قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة صحفية نشرت الثلاثاء ان تركيا تقوم بدور تتزايد أهميته في استقرار المنطقة في الوقت الذي تنأى فيه القوى الغربية بنفسها عن أنقرة.
وعندما سئل الاسد عما اذا كان يشعر بأن تركيا تبتعد عن الغرب وحلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة لصالح الدول الاسلامية قال لصحيفة بيلد الالمانية اليومية واسعة الانتشار انه يشعر أن هذه ليست مسؤولية تركيا.
وقال خلال المقابلة "أقول أن الغرب هو الذي يبتعد عن تركيا."
ويساور القوى الغربية قدرا من القلق من زيادة تقرب تركيا الى دول اسلامية مجاورة مثل ايران وسوريا رغم أن أنقرة ترى أن لها دورا كقوة للاستقرار في المنطقة.
وهناك جذور اسلامية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لكنه يعتبر نفسه مرادفا للاحزاب المسيحية الديمقراطية المحافظة في أوروبا التي تتبنى سياسات ليبرالية في الاقتصاد وسياسات محافظة في القضايا الاجتماعية. وفاز الحزب مرة أخرى في انتخابات أجريت عام 2007 بعد حصوله على أكبر عدد من الاصوات منذ عشرات السنين.
ومنذ ذلك الحين عززت تركيا علاقاتها وروابطها التجارية مع الدول العربية ورفعت القيود عن اصدار تأشيرات دخول لمواطني عدة دول منها سوريا. وتهدف أنقرة الى اقامة منطقة للتجارة الحرة دون قيود على التأشيرات مع سوريا ولبنان والاردن.
وقال الاسد "أعتقد أن الدور الذي قامت به تركيا في المنطقة خلال السنوات الثلاث المنصرمة مهم... أحدثت قدرا من التوازن في هذه المنطقة المضطربة."
وتطرق الاسد الى محاولة تركيا المتعثرة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي قائلا ان على الاتحاد أن ينفذ مباديء الانفتاح والحوار الثقافي التي يتبناها بقبوله عضوية تركيا.
وأردف قائلا "لابد أن تطلبوا من تركيا بشكل صريح الانضمام الى الاتحاد الاوروبي لان هناك حاجة لوجود بلد مسلم حتى لا يكون الاتحاد ناديا حكرا على المسيحيين."
وبدأت تركيا التي يقع جزء منها في اسيا والاخر في أوروبا المفاوضات الرسمية للحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي في 2005 لكن شكوكا في بعض العواصم الاوروبية بشأن قبول عضوية بلد مسلم يسكنه 74 مليون نسمة جعلت أوروبا تحجم عن الترحيب بها.
وصرح الرئيس التركي عبد الله جول الذي قال انه يشعر بالاحباط ازاء العراقيل التي تحول دون عضوية بلاده في الاتحاد الاوروبي لرويترز خلال مقابلة بأن أنقرة تقيم الان علاقات أوثق مع روسيا ودول اسيا الوسطى حيث تزدهر علاقاتها التجارية.