يقول أغلب علماء النفس بأن الكآبة ليست مجرد نوبة من المزاج السيء، لكنها حالة خطرة ومن الضروري أن تؤخذ بجدية. ولكن وفقا لدراسة أخيرة قام بها علماء من الولايات المتحدة الأمريكية تبين أن الكآبة قد يكون لها جانب إيجابي: وهو مساعدة الجسم على مقاومة الإلتهابات.
يعتقد الباحثون من الجامعة الأمريكية في أريزونا وجامعة إموري في جورجيا، بأن الكآبة ظهرت أثناء تطور الجسم الإنساني كنوع من "المساعدة" في محاربة الأمراض المعدية. هذا وقرر العلماء بأن هذا النوع من الإضطراب العقلي قد يكون مفيدا بالنسبة للبشر عندما درسوا إحصائيات حالات الكآبة في الولايات المتحدة. حيث يعاني واحد من كل عشر أشخاص بالغين من الكآبة.
هذا وإقترح الباحثون بأن وجود الكآبة لم يكن عرضيا وانما "مدموغ بعمق في الدماغ الإنساني". ويعتقد أطباء النفس بأن المرض ظهر كرد فعل إتجاه الأمراض المعدية، التي كانت تهاجم الإنسان بشكل دوري. في الحقيقة، استخدموا مثال الإصابة بالإنفلونزا، حيث تشير معظم النصائح الى عدم الخروج من البيت، الإسترخاء أكثر، وتقليل الحركة.
بينما يبدأ الشخص الذي تتغلب عليه الكآبة، بإتباع هذه القواعد تلقائيا. فهو لا يرغب في مقابلة أي شخص، يصبح خاملا ويخسر الشهية. مثل هذا السلوك مفيد جدا لمكافحة الأمراض المعدية: حيث يوجه الجسم كل مصادره لمقاومة المرض بدلا من إهدار الطاقة على النشاطات الأخرى. بالإضافة، عندما تتغلب الأفكار الحزينة على الشخص، يقل التواصل مع الآخرين، مما يقلل إمكانية نقل العدوى الى شخص آخر أو الاصابة بعدوى جديدة.
يقول العلماء بأن " دواء الكآبة" كان فعالا قبل عدة سنوات، عندما لم يكن الدواء متوفرا للجميع. فقد كان الشخص ينقذ نفسه والمقربين منه، عن طريق تغير نمط سلوكه الاجتماعي والإستسلام لتأثيرات الكآبة.
هذا ووفقا لأطباء النفس الأمريكان، فإن الإصابة بالمرض كانت تجعل المريض أكثر عرضة للمفترسين. ولتجنب تحوله الى هدف سهل منح التطور الإنسان الأول الكآبة والأمراض المعدية مع تأثير جانبي جيد - وهو البقاء يقظا. فالكآبة تسبب الأرق وقلة النوم. ولكن هذه مجرد نظريات ولا زالت بحاجة الى المزيد من الدراسات لإثباتها.