عشرات الجثث في شوارع طرابلس والجيش المصري يهدد بالتدخل

تاريخ النشر: 22 فبراير 2011 - 11:54 GMT
يبيون يرفعون علماً وطنياً قديماً فوق دبابة في مجمع أمني في بنغازي
يبيون يرفعون علماً وطنياً قديماً فوق دبابة في مجمع أمني في بنغازي

قال ناشط سياسي ليبي وشاهد في طرابلس ان شوارع احد الاحياء المضطربة في العاصمة الليبية تمتلئ بجثث عشرات المتظاهرين الذين قتلتهم قوات الامن الموالية للزعيم معمر القذافي.

وقال محمد علي من جبهة الخلاص الليبية والشاهد لوكالة انباء الاسوشييتد برس ان سكان طرابلس يلتزمون منازلهم بعد عمليات القتل وانذارات اطلقتها قوات الامن بانها ستطلق النار على اي شخص تجده في الشوارع.

واضافا ان قوات الامن اطلقت النار على سيارات الاسعاف، وان بعض المتظاهرين تركوا ينزفون حتى الموت.

وبدت طرابلس وهي مدينة ساحلية مطلة على البحر المتوسط هادئة في الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء. وقال أحد السكان "هناك مطر غزير في الوقت الراهن ولذلك مكث الناس في منازلهم. انا في شرق المدينة ولم اسمع اشتباكات."

وكان سكان قد تحدثوا في وقت سابق عن سماع اطلاق نار في اجزاء من طرابلس وقال ناشط سياسي ان الطائرات الحربية قصفت المدينة.

وقال عادل محمد صالح في بث مباشر على قناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية ان ما يجري اليوم امر غير متصور وان الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر تقصف بشكل عشوائي منطقة تلو الاخرى.

وذكر سكان ان طوابير تشكلت أمام المتاجر مع سعي السكان الى تخزين المؤن. وأغلقت بعض المتاجر أبوابها.

وهزت الانتفاضتان اللتان اطاحتا بالرئيسين التونسي والمصري العالم العربي والهمتا محتجين في شتى انحاء الشرق الاوسط وشمال أفريقيا مما هدد قبضة حكام شموليين على السلطة.

وذكرت هيومان رايتس ووتش ان 233 شخصا على الاقل قتلوا في خمسة ايام من العنف في ليبيا بينما تقول جماعات المعارضة ان العدد أكثر ولم يتسن التحقق من الرقم من جهة مستقلة كما يصعب الاتصال بين ليبيا والعالم الخارجي.

ودعت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان في بيان يوم الثلاثاء الى تحقيق دولي في حملة القمع الليبية ضد المحتجين المناهضين للحكومة قائلة انها قد ترقى الى حد جرائم ضد الانسانية.

ودعت الى وقف فوري لانتهاك حقوق الانسان ونددت باستخدام الاسلحة الالية والقناصة والطائرات الحربية ضد مدنيين.

وتابعت "الهجمات المنتشرة والمنهجية ضد المدنيين قد ترقى الى حد جرائم ضد الانسانية."

القاهرة تهدد

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "العرب" القطرية عن مصدر مصري مسؤول قوله ان القاهرة أبلغت طرابلس رسميا بأنها قد تتدخل عسكريا في ليبيا لحماية مواطنيها، الذين قالت إنهم يتعرضون للقتل هناك، حيث تؤكد مصادر مقتل ثلاثين مصريا حتى الآن.
وأضاف المصدر أن مصر اعتبرت تصريحات سيف الإسلام نجل العقيد القذافي التي اتهم فيها المصريين بالمشاركة في الثورة الجارية هناك، وأنهم يستعدون لاحتلال ليبيا "تحريضا صريحا ضدهم".

وقد أعلن الجيش المصري الاثنين أنه أقام معسكرات على الحدود مع ليبيا لاستقبال المصريين الفارين من القتال هناك، والبالغ عددهم قرابة المليوني مواطن.

 قال متحدث عسكري الثلاثاء ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية الذي يدير البلاد عزز التواجد الامني عند الحدود مع ليبيا لكنه فتح معبر السلوم الرئيسي لمدة أربع وعشرين ساعة لتمكين المرضى والمصابين من دخول مصر.

وقال المجلس الاعلى للقوات المسلحة على صفحته على الفيسبوك يوم الاثنين ان حرس الحدود الليبي انسحب من جانبه من الحدود بين البلدين.

وقال المصدر العسكري ان المجلس قرر "تكليف القوات المسلحة لعناصر حرس الحدود لتأمين الحدود مع ليبيا وفتح معبر السلوم على مدار اليوم."

وقال الجيش المصري يوم الاثنين انه أقام مستشفيين ميدانيين ومخيمات لاستقبال المصريين والليبيين بعد تصاعد المعارك الدامية بين قوات الامن الليبية والمحتجين.

وقال المصدر العسكري كذلك لرويترز انه سيتم ارسال طائرتين لليبيا لاجلاء المصريين.

مرتزقة

وقال السفير الليبي لدى الهند الذي استقال في أعقاب حملة القمع ضد المحتجين في ليبيا ان السلطات الليبية تستخدم مرتزقة أفارقة مما دفع بعض قوات الجيش الى تغيير ولائها لتنضم للمعارضة.

وتابع علي العيساوي أن المرتزقة من افريقيا ويتحدثون الفرنسية ولغات أخرى مضيفا أنه يتلقى معلومات من مصادر داخل ليبيا العضو في أوبك.

وقال العيساوي الذي ترك السفارة منذ استقالته يوم الاثنين احتجاجا على حملة القمع العنيفة على المحتجين ويقيم الان في فندق في نيودلهي انه أبلغ بان هناك انشقاقا في الجيش.

وتابع العيساوي الذي بدا متوترا وقلقا ان الجنود ليبيون ولا يمكنهم رؤية أجانب يقتلون ليبيين لذلك انحازوا للشعب.

وقال ان الليبيين لا يمكنهم عمل شيء في مواجهة طائرات مقاتلة مضيفا أنه لا يطالب بقوات دولية ولكن يدعو المجتمع الدولي لانقاذ الليبيين.

وفي وقت سابق الثلاثاء قال العيساوي لرويترز انه يتوقع أن يقدم المزيد من الدبلوماسيين الليبيين استقالاتهم بسبب العنف الدائر في ليبيا. وتابع أن سفراء لدى الصين وبولندا وتونس والجامعة العربية والولايات المتحدة استقالوا بالفعل.

وأضاف أن المقاتلات تقصف المدنيين في شوارع طرابلس في عنف غير مسبوق.

القذافي يتحدى

وظهر الزعيم الليبي معمر القذافي الثلاثاء على شاشة التلفزيون الليبي الحكومي لفترة قصيرة وعبر عن تحديه في مواجهة الاحتجاجات المناهضة لحكمه المستمر منذ 41 عاما ونفى فراره من البلاد.

وشنت قواته حملة شرسة على المحتجين المناهضين له حين امتد القتال الى العاصمة طرابلس بعد اندلاع الانتفاضة الاسبوع الماضي في شرق ليبيا وهي منطقة منتجة للنفط.

وكان القذافي في اول ظهور له على شاشات التلفزيون منذ تفجر الاحتجاجات الرامية الى الاطاحة به الاسبوع الماضي يمسك بمظلة وسط المطر المتساقط واستمر البيان 22 ثانية.

وقال التلفزيون الحكومي في وقت سابق ان مظاهرات موالية للحكومة تجري في الساحة الخضراء في وسط طرابلس.

وقال القذافي للتلفزيون الليبي وهو ينحني من عربة يستقلها "أريد أن أبين لهم اني في طرابلس ولست في فنزويلا ولا تصدقوا اذاعات الكلاب الضالة" نافيا تقارير سابقة عن فراره الى فنزويلا حيث تربطه علاقات صداقة مع الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز.

وقال القذافي الذي وصل الى السلطة بعد انقلاب عسكري عام 1969 "انا كنت أريد أن اوجه كلمة للشباب بالساحة الخضراء الليلة واسهر معهم لكن هي أمطرت الحمد لله فيها الخير."

وقال سكان ان الاحتجاجات امتدت الى العاصمة طرابلس بعد ان بدا ان عدة مدن في الشرق من بينها بنغازي التي اندلعت فيها الاشتباكات في باديء الامر قد سقطت في ايدي المعارضة.

ومع اشتداد القتال ظهرت شروخ في الجبهة المؤيدة للقذافي واستقال بعض الدبلوماسيين الليبيين في الخارج كما دعت مجموعة من الضباط الجنود الى الانضمام الى الشعب.

وذكرت قناة العربية ان مجموعة من ضباط الجيش أصدروا بيانا دعوا فيه الجنود الى "الانضمام الى الشعب" والمساعدة في الاطاحة بالقذافي.

وصرح مسؤولون في مالطا بأن مقاتلتين ليبيتين وطائرتي هليكوبتر مدنيتين هبطت على نحو غير متوقع في مالطا يوم الاثنين. . وقال الجيش المصري في صفحته على موقع فيسبوك يوم الاثنين ان حرس الحدود الليبي انسحب من مواقعه على الحدود بين البلدين.

وأفاد البيان أن أفراد حرس الحدود الليبي انسحبوا من الجانب الليبي من الحدود وبات الموقع تحت سيطرة اللجان الشعبية.

وكان الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان قد وصف القذافي بأنه "كلب مسعور" وأرسل الطائرات الامريكية لقصف ليبيا عام 1986.