عباس: لا لمحادثات السلام دون تجميد بناء المستوطنات بالقدس الشرقية

تاريخ النشر: 21 نوفمبر 2010 - 11:18 GMT
الرئيس الفلسطيني وصائب عريقات خلال المؤتمر الصحفي بعد اللقاء مع الرئيس المصري/أ.ف.ب
الرئيس الفلسطيني وصائب عريقات خلال المؤتمر الصحفي بعد اللقاء مع الرئيس المصري/أ.ف.ب

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد أن الجانب الفلسطيني لن يقبل باستئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي في حالة عدم وقف الاستيطان بالكامل، بما في ذلك القدس الشرقية.

وقال عباس، عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك بالقاهرة، إنهما بحثا قضيتين، الأولى تتعلق بإمكانية استئناف المفاوضات المباشرة، والثانية تتعلق بتطورات الحوار الفلسطيني الفلسطيني.

وأوضح أنه بالنسبة للمفاوضات المباشرة فإنه حتى الآن لم يصل إلى الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي أي مقترحات رسمية من الإدارة الأميركية حتى يمكن التعليق عليها، مشيرا إلى أن بعض المعلومات ظهرت في الصحافة، منها ما يتعلق بالصفقة التي يتردد إبرامها بين الإدارة الأميركية وإسرائيل، وتتضمن تزويد إسرائيل بمعدات عسكرية متطورة مقابل تمديد وقف الاستيطان لفترة محدودة.

وقال عباس إنه أكد للجانب الأميركي أنه لا علاقة للفلسطينيين بهذه الصفقة المزمعة، لأن تلك الصفقة تدخل في إطار العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدا رفض الجانب الفلسطيني الربط بين هذه الصفقة وبين استئناف المفاوضات.

وأضاف إن الفلسطينيين أوضحوا موقفهم المتمثل بأنه لابد من التركيز على قضيتي الحدود والأمن في حالة استئناف المفاوضات المباشرة، مشددا على رفض السلطة الوطنية الفلسطينية استئناف أي مفاوضات مباشرة في حالة استمرار إسرائيل في أنشطتها الاستيطانية.

وأكد ضرورة أن يكون وقف الاستيطان شاملا لجميع الأراضي الفلسطينية، وأولها مدينة القدس، وشدد على رفض السلطة الفلسطينية وقف الاستيطان إذا لم يتضمن القدس، وقال: إننا نرفض ذلك بنسبة 100 بالمئة، وإذا لم يكن وقف الاستيطان في كامل الأراضي الفلسطينية ، بما فيها القدس، فلن نقبل به.

وحول ما إذا كان هناك إطار زمني تضعه السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات المباشرة قبل اللجوء إلى مجلس الأمن، قال عباس إن لدينا سبعة خيارات أولها المفاوضات المباشرة، ولابد أن نعطي هذا الخيار الوقت الكافي، وإذا فشلنا فإن الخيارات الأخرى ستأتي فيما بعد متتابعة زمنيا.

وأجاب عباس أن الجانب الفلسطيني ما زال ينتظر الرد الأمريكي الرسمي، الذي من المتوقع أن يصدر في أقرب فرصة، وفى هذه الحالة ستتم مناقشته أولا على المستوى الفلسطيني، ثم نتوجه إلى لجنة المتابعة العربية لبحث الموقف.

وأشار إلى أن مباحثاته مع الرئيس مبارك تناولت أيضا المصالحة الفلسطينية ­ الفلسطينية، ونتائج جولة الحوار الفلسطيني في دمشق، موضحا أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، حيث تراجعوا عن بعض مواقفهم التي كانوا قد وافقوا عليها في بداية الحوار في الجولة قبل الأخيرة بدمشق.

وقال عباس إنه رغم هذا التراجع من حركة حماس إلا أننا سنواصل الحوار مع حماس على كل المستويات حتى نستعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وحول وجود أمل في عملية السلام برمتها رغم الصعوبات التي تواجهها حاليا، قال عباس: نحن نحافظ على الأمل إلى أن نصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، ونحن نعلم أن هناك صعوبات بالغة بسبب الموقف الإسرائيلي، فما وصلنا إليه من حوار لا يوحي بشيء، لكننا نقول إنه إذا حدث حوار رسمي فسوف نجرب ونعمل كل ما باستطاعتنا من أجل الوصول إلى النتيجة التي تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحل كل قضايا المرحلة النهائية الست ، بالإضافة إلى قضية الأسرى وهى من أهم القضايا التي تشغل الجانب الفلسطيني.

وتابع عباس بالقول إن وقف الاستيطان ليس مطلبا فلسطينيا فقط، ولكنه "مطلب أميركي ودولي وعربي، بل إن جزءا كبيرا من الرأي العام الإسرائيلي يطالب بوقف الاستيطان، وبالتالي فإن المشكلة لم تعد معنا، لكنها بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية أيضا.

وحول الرفض الفلسطيني للربط بين الصفقة الأميركية المزمعة مع إسرائيل وبين وقف الاستيطان، قال عباس: إننا كقيادة فلسطينية ندرك طبيعة وقوة العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والتي ترجع إلى أعوام عديدة سابقة، وأن الإدارة الأمريكية تحرص على أمن إسرائيل، لكننا نؤكد أنه ليس لنا علاقة بتلك الصفقة، ولا يجوز أن تقول الإدارة الأميركية إنها أعطت إسرائيل كذا وكذا مقابل وقف الاستيطان لمدة 90 يوما ، لأن ذلك كلام غير منطقي أو مقبول.

وكان عباس التقى ليلة السبت الأحد في القاهرة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية. وعقب اللقاء أوضح موسى أنه اتفق مع عباس على الخطوات التى يجب اتخاذها فور إعلان الإدارة الأميركية عن تفاصيل صفقتها مع إسرائيل.

وتأتي الزيارة بعد اقتراح جديد عرضته الولايات المتحدة لوقف بناء المستوطنات لمدة 90 يوما لإقناع الجانب الفلسطيني بالعودة مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات.