الأخصائيون في الجيش الأميركي يفشلون في منع حالات الانتحار بين الجنود

تاريخ النشر: 28 سبتمبر 2010 - 06:45 GMT
حالات الانتحار في تزايد
حالات الانتحار في تزايد

يبحث الاخصائيون النفسيون في الجيش الأميركي اسباب فشل الجهود المبذولة للحيلولة دون إقدام جنود أميركيين ممن يخدمون في العراق وأفغانستان على الانتحار بسبب حالات الاكتئاب التي يعانونها ومشاعر عدم الثقة بأن الجيش لا يساعدهم.
وقد أفاد تقرير ينشر يوم الثلاثاء عرضت صحيفة القدس المقدسية بعض فقراته  أن أكثر من 25 في المئة من الجنود الذين شاركوا في الحرب على العراق في ولاية فرجينيا يقول ان اصابات في الرأس تتعلق بالمهام القتالية قد لحقت بهم وان ثلثيهم اصيبوا بالاكتئاب.

وقال مسؤولون عسكريون أميركيون كبار إن التدريبات الهزيلة ونقص التنسيق والامتدادات المكانية الشاسعة العسكرية تعد عوامل إضافية. غير أن العقيد جون برادلى رئيس قسم العلاج النفسى فى المستشفى العسكري في واشنطن والتر ريد صرح بأن لديه خطة جديدة تتضمن 76 بندا تحدد طرق تحسين الوضع.

واضاف أن طاقما من الخبراء يقضون عاما فى لقاءات مع الجنود الذين حاولوا الانتحار الى جانب الالتقاء بأسرهم وأشخاص آخرين من أجل الخطة والتقرير اللذين قدما الشهر الماضى الى وزير الدفاع الأميركي روبرت وتعرض على الكونغرس خلال 90 يوما. ويوصي التقرير بأن يضطلع مكتب وزير الدفاع بمهام التنسيق فى جهود تفادى الانتحار.

وأشار غيتس، فى ندوة عن الطب العسكرى الذى ترعاه جامعة الخدمة الموحدة للعلوم الصحية ومؤسسة "هنرى م جاكسون"، الى أنهم معنيون بأسباب الفشل، مشيرا إلى أن كافة فروع القوات المسلحة الأميركية مثل الجيش والقوات الجوية والأسطول والبحرية، قد أخفقت في التنسيق فيما بينها فيما يتعلق ببرنامج معني بتفادي الانتحار في صفوف الجنود الأميركيين.

وذكر برادلى أن التدريبات لمنع محاولات الانتحار أخفقت فى الغالب لأن الذين يديرون الجلسات النفسية لا يفهمون أهميتها، إذ يتندرون عليهم وربما يصيبون مشاعرهم بأذى.

يذكر أن نحو 1.9 مليون من الجنود الأميركين من الجنسين قد تم نشرهم في العراق وأفغانستان حتى الآن. وأكد العقيد شارلز هوغ أنهم بذلوا أقصى جهودهم فى هذا الشأن غير أنه بالرغم من كل ما فعلوه، فلا تزال معدلات الانتحار فى ازدياد، لا سيما بين الجيش والبحرية، مضيفا أن النسبة الغالبة من المجندين الشباب والجنود المحنكين لم ينبروا لمعاونتهم.

وقال إن الأمر ليس في فكرة كيفية التعامل على نحو مختلف، والذى سوف يؤثر بطريقة ما على مستقبلهم المهنى، ولكن هذا النظام قد يفقد مصداقيته، وسوف تنسحب عدم المصداقية أيضا على الأطباء الذى يساعدونهم، فالمجنودون لايثقون بنا، ويعتقدون أننا نتكلم معهم بألسنة متشعبة.

وقال خبراء إن غالبية محاولات الانتحار تسود بين المجندين الشباب من البيض. أما مجندى البحرية فهم صغار السن، ويثقون بأنفسهم، وعدوانيين أيضا، فهم آخر من يرفع يده ويقول هناك مشكلة، وهذا ما قاله الأدميرال ريتشارد زيمر فى البحرية الأميركية.

واتفق كل من هوغ وبرادلى على أن القوات التى تسعى لخدمات العلاج النفسية ربما تفقد رخصتها الأمنية، وأسلحتها، وقد يتغافلون عن المهام الحيوية لمستقبلهم. ووشدد هوغ على انه عندما يعود هؤلاء الى ديارهم بعد الحرب، فإن المهارات التى ابقتهم على قيد الحياة تحت النيران، ستجعلهم فاقدى القدرة كمواطنين فى المجتمع.

ونقلت وكالة "رويترز" عن ماري بيث دونكنبرغر وهي من كبار مديري البرامج في معهد السياسات والحكم الرشيد والمشرفة على تقرير معهد فرجينيا الذي يصدر يوم الثلاثاء قولها ان عينة منتقاة من قدامى المحاربين في العراق وافغانستان قالوا انهم كانوا يخشون من الاعتراف بمعاناتهم من اضطرابات ما بعد الصدمة خلال اجراءات تسريحهم من الخدمة العسكرية وذلك خشية ان يبعدهم ذلك عن اسرهم ويلحق الضرر بحياتهم العملية.

ويشير التقرير الى ان 66 في المئة من قدامى المحاربين في حربي العراق وافغانستان كانوا يعانون بدرجة ما من الاكتئاب وهم يلون في الترتيب مصابي حرب فيتنام وافاد التقرير بان عشرة في المئة منهم يعانون من درجة عالية من الاكتئاب. وقال 13 في المئة انهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة في حين قال 26 في المئة ان اصابات لحقت برؤوسهم تتعلق بالخدمة العسكرية. ويرجع الفضل الى حد كبير الى الدروع الواقية للجسم في حماية نسبة كبيرة من الجنود من الانفجارات والهجمات في هاتين الحربين بالمقارنة بحروب سابقة

وقالت دونكنبرغر "خلال اجراءات التسريح يتوق الجنود نوعا ما الى رؤية افراد اسرهم وأنهم اذا اعترفوا بانهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة فانهم يدركون انه قد تمضي بضعة اسابيع قبل ان يروا ذويهم لذا فانهم يميلون الى التقليل من حجم الاعراض التي يكابدونها".

وقالت "كما ان جنودا في الخدمة يعزفون عن البوح بما في نفوسهم لانهم يخشون ان يؤثر ذلك على مسيرتهم المستقبلية في الجيش... كما ان اولئك العائدين الى الحياة المدنية يخافون الا يقبل احد توظيفهم اذا علم انهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة".

ويتضمن التقرير مقابلات مع أكثر من الفين من قدامي المحاربين في ولاية فرجينيا بما في ذلك محاربون قدماء من حربي فيتنام وكوريا ومن بين 800 الف من قدامى المحاربين في الولاية خدم نحو 260 الفا منهم في العراق وافغانستان

وتوصل التقرير الى ان بواعث القلق الرئيسية بين المحاربين القدماء كانت صعوبة الوصول الى الخدمات الطبية والعلاج لاسيما في المناطق الريفية والنائية.

وقالت دونكنبرغر "مبعث القلق الاكبر هو ان جميع المشاكل التي شوهدت حتى الان من اصابات الرأس واضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب ربما تكون مجرد قمة جبل الجليد".