخل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، معلنا انه سيكون له "خطاب هام جدا" امام لجنة المتابعة العربية في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر المقبل "سيعلن خلاله عن قرارات تاريخية".
وقال عباس انه سيلتقي الموفد الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل الخميس "كما ستكون لنا اجتماعات داخل فتح وداخل منظمة التحرير الفلسطينية خلال اليومين المقبلين وسنشرح لهم اخر التطورات والاتصالات التي اجريناها".
وتابع الرئيس الفلسطيني "بعدها سنتشاور مع العرب في اطار لجنة المتابعة العربية في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر في القاهرة وسيكون لي هناك خطاب هام جدا اعلن فيه عن قرارات تاريخية".
ووصل عباس الى العاصمة الاردنية منهيا جولة شملت في شكل اساسي نيويورك حيث شارك في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة وباريس حيث التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وكان الرئيس الفلسطيني طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتمديد العمل بتجميد الاستيطان "لثلاثة او اربعة اشهر" لاعطاء فرصة لمفاوضات السلام التي استؤنفت مطلع الشهر الحالي برعاية اميركية.
واستؤنف البناء ولو بشكل محدود الاثنين في بعض مستوطنات الضفة الغربية عند انتهاء العمل بقرار تجميد الاستيطان لمدة عشرة اشهر وقد رفض الاسرائيليون تمديده.
نتانياهو وليبرمان
الى ذلك، اعلن بيان اصدره مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء ان الخطاب الذي القاه وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في الامم المتحدة حول تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، لا يمثل موقف حكومة الدولة العبرية.
وبدا ان بيان نتانياهو يشير خصوصا الى مقاطع من خطاب ليبرمان يدعو فيها الى "تبادل اراض مع سكانها" كسبيل لحل النزاع اضافة الى "اتفاق انتقالي بعيد المدى" ما يعني استبعاد تسوية نهائية.
وقال البيان الذي صدر في القدس ان "مضمون خطاب وزير الخارجية في الامم المتحدة لم يتم التنسيق في شأنه مع رئيس الوزراء".
واضاف ان "من يهتم بالمفاوضات الدبلوماسية هو رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ان التدابير المختلفة من اجل السلام سيتم تحديدها فقط حول طاولة المفاوضات وليس في اي مكان اخر".
وكان ليبرمان اعلن الثلاثاء امام الامم المتحدة، ان التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين قد يستغرق عقودا، ويستدعي اولا معالجة الخلاف مع ايران.
وقال ليبرمان في خطاب القاه امام الجمعية العامة للامم المتحدة "علينا ان نركز على اتفاق انتقالي بعيد الامد (مع الفلسطينيين)، وهو امر قد يستغرق بضعة عقود".
واضاف "في اطار السعي الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين، علينا ان نتعامل مع الجذور الفعلية للنزاع التي ستبقى لاعوام عدة". وتابع ليبرمان "ينبغي ان نفهم انه يجب اولا حل القضية الايرانية".
واكد الوزير الاسرائيلي ان بلاده "مستعدة لحل صادق"، مضيفا "نحن مستعدون للتعاون مع المجتمع الدولي، لكننا غير مستعدين لتسوية في شان الامن القومي او حول المصالح الحيوية لدولة اسرائيل". وقال ايضا "رغم كل الجهود التي بذلها جميع الاشخاص الذين يظهرون افضل النوايا (...) لا نزال اليوم في مازق".
واعتبر ليبرمان ان "ايران يمكن ان تكون موجودة من دون حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله، لكن المنظمات الارهابية لا يمكن ان تكون موجودة من دون ايران". وراى ان "ايران، عبر تعويلها على وكلائها، يمكنها في اي لحظة ان تفشل اي اتفاق بين اسرائيل والفسطينيين او مع لبنان".
وتابع ليبرمان "في محاولتنا حل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، نواجه نوعين من المشكلات: المشكلات المرتبطة بحدة المشاعر والمشكلات العملية".
واوضح ان "المشكلات المرتبطة بحدة المشاعر هي اولا وخصوصا انعدام الثقة الكبير بين الجانبين، وقضايا مثل قضية القدس والاعتراف باسرائيل كدولة يهودية واللاجئين".