اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يطالبون "بحياة كريمة"

تاريخ النشر: 27 يونيو 2010 - 03:37 GMT
فلسطينيون يصلون بحافلات للمشاركة في تجمع وسط بيروت للمطالبة بحقوقهم المدنية
فلسطينيون يصلون بحافلات للمشاركة في تجمع وسط بيروت للمطالبة بحقوقهم المدنية

تجمع قرابة أربعة ألاف لاجئ فلسطيني في لبنان الأحد في وسط بيروت للمطالبة بحقوقهم المدنية وخصوصا الحق في العمل والتملك.

والتجمع الذي نظمته عشرات المنظمات الفلسطينية واللبنانية غير الحكومية والذي يشارك فيه لبنانيون وأجانب، كان يفترض أن يحصل في الأساس أمام البرلمان، لكن المتظاهرين تجمعوا أمام مقر الأمم المتحدة القريب من مبنى البرلمان.

وتأتي هذه التظاهرة بعد نقاش حاد في البرلمان اللبناني حول منح حقوق مدنية لحوالي 300 ألف فلسطيني يعيشون في 12 مخيما للاجئين عبر البلاد.

ومن الشمال إلى الجنوب، ومن مناطق أخرى أيضا، انطلق لاجئون فلسطينيون من كافة الأعمار من المخيمات التي يعيشون فيها في ظروف بائسة، على متن حافلات كتب عليها "نريد أن نعيش بكرامة".

وكان الكثيرون منهم يرفعون الأعلام اللبنانية والفلسطينية ولافتات كتب عليها إن "العمل حق" وأن من حق اللاجئين أن يمتلكوا مساكن.

ويحظر القانون اللبناني على اللاجئين الفلسطينيين شراء أملاك وممارسة عدد كبير من المهن، ذلك أن اللاجئين الفلسطينيين يعتمدون على مساعدات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وتوافق غالبية الأحزاب السياسية على مبدأ منح هؤلاء اللاجئين الحقوق الأساسية مثل حق ممارسة بعض المهن أو الحق في الاستفادة من قانون الضمان الاجتماعي، إلا أن البعض الأخر، وخصوصا المسيحيين، يدعون إلى وضع ضوابط.

فهم يخشون من "توطين" الفلسطينيين في البلاد في إطار تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ما يؤثر والحالة هذه على التوازن الديموغرافي والطائفي الهش في لبنان، خصوصا وان معظم الفلسطينيين يعتنقون المذهب السني.

وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة تقول أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يبلغ 400 ألف شخص، فان البعض يقول إن الرقم اقرب إلى ما بين 250 و270 ألفا لأن الأمم المتحدة لم تشطب من لوائحها اللاجئين الذين انتقلوا إلى دول أخرى. ويقدر عدد سكان لبنان بأربعة ملايين نسمة.

ومنذ قدموا إلى لبنان اثر قيام دولة إسرائيل في 1948، يقيم اللاجئون الفلسطينيون في 12 مخيما (و27 موقعا أخر على الأراضي اللبنانية) حيث تتلاصق المساكن المبنية بصورة عشوائية في حالة من البؤس الشديد.

وقال محمود رشيد (42 عاما) الذي يعمل في حقل صغير خارج مخيم الرشيدية (جنوب) "نعيش 10 أو 15 شخصا في غرفة واحدة، أولادنا لا مستقبل لهم والمرضى يموتون على أبواب المستشفيات".

أما أم ربيع غنيم التي كانت في طريقها إلى بيروت برفقة زوجها وأولادها الأربعة وحفيدتها فقالت "لقد دمر بيتنا في نهر البارد ولا يحق لنا حتى شراء غرفة صغيرة في طرابلس"، كبرى مدن شمال لبنان.

ودمر مخيم نهر البارد في شمال لبنان أثناء معارك بين الجيش اللبناني وإسلاميين في 2007.