السؤال:
أنا فتاة دورتي الشهرية بين 7 إلى 8 أيام، ولم أكن أعلم أبدا أن الإفرازات البنية التي أحيانا تستمر لـ 9 أيام أو 10 تشبه نهاية الدورة هي ليست منها، ويجب بعدها أن أستحم وأن أتوضأ لكل صلاة وأصليها.
أولا: كيف أعرف أن هذه من الدورة أم لا؟ خاصة أني آخذ أدوية حديد والتهاب فتضطرب دورتي، وخاصة أن هذه الإفرازات تشبه نهاية الدورة لدي؛ فأصبحت أشك حتى أنه يمكن أن تكون دورتي أقل من 7 أيام ففي نهايتها يمكن أن تتوقف كم ساعة ثم أراها مرة أخرى، هذا في اليوم السابع، وأحيانا قليلة تستمر لليوم الثامن والتاسع، وتكون مثل آخر الدورة كاللون والرائحة، ماذا أفعل؟ قلت لكم سابقا: إني أوسوس بسرعة.
وماذا أفعل بكل صلواتي الماضية وأنا لم أكن أعرف ولا أعرف عددها؟ أرجوكم أجيبوني بسرعة، ولا تحيلوني لحالات أخرى.
الإجابــة:
من الناحية الشرعية: الإفرازات البنية إن كانت التي يُسميها الفقهاء (الكُدرة) وهي تُشبه لون الماء الوسخ، يعني كلون الماء حين يُوضع به تراب ونحو ذلك، فهذه ليست من الدماء، ولكن هل تأخذ حكم الحيض فتعامل المرأة نفسها على أنها حائض أو لا؟
الذي نُفتي به نحن في موقعنا هذا أن الكدرة –أو الصُّفرة– تُعتبر حيضًا إذا كانت في مدة العادة، أو كانت متصلة بالدم -أي لم يفصل بينها وبين الدم فاصل– ولو كانت خارج أيام العادة، وما عدا هذا فإن هذه الكدرة ليست حيضًا، هذا مذهب الحنابلة، وهو الذي نُفتي به في موقعنا هذا.
وعليه فما كنت تفعلينه أنت من كونك تعتبرينها من الحيض؛ لأنها متصلة بالدم، وتستمر لليوم التاسع أو لليوم العاشر، فهذا تصرُّف صحيح، إذا كنت تقصدين بقولك (لتسعة أيام أو عشرة أيام) أي اليوم التاسع واليوم العاشر مع الدم الذي كان قبل هذه الكُدرة.
أما إذا كنت تقصدين بأنها تستمر لتسعة أيام هي بنفسها زائدة عن أيام الدم السبعة أو الثمانية فهذا سيكون مجموعه أكثر من خمسةَ عشر يومًا، ومن ثمَّ فلا يمكن اعتبارها حيضًا؛ لأن أكثر الحيض خمسةَ عشر يومًا، وفي هذه الحالة –أعني عندما يزيد مجموع هذه الإفرازات البنية مع الدم الذي قبلها– عندما يزيد عن خمسةَ عشر يومًا فإنك تعتبرين أيام عادتك هي الحيض، وما زاد على ذلك استحاضة، تُصلين فيها وتصومين.
أما إذا كان مجموع الدم وهذه الكدرة تسعة أيام أو عشرة أيام فهذا كله حيض ما دامت هذه الكدرة متصلة بالدم.
وبهذا يتضح لك الأمر -إن شاء الله تعالى- وتزول عنك الإشكالات. هذا عن الكدرة أو الإفرازات البنية.
أما الدماء التي تأتيك بلون الدماء فإنها تُعتبر حيضًا، سواء كانت في أيام العادة أو في غير أيام العادة، ما دام مجموع هذه الدماء بما يتخللها من أيام انقطاع، إذا كان مجموع هذه الأيام –أيام الدماء وأيام الانقطاع التي تكون بينها– خمسةَ عشر يومًا أو أقل فهذه الدماء كلها حيضة واحدة، والطُّهر الذي يقع خلالها بعض العلماء يرى بأنه طُهر صحيح، أي تصلين فيه بعد الاغتسال، فإذا عاد الدم رجعت إلى الحيض مرة ثانية.
أما إذا كان يزيد على خمسة عشر يومًا فحينها يتبين أنك مُستحاضة، وهذا لم يتضح لنا من كلامك أنه يزيد على خمسةَ عشر يومًا.
والخلاصة –أيتهَا البنت الكريمة– أننا حاولنا إيضاح الحكم الشرعي بقدر الاستطاعة من خلال ما وصفت لنا من معلومات، وإن كانت هذه المعلومات تحتمل أوجهًا متعددة، فإذا كان الجواب وافيًا بما أردتِ فالحمد لله، وإلا فإن عليك أن تذكري بالتفصيل ما الذي يجري لك، مُبيِّنة ذلك بعدد الأيام وزمن الدماء، وزمن الانقطاع حتى تُجابي عنه جوابًا دقيقًا.
المزيد:
10 أعراض تؤكد اقترابك من انقطاع الطمث... راقبيها!
ما هي المدة الصحية للدورة الشهرية؟
نصائح لنوم صحي ومريح أثناء الدورة الشهرية