تسبب خلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حماس خالد مشعل في تاخير قصير لمراسم الاحتفال بالمصالحة بين فتح وحماس، والتي جرت الاربعاء في مقر المخابرات المصرية في القاهرة، وهو ما يلقي شكوكا حول امكانية صمود هذه المصالحة.
ويدعو الاتفاق الذي توسطت فيه مصر وشجبته اسرائيل الى تشكيل حكومة مؤقتة لادارة الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والاعداد لانتخابات عامة خلال عام.
وقد تأخرت مراسم الاحتفال بالاتفاق قبل وقت قصير من بدئها بسبب خلاف حول ما اذا كان مشعل سيجلس على المنصة مع عباس أم سيجلس بين اعضاء الوفود الفلسطينية في القاعة.
وقال مصدر فلسطيني طلب عدم نشر اسمه "هناك خلاف بشأن مواقع جلوس الزعماء."
وأضاف "يدور الخلاف حول مكان جلوس مشعل وهل يكون على المنصة أم بين زعماء الفصائل."
وكان مسؤولون من كل الفصائل الفلسطينية وقعوا من قبل على الاتفاق المنتظر ان يقره عباس ومشعل في مراسم الاحتفال. ولم يتضح على الفور لماذا لم يضعا توقيعهما على الاتفاق.
وقال نبيل شعث المسؤول البارز بحركة فتح قبل بدء المراسم ان الجميع وقعوا على الاتفاق مضيفا أن يوم الاربعاء هو تتويج لهذا الانجاز.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس ان عزام الاحمد وقع الاتفاق نيابة عن فتح وان موسى أبو مرزوق وقعه نيابة عن حماس. وقال مسؤولون فلسطينيون ان مراسم اليوم بمثابة "احتفال".
ووصل الرئيس الفلسطيني الاربعاء لاقرار الاتفاق.
وقال عباس في مراسم الاحتفال بمناسبة التوقيع على الاتفاق ان الفلسطينيين طووا صفحة انقسامات "سوداء".
مشعل مدير المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) قال يوم الاربعاء ان حماس مستعدة "لدفع أي ثمن" من أجل المصالحة بين الفلسطينيين.
وكان يتحدث في مراسم أقيمت في مصر بمناسبة التوقيع على اتفاق مصالحة ينهي انقساما مستمرا منذ أربعة أعوام بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس
ويحضر الاحتفال الذي يجري قبيل ظهر الاربعاء، ممثلون عن 11 فصيلا فلسطينيا وقعت امس الاتفاق في العاصمة المصرية بعد ان قامت حركتي فتح وحماس بتوقيعه الاسبوع الماضي على نحو مفاجئ بعد قرابة عامين من المفاوضات.
ويشارك ثلاثة من النواب العرب في الكنيست الاسرائيلية وهم احمد الطيبي ومحمد بركة وطلب الصانع، بحسب ما صرح لفرانس برس الطيبي.
كما يحضر الاتفاق الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس جهاز المخابرات المصري مراد موافي وعدد من الوزراء العرب.
واعلن الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي انه ارسل المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري سيمثله في احتفال في احتفال القاهرة.
ويعود آخر لقاء بين عباس ومشعل الى نيسان/ابريل 2007 في القاهرة.
واجرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو كلا على حدة مساء الثلاثاء حول المصالحة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر ان كلينتون اثارت خصوصا مسألة المساعدة الاميركية للسلطة الفلسطينية.
لكن مسؤولا اميركيا فضل عدم كشف هويته قال ان وزيرة الخارجية لم تهدد بالغاء المساعدة في حال تم الاتفاق بين فتح وحماس.
وعلى غرار اسرائيل، تعتبر الولايات المتحدة حماس حركة ارهابية.
ورفض تونر التكهن مسبقا برد فعل واشنطن موضحا فقط ان الولايات المتحدة "ستقيم سياستها في ضوء تشكيل الحكومة".
وذكر المتحدث ايضا بموقف واشنطن التي تؤكد انه "اذا كانت حماس تريد ان تؤدي دورا في العملية السياسية فعليها نبذ العنف والارهاب والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود واحترام الاتفاقات الموقعة".
ومن المقرر ان تبدأ المشاورات حول تشكيل الحكومة الجديدة بعد الاحتفال بالمصالحة.