الوكالة الاميركية للتنمية توقف مساعداتها لغزة بسبب تدخلات حماس

تاريخ النشر: 12 أغسطس 2011 - 07:49 GMT
شعار الوكالة الاميركية للتنمية الدولية
شعار الوكالة الاميركية للتنمية الدولية

 

صرح مسؤول اميركي الجمعة ان الوكالة الاميركية للتنمية (يو اس ايد) قررت وقف مساعداتها لقطاع غزة بسبب ما تقول انه تدخلات من قبل حركة حماس التي تحكم القطاع.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "يؤسفنا بشدة ان نعلن ان الاعمال التي تقوم بها حماس اجبرت المنظمات الشريكة الممولة من يو اس ايد والعاملة في غزة على وقف عمليات المساعدة التي تقوم بها"، مضيفا ان "برامج المساعدة التي تقدمها يو اس ايد علقت فعليا ابتداء من 12 اب/اغسطس".
واضاف ان "حماس ومن خلال سلسلة الاجراءت التي فرضتها خلال الاشهر القليلة الماضية، خلقت بيئة تعيق قدرة المنظمات غير الحكومية على تقديم المساعدات الى الفئات الاكثر ضعفا من سكان غزة".
وقال ان جميع المنظمات الاميركية الشريكة ستعلق جميع النشاطات الممولة من قبل الولايات المتحدة الى حين يصبح في مقدورها "العمل دون تدخلات او مضايقات من حماس". وصرح مسؤول اخر في واشنطن انه علم ان حماس تطالب بالسماح لها بتفتيش ملفات وسجلات المنظمات غير الحكومية، وهي خطوة غير مسبوقة.
وفي اشارة الى منظمة "الهيئة الطبية الدولية" غير الحكومية، قال المسؤول في رام الله انه "عندما اعترضت المنظمة على عمليات التدقيق المالي غير المبررة، ردت حماس باغلاق مكتبها في غزة".
واضاف ان "هذه الاشكال من التفتيش الفعلي لمكاتب وسجلات المنظمات غير الحكومية غير مسبوقة وتمثل زيادة كبيرة في مضايقة منظمات الاغاثة الانسانية والتنمية العاملة في غزة".
وتابع "نحن نشعر بخيبة امل من ان حماس اختارت مرة اخرى وضع اجندتها السياسية فوق رفاه الشعب الفلسطينيي .. وندعو حماس الى وقف تدخلاتها في المنظمات غير الحكومية الممولة دوليا، حتى نتمكن من استئناف نشاطاتنا الانسانية والتنموية في غزة".
وعقب تهديد الوكالة بوقف عملها في القطاع، شددت حماس الجمعة على حقها ب"مراقبة السجلات المالية" لتلك المنظمات.
وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس قبل صدور قرار وقف المساعدات "القضية ان وزارة الداخلية في الحكومة (المقالة) تريد ممارسة مهامها الطبيعية والقانونية في المراقبة المالية على فروع المؤسسات الموجودة في قطاع غزة، وهو امر طبيعي ومعمول فيه بالقانون الفلسطيني منذ العام 1995 ولا يوجد اي جديد في ذلك".
واضاف لوكالة فرانس برس "المشكلة ان يو اس ايد ترفض الاعتراف بوجود حكومة في غزة وحتى في تصريحاتهم يتحدثون عن حماس وليس عن حكومة، هذه مشكلة يو اس ايد وليست مشكلتنا".
وشدد على ان واجب وكالة التنمية الاميركية "تقديم خدمات وليس اعطاء الشرعيات ومن يريد ان يعمل في الاراضي الفلسطينية عليه احترام القانون الفلسطيني".
واوضح "اذا كانوا واثقين انه لا يوجد لديهم اختلاسات وان عملهم المالي مضبوط فما الذي يضير في حالة تدقيق مالي من قبل وزارة الداخلية حسب القانون".
وتسيطر حماس على قطاع غزة منذ منتصف يونيو/حزيران 2007 بعد ان طردت عناصر فتح الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد اشتباكات دامية استمرت لاكثر من اسبوع.
وفي رد فعل على هذه التطورات، دعا وزير الاقتصاد الفلسطيني حسن ابو لبدة حماس الى "الامتناع عن القيام باي عمل يهدد العلاقات مع المنظمات غير الحكومية".
وصرح لفرانس برس ان هذه المنظمات مكرسة "لاعادة بناء غزة .. واي توقف لهذه النشاطات ستكون له عواقب وخيمة".
وفي مصر تجري نيابة امن الدولة تحقيقا في شكاوى حول تلقي عدد من المنظمات الاهلية تمويلا خارجيا بشكل غير قانوني.
وياتي التحقيق الذي تقول مصادر انه يركز على التمويل الاميركي، فيما اعلنت الولايات المتحدة الاربعاء انها اعربت للحكومة المصرية عن قلقها حيال مشاعر "مناهضة للاميركيين" تسود بحسبها في البلاد.
وجاء في بيان للسفارة ان "وكالة التنمية الاميركية (يو اس ايد) ساهمت في تلبية احتياجات مصر التنموية لاكثر من ثلاثين عاما، ومول دافعو الضرائب الاميركيون خلال تلك الفترة برامج مساعدة بلغت قيمتها نحو 30 مليار دولار".
واضاف البيان "نعم، لقد اشتملت برامج الولايات المتحدة للمساعدة دائما على تمويل لتعزيز وتوسيع المجتمع المدني في مصر، بما في ذلك المصريون الشجعان الذي يكافحون من اجل الديموقراطية وحقوق الانسان".
وقالت السفارة ان مساعدات التمويل التي تقدمها تتماشى مع "ادق معايير الشفافية والمحاسبة" مؤكدة انها لا تمول جماعات سياسية.