قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو يوم الخميس إن تركيا من حقها ان تتخذ اي اجراء لحماية حقوق مواطنيها اذا لم تعتذر إسرائيل عن هجومها على سفينة مساعدات في طريقها إلى غزة او تقبل اجراء تحقيق دولي في الحادث.
وقال داود اوغلو في مؤتمر صحفي في لندن "اذا كانت اسرائيل تريد تحسين العلاقات معنا فعليها ان تقبل بخضوعها للمحاسبة وتتخذ كل الاجراءات اللازمة لمنع تدهور علاقاتنا."
واعترضت البحرية الاسرائيلية قافلة مساعدات متوجهة الى غزة يوم 31 ايار / مايو وقتلت ثمانية اتراك وأميركي من اصل تركي على متن سفينة تركية. وقالت إسرائيل ان جنودها اطلقوا النار دفاعا عن النفس.
وكانت صحيفة نسبت الى داود اوغلو يوم الاثنين قوله ان انقرة ستقطع العلاقات مع إسرائيل ما لم تعتذر او تقبل اجراء تحقيق دولي. لكن مسؤولا حكوميا تركيا ابلغ رويترز في وقت لاحق بأن تصريحات الوزير حرفت.
وطلب من داود اوغلو بعد محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيج توضيح موقف تركيا فقال "نحن نتوقع من اسرائيل اما ان تعتذر وتقبل (المسؤولية عن) هذه الجرائم واما ان تقبل اجراء تحقيق دولي.
"اذا لم يقبلوا ايا من هذين البديلين فلتركيا بطبيعة الحال... كل الحق في اتخاذ اي اجراء لحماية حقوق... مواطنيها."
وأضاف دون الخوض في تفاصيل "سنقدم على اي خيار يتطلبه هذا ايا كان."
وقالت إسرائيل انها لا تنوي الاعتذار لتركيا ورفضت الدعوات الى اجراء تحقيق دولي. وشكلت لجنة للتحقيق في الحادث يرأسها احد قضاة المحكمة العليا الاسرائيلية المتقاعدين وتضم اثنين من المراقبين الاجانب ليس لهما حق التصويت على قراراتها.
وكانت تركيا قالت انها تريد من إسرائيل أن تعتذر عن الهجوم على قافلة المساعدات وتدفع تعويضات وتوافق على تحقيق دولي تجريه الامم المتحدة وترفع الحصار عن قطاع غزة.
وتأتي محادثات هيج مع داود اوغلو في اطار حملة تقوم بها الحكومة الائتلافية الجديدة لتوثيق علاقات التجارة والاستثمار مع الدول ذات الاسواق الصاعدة للمساعدة في الخروج باقتصاد بريطانيا من الركود.
وقال هيج ان محادثاتهما تناولت ايضا موضوعات افغانستان وايران وعملية السلام في الشرق الاوسط وغرب البلقان وقبرص.
واضاف "تركيا من البلدان التي نعتقد ان النهوض بالعلاقات معها أمر مرغوب فيه بشدة من الناحية الاستراتيجية بالنسبة الى المملكة المتحدة" مضيفا ان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يأمل في القيام "بزيارة مبكرة" لتركيا.
وتابع ان بريطانيا وتركيا ستعقدان قريبا مشاركة استراتيجية جديدة تمهد السبيل لتوثيق التعاون في الشؤون الخارجية والامنية والدفاعية والتجارية.
وقال هيج ان بريطانيا تؤيد بشدة مساعي تركيا للانضمام للاتجاد الاوروبي. واضاف "موقف هذه الحكومة واضح وهو انه اذا ادار الاتحاد الاوروبي ظهره لتركيا فسيكون هذا خطأ استراتيجيا فادحا."