عملية السلام في أزمة والفلسطينيون متشككون في النوايا الاميركية

تاريخ النشر: 08 ديسمبر 2010 - 04:48 GMT
عمليات البناء في مستوطنة يهودية قرب القدس
عمليات البناء في مستوطنة يهودية قرب القدس

 

 قال الفلسطينيون الاربعاء ان "تعنت اسرائيل" دفع واشنطن للتخلي عن جهود تجميد الاستيطان اليهودي وشككوا في ما اذا كانت الولايات المتحدة ستساعدهم في الحصول على اقامة دولتهم المستقلة.
وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان الولايات المتحدة تقترح العودة الى المحادثات غير المباشرة لاخراج عملية السلام من أزمة عميقة بعد وصول محاولاتها لاحياء العملية الى طريق مسدود.
وطلب الفلسطينيون وقف الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل موافقتهم على استئناف المحادثات المباشرة في مسعى لاقامة دولة فلسطينية ذات سيادة الى جانب اسرائيل.
وتحت رعاية الولايات المتحدة أجرى الزعماء الاٍسرائيليون والفلسطينيون ثلاث جولات من المحادثات في سبتمبر ايلول. لكن الفلسطينيين انسحبوا بسبب استئناف النشاط الاستيطاني في 26 سبتمبر ايلول بعد انتهاء فترة تجميد قررتها اسرائيل لمدة عشرة اشهر.
وتقول اسرائيل ان تجميد الاستيطان لم يكن قط شرطا مسبقا في المراحل السابقة من عملية السلام المستمرة منذ 20 عاما. وهي ترى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس استغرق وقتا طويلا جدا لخوض المحادثات بعد أن أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التجميد المؤقت في نوفمبر تشرين الثاني 2009 .
ولم يشمل التجميد القدس الشرقية.
ويمثل الاعلان الامريكي انتكاسة كبيرة للرئيس باراك أوباما الذي يعتقد أن تسوية الصراع في الشرق الاوسط "مصلحة حيوية للامن القومي".
وحين تم اطلاق المحادثات في سبتمبر ايلول قال أوباما انه يأمل توقيع اتفاق للسلام في غضون عام.
وقال عبد ربه في مقابلة مع اذاعة صوت فلسطين ان السياسة الامريكية تغيرت "بسبب التعنت والرفض الاسرائيلي."
وتساءل قائلا "من لا يستطيع ان يقنع او يجعل اسرائيل تتوقف عن الاستيطان لفترة محدودة من اجل اجراء مفاوضات جادة كيف سيكون بمقدوره جعل اسرائيل تقبل بحل متوازن على اساس الشرعية الدولية.. حل الدولتين على قاعدة او انطلاقا من حدود 67 ."
وأضاف أن الفلسطينيين فوجئوا ايضا بأن الولايات المتحدة لم تندد بالسياسة الاسرائيلية.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان على أوباما محاسبة اسرائيل على "فشل عملية السلام."
وقال مسؤولون أمريكيون ان اسرائيل كانت تريد تمديد تجميد البناء في الضفة الغربية لكنها رفضت وقف البناء في القدس الشرقية ومحيطها وهي أراض تعتبرها جزءا من عاصمتها.
وقال سميح شبيب أستاذ العلوم السياسية بجامعة بير زيت قرب رام الله ان فشل الولايات المتحدة "سيكلفها الكثير في المنطقة" وأضاف أن "مصداقيتها باتت ضعيفة جدا بين الفلسطينيين والعرب."
وقال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية مارك ريجيف ان اسرائيل ما زالت مصممة على "التزامها بمواصلة جهودها الحالية للتوصل الى اتفاق سلام تاريخي مع الفلسطينيين."
وقال مسؤولون في واشنطن ان الولايات المتحدة تقيم خيار اجراء محادثات منفصلة مع كل من الجانبين اي العودة الى المحادثات غير المباشرة التي جرت معظم العام الماضي الى جانب جهود الدبلوماسية المكوكية كما حدث في مساعي الوساطة الامريكية السابقة.
وأضاف المسؤولون ان من المتوقع أن يزور مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون كبار واشنطن ربما خلال الاسبوع القادم.
وحشد الائتلاف الحاكم الذي يقوده نتنياهو ويؤيد الاستيطان التأييد لمعارضة التجميد متهما الفلسطينيين بالسعي الى وضع حدود دولة مستقبلية قبل معالجة القضايا الاساسية الاخرى.
وأعطى مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم نشر اسمائهم يوم الثلاثاء ثلاثة أسباب للتخلي عن جهود تجميد النشاط الاستيطاني.
هذه الاسباب تتضمن أولا أن اسرائيل لن توقف البناء في القدس الشرقية وثانيا ان الوسطاء قد يعودوا من حيث بدأوا اذا لم يتم احراز تقدم خلال تجميد مؤقت يستمر 90 يوما وثالثا القلق بشأن سخاء الحوافز التي قدمتها واشنطن لاسرائيل من أجل تمديد مؤقت.
وقالت مصادر اسرائيلية ان هذه الحوافز تتضمن 20 طائرة مقاتلة من طراز (اف- 35) قيمتها ثلاثة مليارات دولار.