تفاؤل اسرائيلي وتشاؤم فلسطيني مع اقرار المفاوضات المباشرة

تاريخ النشر: 22 أغسطس 2010 - 10:04 GMT
تفاؤل اسرائيلي وتشاؤم فلسطيني
تفاؤل اسرائيلي وتشاؤم فلسطيني

اعتبرت اسرائيل الاحد انه يمكن التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين من خلال استئناف المفاوضات المباشرة رغم خيبة امل السلطة الفلسطينية التي كانت تامل الحصول على ضمانات والشكوك في انها لن تكون سوى نسخة معادة من سابقاتها.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للصحافيين لدى بدء جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية "يمكنني ان اتفهم موقف المشككين. لكننا ننوي ان ندهشهم شرط ان يكون لدينا شريك جاد" في المفاوضات.

واضاف ان "اتفاق السلام مع الفلسطينيين صعب لكنه ممكن" معتبرا ان مثل هذا الاتفاق يجب ان يقوم "على ترتيبات امنية" مرضية لاسرائيل وعلى اعتراف الفلسطينيين باسرائيل "دولة للشعب اليهودي لحل مشكلة اللاجئين في اطار دولة فلسطينية" و"وضع حد نهائيا للنزاع".

وفور اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة استئناف المفاوضات المباشرة، بعد توقفها لمدة 20 شهرا، رحب نتانياهو بالدعوة التي جاءت "دون شروط مسبقة".

واشاد حزبه الليكود (يمين) بهذا "النجاح الدبلوماسي" في بيان، وراى فيه الدليل على ان نتانياهو كان "على حق في الصمود وعدم الرضوخ للضغوط" بشان تجميد الاستيطان.

في المقابل لم تعط السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس موافقتها الا ليل الجمعة السبت في ختام اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدأ بتأخر ساعتين عن موعده المقرر.

وبحسب صحيفة "الشرق الاوسط" فان كلينتون لم تشر الى بيان اللجنة الرباعية وقالت ان المفاوضات ستتم من دون شروط مسبقة ما اثار غضب عباس.

وفي بيان اعلنت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) الجمعة دعمها لمفاوضات مباشرة "تفضي الى اتفاق يتم التفاوض بشأنه بين الجانبين وينهي الاحتلال الذي بدأ في 1967 ويسفر عن قيام دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية تعيش بسلام جنبا الى جنب مع اسرائيل والدول المجاورة".

وبحسب الصحيفة فان تأخير انعقاد اللجنة التنفيذية كان بسبب الاتصالات المتكررة التي اجراها مسؤولون اميركيون مع عباس لطمانته.

وقد عبرت الجامعة العربية الاحد عن "قلقها البالغ من التفسير الاسرائيلي" لاسس المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين واعتبار انها ستسانف بدون شروط مسبقة.

واضافت الجامعة العربية ان "من شأن" هذا التفسير الاسرائيلي "ان يؤدي الى الدخول مرة اخرى في دائرة مفرغة من المفاوضات التي لا تحقق الهدف المطلوب وتدعو الدول العربية وكافة الدول المعنية الى التنبه لذلك".

وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال الجمعة ان مضي اسرائيل بالاستيطان يعني ان "المفاوضات ستتوقف". وهدد عريقات انه "اذا ما استانفت اسرائيل الاستيطان بعد تاريخ 26 ايلول/سبتمبر (تاريخ انتهاء صلاحية القرار الاسرائيلي بتجميد الاستيطان)، فان الجانب الفلسطيني سيوقف المفاوضات".

وقال ان على اسرائيل ان تختار بين السلام والاستيطان، موضحا ان عباس ابلغ الاميركيين وكل الاطراف العربية والدولية بهذا الموقف "لانه لن يكون مفاوضات مع الاستيطان".

وكانت اسرائيل اعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر تنتهي في 26 ايلول/سبتمبر.

وقد تلقت الصحافة الاسرائيلية بفتور اعلان استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين قريبا مذكرة بالخلافات الجوهرية التي لا تزال قائمة بين الجانبين.

وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الواسعة الانتشار ان المفاوضات المباشرة بدأت في 1993 في اوسلو وواشنطن واستمرت في كامب ديفيد في العام الفين وفي طابا بمصر في 2001 وانابوليس (الولايات المتحدة) في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 من دون ان تفضي الى نتيجة حتى الان.

وبررت لامبالاة الرأي العام الاسرائيلي باعلان استئناف المفاوضات في واشنطن "بانه جرى تبادل الكثير من الكلام طوال 17 عاما وسال الكثير من الحبر وايضا الكثير من الدماء".

واشادت صحيفة "اسرائيل هايوم" القريبة من رئيس الوزراء باعادة تحريك المفاوضات من دون التعهد مسبقا بتجميد الاستيطان.

وكتبت الصحيفة "انه نجاح لكنه موقت" محذرة من تعليق آمال مبالغ فيها للتوصل الى اتفاق نظرا الى التباين في وجهات النظر بين المواقف الاسرائيلية والفلسطينية.

واعتبر النائب اليساري السابق يوسي بيلين مهندس اتفاقات اوسلو في تصريح للاذاعة العسكرية انه "ليس هناك فرصة للتوصل الى تسوية شاملة في الاطار الحالي".

وذكر بان نتانياهو لن يقبل باخلاء كبير للمستوطنات الذي يعد شرطا للتوصل الى اتفاق.