الحرب الثالثة بين لبنان واسرائيل: ستكون اعنف بكثير

تاريخ النشر: 02 يوليو 2010 - 04:07 GMT
الحرب الثالثة ستكون اعنف
الحرب الثالثة ستكون اعنف

تساءل الكاتب الاسرائيلي آري شافيت في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة عن الشكل الذي ستبدو عليه حرب ثالثة بين اسرائيل ولبنان. وهو يتصور أنها ستكون، بصورة أكثر أو أقل، على النحو الآتي: لمدة ثلاثة ايام أو أربعة سيسقط ما بين 2،000 و 3،000 صاروخ على اسرائيل كالمطر. معظمها ستكون قصيرة المدى تطال مناطق من حيفا وإلى الشمال منها. بعضها متوسط المدى تضرب هرتسليا والمناطق إلى الشمال منها. عدد قليل سيكون طويل المدى يضرب تل ابيب، مركز اسرائيل والنقب الشمالي.
من 160 قرية شيعية في الجنوب اللبناني تحولت إلى قواعد لإطلاق الصواريخ، ستهاجم اسرائيل الجبهات الداخلية العسكرية والمدنية كما لم تفعل من قبل. وسيكون الرد الاسرائيلي مزلزلا. سلاح الجو سيدمر أهدافا لحزب الله ملاصقة للمدارس والمستشفيات. وسيدمر الجيش الاسرائيلي أهدافا لحزب الله حتى لو نتج عن الهجوم البري خسائر اسرائيلية فادحة. ونتيجة للهجوم الاسرائيلي المضاد، ستتلاشى تدريجيا نيران الصواريخ. وبعد فترة ستصاب بالشلل. وسيموت الآلاف من اللبنانيين بينهم مدنيون كثيرون. وفي اسرائيل سيموت المئات من الجنود والنساء والأطفال. الحرب اللبنانية الثالثة ستكون أعنف بكثير من نسخة الحرب اللبنانية الثانية، مع نتائج مشابهة لحرب تشرين الأول (اكتوبر) 1973 "حرب يوم الغفران".
لقد انتشرت موجة من الاشاعات في اسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة: الحرب ستندلع بالفعل خلال الصيف الحالي. والاشاعات مبالغ فيها وسابقة لأوانها. وبالنسبة الى الوقت الحالي، شمال اسرائيل هادئ. سوريا وحزب الله تم ردعهما. ويعلم كل من الرئيس السوري بشار الأسد وزعيم حزب الله حسن نصر الله ماذا يتوقعان إذا قاما بالهجوم، لذلك هما ليسا مهتمين في انفجار فوري للأوضاع. ويعلم الجميع أن الحرب القادمة ستكون رهيبة، لذلك ليس هناك احد متحمس لبدئها. لا أحد سيخاطر بعمل عنف محدود يمكنه ان يطلق الشرارة لعملية غير مسبوقة.
ويحافظ توازن الرعب الحقيقي على الهدوء، لذلك يمكننا أن نواصل متابعة كأس العالم لكرة القدم. ولعب كرة المضرب على الشاطئ. حرب لبنان الثالثة لن تندلع غدا، لكنها قد تندلع بعد غد. بل سوف تندلع بعد غد.
ومن المرجح أن يطلق سيناريوهان الحرب بعد غد. أحدهما هجوم إسرائيلي على إيران. ليس هناك مجال للشك في أنه إذا ما سددت إسرائيل ضربةً الى أحمدي نجاد، فإن الرئيس الإيراني سيضرب إسرائيل بمساعدة قواته المتقدمة جنوب نهر الليطاني اللبناني. والسيناريو الثاني هو تسلح إيران نوويا. فبعد حصول إيران على قدرة غير تقليدية، ستشعر بالحرية لإطلاق حرب غير تقليدية تجعل إسرائيل تنزف وتضعف. وسواء قامت اسرائيل بالهجوم أو صار لدى إيران اسلحة نووية، فإن النتيجة هي نفس حرب الصواريخ في الشمال.
في الأسبوع المقبل سيلتقي الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. وسيتحدث أوباما عن فلسطين، بينما سيتحدث نتنياهو عن إيران. لكن على الزعيمين كليهما أن يتحدثا عن حرب لبنان الثالثة- حرب من المرجح أن تندلع خلال ولايتيهما وستحمل أسميهما. حرب يجب أن يتجنبها أوباما ونتنياهو.
ولتجنب حرب لبنانية ثالثة يجب على اوباما عمل شيئين: الكف عن دفع اسرائيل نحو زاويةوابداء زعامة اقليمية. ويقوم اوباما بعمل عكس ذلك. انه يواجه التحدي الايراني بتردد. وهو ينقل الى الشرق الاوسط انطبعاً بالافتقار الى التصميم. ومن دون قصد، يبدورئيس السلام عرضةً لخطر تقريب اجل الحرب التالية.
ولمنع الحرب اللبنانية الثالثة، يجب على نتنياهو عمل شيئين: اخراج اسرائيل من الزاوية واظهار زعامة ايجابية ذات مبادرة. وهو يعمل عكس ذلك. فتماما مثلما كانت مخازن الطوارىء للجيش الاسرائيلي خاويةً عشية حرب لبنان الثانية، فان مخازن الطوارىء الدبلوماسية فارغة. واذا كان على اسرائيل استخدام القوة للدفاع عن نفسها، فلن يفهما احد ويقف الى جانبها. ومن المثير للسخرية ان اسرائيل في عهد رئيس وزراء يؤمن بقوة الدبلوماسية قد حققت عزلة تامة واصبحت في ضعف دبلوماسي خطير يقرب اجل الحرب التالية.
ان على اوباما ونتنياهو كليهما ان يتنبها. والصفقة معهودة: عمل اميركي متسم بالتصميم تجاه ايران، مقابل مبادرة اسرائيلية متسمة بالتصميم تجاه سوريا وفلسطين. وهذه الصفقة لا يمكن عقدها الا بين هذين الزعيمين اللذين سينظر كل منهما الى الآخر عن كثب يوم الثلثاء المقبل في المكتب البيضاوي في البيت الابيض. واذا لم يغير اوباما ونتنياهو طريقتيهما في العمل ويتعلم كل منهما كيفية العمل مع الآخر، فسيتحملان مسؤولية شخصية عن نتائج الحرب اللبنانية الثالثة