السلطة تتهم اسرائيل بعرقلته: بيان للرباعية يدعو لاتفاق خلال عام

تاريخ النشر: 19 أغسطس 2010 - 10:08 GMT
بيان للرباعية يدعو لاتفاق خلال عام
بيان للرباعية يدعو لاتفاق خلال عام

تبحث القوى العالمية التي تواجه مهلة حاسمة في عملية السلام في الشرق الاوسط مسودة بيان يدعو اسرائيل والفلسطينيين الى الدخول في محادثات مباشرة تنتهي بالتوصل الى اتفاقية خلال عام.

وقالت مصادر دبلوماسية ان أعضاء ما يعرف باللجنة الرباعية لاحلال السلام في الشرق الاوسط وهي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة تبحث مسودة الدعوة وقد تصدر بعد ظهر الجمعة.

وقالت اللجنة الرباعية في يونيو حزيران الماضي انه من المتوقع أن تنتهي محادثات السلام خلال 24 شهرا. وتتحدث المسودة الجديدة عن 12 شهرا. وتعتزم حكومة السلطة الفلسطينية الانتهاء من تأسيس كل ملامح الدولة في منتصف عام 2011 .

ويقول دبلوماسيون ان فكرة أن الاعلان عن دولة من جانب واحد قد تنال تأييدا اذا لم تبدأ المحادثات أو اذا انهارت خلال الاثنى عشر شهرا القادمة تحظى باهتمام.

واستؤنفت عملية السلام في مايو أيار الماضي بعد توقف دام 19 شهرا ولكنها تعثرت بسبب الشروط لانتقال رمزي من محادثات غير مباشرة تجرى بوساطة من المبعوث الامريكي للسلام جورج ميتشل الى مفاوضات مباشرة.

وتصر اسرائيل على أنها مستعدة للمحادثات المباشرة شريطة ألا تكون هناك شروط مسبقة. والفلسطينيون مستعدون على أن يكون هناك جدول أعمال واضح. وتقول اسرائيل ان جدول الاعمال يعني شروطا مسبقة.

ويقول دبلوماسيون ان تذليل العقبة المتعلقة بالشروط أمر ضروري.

وكان من المتوقع منذ يوم الاثنين أن تصدر اللجنة الرباعية بيان "دعوة للمحادثات". وقالت المصادر الدبلوماسية ان المفاوضين يناقشون صيغة المسودة يوم الخميس.

ويريد الرئيس الامريكي باراك أوباما أن تبدأ المحادثات المباشرة قبل 26 سبتمبر أيلول القادم بوقت كاف حيث من المقرر أن ينتهي في ذلك اليوم حظر مدته 10 أشهر فرضته اسرائيل على البناء في مستوطنات الضفة الغربية. ومن شأن العودة الكاملة لبناء المستوطنات أن يؤدي الى انهيار المحادثات في أفضل الاحوال.

وتؤكد مسودة اللجنة الرباعية من جديد "التزاما كاملا بكل بياناتها السابقة." ودعت بيانات اللجنة الرباعية الصادرة هذا العام من موسكو وتريست ونيويورك اسرائيل الى وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

ولكن المسودة لا تكرر صراحة هذا المطلب وهو الامر الذي سيرفضه اليمينيون في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية المنتمية الى يمين الوسط.

وتنص المسودة ببساطة على أن المفاوضات المباشرة الثنائية التي تحل جميع القضايا المتعلقة بالحل النهائي يجب أن "تؤدي الى تسوية يتم التفاوض عليها بين الطرفين تنهي الاحتلال... وتقود الى" دولة تعيش في سلام مع اسرائيل.

وتقول ان المفاوضات "يمكن أن تستكمل خلال عام." وتضيف أن النجاح يتطلب الدعم المتواصل من الدول العربية.

ويمكن أن يستفيد نتنياهو سياسيا من الانتقال الى المحادثات المباشرة لان ذلك يدحض فكرة سائدة في الخارج بأنه لا يسعى حقيقة للسلام.

وعلى النقيض من ذلك هناك الكثير الذي قد يخسره الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الصعيد السياسي. وفي حقيقة الامر فانه سيدمر اذا خرج بعد شهور من المحادثات كمفاوض فاشل.

وستعطي دعوة اللجنة الرباعية اذا قبلها نتنياهو كأساس للمحادثات لعباس الدعم الذي يحتاجه.

ولا يعتقد كثير من الفلسطينيين والاسرائيليين أن المحادثات المباشرة ستؤدي الى اتفاقية سلام قريبا أو أن الاتفاقية ستنفذ اذا تم التوصل أصلا الى اتفاقية.

والاهتمام في الحكومة الائتلافية في اسرائيل ينصب أكثر على مهلة 26 سبتمبر أيلول حيث تعارض الاغلبية في مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر الذي يضم سبعة أعضاء تمديد الحظر على بناء المستوطنات بينما تسعى أقلية وراء حل وسط يمكن لعباس أن يقبله.

وأحد الافكار هي السماح بالبناء في المستوطنات الكبيرة القائمة التي تتوقع اسرائيل أن تحتفظ بها في اطار أي اتفاق للسلام وليس في المستوطنات المتوقع أن تسلمها للفلسطينيين في اطار مبادلة للاراضي.

من جهته قال عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لوكالة فرانس برس "ان هناك تحركات مستمرة مع كل الاطراف الدولية ونتوقع ان الامور تتبلور لاصدار بيان الرباعية خلال الساعات القليلة القادمة".

واضاف الاحمد "نامل ان يلبي البيان المطالب الفلسطينية ويوفر البيئة المناسبة التي طالبت بها لجنة المتابعة العربية لدخول المفاوضات المباشرة".

وتابع "ان الاتصالات مستمرة مع جميع الاطراف العربية الشقيقية واللجنة الرباعية" وان القيادة الفلسطينية اكدت خلالها على "تمسكها بضرورة التاكيد على بيانات الرباعية السابقة بما فيها بيان اذار/مارس الماضي وبيان موسكو التي اكدت على وقف الاستيطان وحددت مرجعية حدود الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 لاقامة الدولة الفلسطينية عليها".

وقال "اذا ما شكل البيان اساس الدعوة للمفاوضات وفق هذه المطالب الفلسطينية سيكون منسجما مع الموقفين العربي والفلسطيني".

وحمل الاحمد الحكومة الاسرائيلية "مسؤولية تاخر صدور بيان الرباعية بسبب الموقف الاسرائيلي الاستباقي برفض البيان قبل ان يصدر".

وقال في هذا الصدد "انه كان مفترض ان يصدر بيان الرباعية امس كما علمنا لكن الرفض الاسرائيلي سبب تاخر البيان وافسد الاجواء".

واضاف "لكن الاتصالات المكثفة ربما ستسفر عن صدور بيان جديد للرباعية للدعوة للمفاوضات المباشرة خلال الساعات القليلة القادمة".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعلن استعداده لبدء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل اذا دعت اليها اللجنة الرباعية "وفق قرارها الصادر في 19 آذار/مارس 2010".