شعث: السلام ليس من أولويات أوباما

تاريخ النشر: 09 مايو 2011 - 11:34 GMT
شعث يقول أن النظام المصري الجديد أكثر قبولا لدى جميع الأطراف الفلسطينية
شعث يقول أن النظام المصري الجديد أكثر قبولا لدى جميع الأطراف الفلسطينية

قال القيادي الفلسطيني البارز نبيل شعث ان عملية السلام ليست من اولويات الرئيس الاميركي باراك اوباما. ورأى في حديث صحافي ادلى به لصحيفة مصرية أن النظام المصري الجديد أكثر قبولا لدى جميع الأطراف الفلسطينية، وهو ما ساهم بقوة في إتمام اتفاق المصالحة الفلسطينية فى القاهرة الأربعاء الماضي. وكشف عن أن إحياء جهود المصالحة جاء بمبادرة مصرية، ولم تجر الفصائل الفلسطينية أي مفاوضات جديدة، بفضل خطوات مصرية سرعت من وتيرة المصالحة، على رأسها إنهاء التعقيدات على معبر رفح، إضافة إلى المتغيرات الإقليمية، لاسيما الثورة السورية، التى جعلت حركة "حماس" تعيد النظر فى موقعها، لكون دمشق الداعم الأول لها.

ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية الاثنين عن شعث حديثه، في الجزء الثاني من مقابلة معه، عن المصالحة وأسباب إنجازها بعد أربعة أعوام من التنافر والانقسام، مستندا للمثل: "الطلاق يعلم الناس فوائد الزواج". ورأى أن ثمار عودة الوفاق بين حركتي فتح وحماس ستظهر خلال عشرة أيام، وعرج على عملية السلام مع الاحتلال الإسرائيلى، منتقدا غياب الضغط الأميركي وانشغال الرئيس الأميركي، ليطرح تساؤلا يظهر تشاؤمه: "الواحد يروح عملية سلام جديدة بالشكل ده ليه؟".

وبشأن المصالحة، رأى أن "اليوم ليس كالأمس، والصراع العسكرى الذى كان قائما بين فتح وحماس وقت اتفاق مكة لم يعد موجودا، فالجميع يعرف تبعات الانقسام، والطلاق يعلم الناس فوائد الزواج". ولا يجد شعث سببا لقلق البعض من استحالة تمكن السلطة الفلسطينية من أن توازن بين التزاماتها الأمنية مع إسرائيل بمكافحة العمليات المسلحة وبين التزاماتها مع "حماس" بوقف التعاون الأمنى مع الاحتلال، لان "الاتفاق السياسى (بين "فتح" و"حماس") يحرم استخدام العنف على أن يستمر النضال الشعبي غير المسلح والحراك الدولي للضغط على إسرائيل وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة. لا عمليات عسكرية، وبالتالي لا مشكلة".

الخطوات المقبلة

وقال: "خلال عشرة أيام أو ما يزيد قليلا سيتم تنفيذ ثلاث خطوات، اتفقت عليها قيادات فتح وحماس فى القاهرة الأسبوع الماضي، وهي: تشكيل الوزارة الفلسطينية وقيادة انتقالية لمنظمة التحرير وإطلاق سراح المعتقلين من الجانبين".

وأوضح أن "تشكيل الحكومة سيقوم على التوافق بين فتح وحماس وبقية الفصائل"، معتبرا أن اسم سلام فياض رئيس الوزراء الحالي يتبادر إلى ذهن الكثيرين ليكون رئيس الوزراء القادم لينجز ما سبق أن أوكل إليه، إلا أن طرح أي اسم لقيادة الوزارة يجب أن يتم التوافق حوله.

معبر رفح

وبحسب شعث فإن "من أهم ما ستشهده الأيام المقبلة هو فتح معبر رفح بالتنسيق بين السلطات المصرية وحماس والسلطة، وهو ما سيسهم فى تخفيف المعاناة الإنسانية الكبيرة عن أهالي القطاع، لأنه سيسمح بدخول الكثير من المواد الغذائية والطبية".

أما في ما يتعلق بمشروع إعادة إعمار غزة بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع ما بين 27 كانون الاول (ديسمبر) 2008 و18 كانون الثاني (يناير) 2009، فرأى أن "هذا الأمر أكثر تعقيدا بالنظر إلى أن الكثير من المواد التى تحتاجها عملية إعادة البناء تقع تحت قائمة مواد الاستخدام المزدوج التي تعرقل إسرائيل مرورها لغزة، بدعوى أنه يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة. الاحتلال يمنع حتى مرور حفاظات الأطفال على اعتبار أن مادة التجفيف التي تحتوي عليها يمكن أن تستخدم، إذا توافرت كمية كافية منها، في تصنيع متفجرات".

تهديدات إسرائيل

وبشأن موقف إسرائيل من المصالحة، قال شعث إن "إسرائيل تقف ضد الوحدة الفلسطينية، وتعمل ضدها منذ بداية الانسحاب من غزة (فى عام 2005) ثم حصارها". واضاف، محركا كتفيه فى إشارة إلى عدم الاكتراث بالتهديدات الإسرائيلية فى وجه الوحدة: "نعم هم يهددون بقطع الأموال وتضييق الخناق وإعاقة حركة (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) أبو مازن، ولكننا مستعدون لتحمل ما يقومون به".

غير أنه يعتقد أن "المبالغة في التهديدات الإسرائيلية جعلت أميركا تتبنى موقفا أقل تشددا من توقيع المصالحة، حيث لا تريد واشنطن ان تظهر بمظهر من يخنق الشعب الفلسطيني، خصوصا أن الإدارة الأميركية غارقة في (عملية) إعادة ترشيح باراك أوباما لفترة رئاسية ثانية، كما أن "عين أوباما على مشروعه الوطني المتعلق بالرعاية الصحية".

من هنا رأى شعث أن "الولايات المتحدة ليست موجودة حتى بأدنى درجة من درجات الثقل السياسي لتتعامل مع الصراع العربي ــ الإسرائيلي.. ملفات الشرق الأوسط ليست أولوية للإدارة الأميركية التي خسرت المصداقية التى كان من الممكن أن يمنحها إياها الرأي العام عندما عجزت عن مجرد إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر".

"وبدون ضغط أميركي حقيقي ــ حسبما يشدد ــ يصعب تصور حدوث مفاوضات فلسطينية -إسرائيلية جادة لأن الضغط الأميركي هو السبيل الوحيد لإقناع إسرائيل بالتحرك نحو التفاوض الجاد، عوضا عن الاستمرار في سياسات الاستيطان التي تلتهم الأرض الفلسطينية"، وفقا له.

كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس بالشخص الذي يمكن التفاوض معه في الظروف الراهنة لأنه لم يفعل سوى ابتلاع الأرض والاستمرار فى خنق الشعب الفلسطيني في غزة، ولا ينفذ ما يتم الاتفاق عليه، ويسعى دوما للتلاعب بمرجعيات التفاوض وهو ما يجعل الذهاب لأي تفاوض قادم عملا عبثيا.الواحد يروح عملية سلام جديدة بالشكل ده ليه؟".

وأوضح أنه "في ظل هذه الظروف فإن السياسة الفلسطينية تقوم على توسيع قاعدة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.. إن تحقيق الوحدة الوطنية يسهم في هذا الهدف، لأن هذه الوحدة يمكن ان تكون رافعة لجلب المزيد من الاعترافات بينما العالم ينتظر لمدة عامين حتى الانتهاء من الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة".

ومع ذلك فإن شعث لا يرفض من حيث المبدأ "الاشتراك في أي اجتماعات دبلوماسية يمكن أن تسهم في تحسين الأوضاع السياسية، سواء كان ذلك متصلا باقتراح مصري بعقد مؤتمر دولي يتم في إطاره التفاوض على اتفاق سلام نهائي أو في إطار ما يجري الحديث عنه من اجتماع تستضيفه روسيا للنظر في ما يمكن القيام به للتعامل مع الوضع الراهن".