قتيلان واكثر من اربعين جريحا خلال تظاهرات بالعراق

تاريخ النشر: 17 فبراير 2011 - 05:04 GMT
اكراد عراقيون يشاركون في تظاهرة في السليمانية
اكراد عراقيون يشاركون في تظاهرة في السليمانية

اجتاحت عدد من المدن العراقية الخميس تظاهرات تطالب بمعالجة البطالة والقضاء على الفساد وتحسين الاوضاع واقالة المسؤولين الفاسدين، وسقط خلال تظاهرة السليمانية (شمال) قتيلان واكثر من اربعين جريحا.
وقال طبيب في مديرية الصحة في السليمانية مفضلا عدم كشف هويته ان "شخصين (25 و18 عاما) قتلا واصيب 47 اخرون بجروح جراء اطلاق نار خلال التظاهرة التي جرت في وسط مدينة السليمانية" على بعد 270 كلم شمال بغداد.
وشارك في التظاهرة نحو ثلاثة الاف شخص للمطالبة بمعالجة البطالة والقضاء على الفساد وبسقوط حكومة الاقليم.
وتجمع المتظاهرون بعد جلسة مفتوحة في ساحة الحرية وسط مدينة السليمانية بدعوة من "شبكة حماية الحقوق والحريات" احدى منظمات المجتمع المدني في السليمانية.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب على احداها "نطالب بتغيير الحكومة" و"نطالب باحالة المفسدين الى القضاء"، وساروا باتجاه شارع سالم (وسط) حيث مقار الحزبين الرئيسيين.
وتجمع المتظاهرون امام مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الاقليم مسعود بارزاني، ما دفع بحراس المقر الى اطلاق النار بشكل عشوائي لتفريق المتظاهرين، بحسب شهود عيان.
واستمرت التظاهرة لاكثر من ساعتين.
وقال حسن كريم، طالب جامعي (27 عاما)، "نتظاهر للحد من الفساد المستشري في الاقليم ومعاقبة المسؤولين المفسدين".
بدوره، قال شاهو محمد (20 عاما) "جئنا للتعبير عن رأينا ضد المسؤولين الذين يستغلون المال العام من اجل مصالحهم الشخصية". واكد "سنستمر في الاضراب حتى يتم احالة المفسدين الى القضاء".
وقال المتحدث باسم حركة التغيير المعارضة محمد توفيق ان "الحركة غير مشاركة وليس لها يد في هذه التظاهرة". وطالب المتظاهرين ب"عدم اثارة المشاكل".
وافاد مراسل فرانس برس ان قوات الامن الكردية من الشرطة والجيش وقوات مكافحة الشغب فرضت اجراءات امنية مشددة حول موقع التظاهرة حيث سمع ازيز الرصاص بين حين واخر.
وتتزامن التظاهرة مع موجة مماثلة تجتاح بشكل يومي العديد من المدن العراقية للمطالبة بتحسين الخدمات ومعالجة الفساد والبطالة.
ففي ناحية النصر (60 كلم شمال الناصرية) كبرى مدن محافظة ذي قار، جنوب بغداد، تظاهر العشرات مطالبين بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة والقضاء على الفساد.
كما طالبوا باقالة المجلس البلدي للناحية.
وقام المتظاهرون باقتحام مبنى المجلس البلدي واضرام النار فيه كما احرقوا جزءا من بناية حكومية مجاورة، دون ان تؤدي هذه الاعمال الى وقوع ضحايا.
وقال علي حسين وهو احد المتظاهرين "نطالب بتغيير مجلس المحافظة وتحسين الخدمات ومعالجة البطالة لان الناس تعاني مشاكل معيشية صعبة"، مؤكدا "سنستمر بالتظاهر حتى تلبى مطالبنا".
وفي مدينة الكوت (160 كلم جنوب بغداد)، تظاهر المئات امام مبنى المحافظة في وسط المدينة مطالبين باقالة مجلس المحافظة والمحافظ والمسؤولين المحليين لفشلهم في اداء واجباتهم وتحسين اوضاع المحافظة.
وقال اثير حسن (30 عاما) العامل باجر يومي "نطالب بحل مجلس المحافظة وطرد المحافظ واحالة المفسدين للقضاء وتوفير فرص العمل وتحسين الواقع الخدمي وكلها مطالب مشروعة".
وقام عدد كبير من المتظاهرين بنصب خيم في الساحة الرئيسية امام المبنى.
وتقدم النائب كاظم حسين الصيادي عضو كتلة الاحرار التي تمثل التيار الصدري، المتظاهرين مطالبا باطلاق سراح معتقلين خلال تظاهرة مماثلة جرت امس في المكان ذاته.
وفي البصرة (550 كلم جنوب بغداد) تظاهر مئات امام مبنى المحافظة حاملين ملفات لوثائقهم الخاصة في اشارة للبحث عن عمل.
وهتف المتظاهرون "هذا المحافظ ما نريده يا حكومتنا الجديدة".
وقال احمد عبد الامير (35 عاما) وهو عاطل عن العمل "قدمت عدة طلبات على مدى ثلاث سنوات ولم احصل على عمل حتى الان"، وتابع "ساتظاهر واعتصم امام مبنى المحافظة حتى الحصول على عمل".
واتهم المسؤولين بالفساد قائلا ان "مجلس المحافظة يتسلم الرشاوى ويعين اشخاصا عن طريق المحسوبيات" فقط.
ورغم تواصل التظاهرات اليومية، اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد عدم خشيته منها قائلا "ليس لدينا قلق من المظاهرات لان النظام السياسي ديموقراطي برلماني والشعب فيه مصدر السلطات".
واضاف "ليس لدينا خوف على مستقبل النظام السياسي وربما اكون سعيدا ان ارى المتظاهرين يطالبون بحقوقهم بعدما كان الاب يخاف التكلم مع ابنه في زمن نظام حزب البعث".