اسطول غزة يستعد للابحار رغم التهديدات

تاريخ النشر: 26 يونيو 2011 - 08:13 GMT
ناشطون يلوحون من على متن سفينة الكرامة عند ابحارها من كورسيكا السبت للانضمام الى اسطول الحرية المتوجه الى غزة
ناشطون يلوحون من على متن سفينة الكرامة عند ابحارها من كورسيكا السبت للانضمام الى اسطول الحرية المتوجه الى غزة

يستعد ناشطون من 22 بلدا للابحار هذا الاسبوع من اليونان على متن عشرة سفن في اطار "اسطول حرية" لنقل مساعدة انسانية الى قطاع غزة رغم تهديدات اسرائيل ومعارضة الامم المتحدة.

وتعد هذه ثاني محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ خمس سنوات، ويشارك فيها هذه السنة 350 ناشطا متضامنا مع القضية الفلسطينية بينهم الكاتب السويدي هينينغ مانكيل وبعض الصحافيين وذلك للسنة الثانية على التوالي.
وقد اسفرت المحاولة الاولى للاقتراب من قطاع غزة في ايار/مايو 2010 عن مقتل تسعة اشخاص في الهجوم الدامي الذي شنته البحرية الاسرائيلية على السفينة التركية مافي مرمرة التي كانت اكبر مراكب الاسطول.
وتسبب ذلك الهجوم الاسرائيلي بازمة غير مسبوقة في العلاقات بين انقرة وتل ابيب واثار استنكارا دوليا.
وما زالت اسرائيل تحتجز مركبين يونانيين كانا مشاركين في هذا الاسطول الاول الذي اطلق عليه "اسطول الحرية".
وحذر سفير اسرائيل في الامم المتحدة رون بروسور الخميس من ان اسرائيل "مصممة" على وقف هذا الاسطول الجديد مؤكدا ان من "حقها الدفاع عن نفسها".
وقال ان المشروع "يندرج بوضوح في اطار عملية سياسية" مضيفا انه "اقرب الى الاستفزاز ولا يمت بصلة الى مساعدة انسانية".
من جانبه اعرب لين باسكو مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف الشؤون السياسية امام مجلس الامن الدولي عن معارضة المنظمة للعملية وقال ان بان كي مون "كتب الى الحكومات المعنية طالبا منها ان تمارس نفوذها لردع الاساطيل التي يمكن ان تثير تصعيدا خطيرا".
من جهة اخرى حذرت اسرائيل الاحد المراسلين الاجانب من الانضمام الى هذا الاسطول.
وبحسب مدير المكتب الصحافي الحكومي الاسرائيلي فان المراسلين الاجانب الذين سينضمون الى هذا الاسطول سيمنعون من دخول اسرائيل لمدة 10 سنوات.
واضاف اورين هيلمان في رسالة موجهة الى ممثلي وسائل الاعلام الاجنبية "لتكن الامور واضحة (...) المشاركة في هذا الاسطول انتهاك طوعي للقانون الاسرائيلي وقد يكلف من يخرقه منعا من دخول اسرائيل لمدة 10 سنوات ومصادرة المعدات وعقوبات اضافية" لم يحددها.
وقد نصحت معظم الدول المعنية وفي طليعتها الولايات المتحدة وكذلك فرنسا واليونان مواطنيها بعدم المشاركة في الاسطول.
وفي الولايات المتحدة اعرب العديد من اليهود الاميركيين عزمهم على الابحار في سفينة ترفع علما اميركيا للانضمام الى الاسطول بينما طلب ناشطون ايرلنديون من حكومتهم التدخل لدى اسرائيل من اجل الحصول على الاذن بالرسو في القطاع الفلسطيني.
وتشارك فرنسا بمركبين سيبحر احدهما من اليونان بينما غادر الثاني جزيرة كورسيكا السبت وعلى متنه ستة اشخاص.
ويشمل الاسطول ايضا سفينة من ايطاليا وواحدة من ايرلندا واخرى من اسبانيا وسفينتين يونانيتين-سويديتين-نروجيتين وسفينة شحن لفلسطينيي الشتات لكن من دون السفينة التركية مافي مرمرة.
واعلن الكابتن فاغيليس بيسياس احد المسؤولين اليونانيين عن تنظيم "زورق من اجل غزة"، ان بعض الزوارق ستبحر من عدة موانىء يونانية بينما ستعبر اخرى المياه اليونانية على ان تلتقي جيمعا في عرض البحر.
واوضح ان اليونان ستكون نقطة الانطلاق بسبب "موقعها الجغرافي وعلاقاتها التاريخية والثقافية" مع الدول العربية.
وتحمل اثنان من سفن الشحن ادوية وسيارة اسعاف وكمية من الاسمنت.
وقال بيسياس ان "ما جرى السنة الماضية يقلقنا كثيرا (..) لكننا عازمون على التوجه الى غزة، ان هدفنا ليس فقط كسر الحصار بل ايضا ان نثبت للاسرائيليين وشعوب المنطقة ان بامكانهم العيش في انسجام بين بعضهم البعض".
ويخضع قطاع غزة حيث يعيش 1,5 مليون فلسطيني على مساحة 362 كلم، الى حصار شددته اسرائيل في حزيران/يونيو 2007 بعد سيطرة حركة حماس على القطاع.
وندد الكاتب السويدي هينينغ مانكل الذي سيشارك في العملية، بما سماه "ضربا من التمييز العنصري".
لكنه لا يتوقع الوصول الى ساحل غزة وصرح لفرانس برس "انني اتوقع ان يوقفنا الاسرائيليون بطريقة او باخرى".
وفي 2010 وبعد خمسة ايام من الهجوم الدامي على مافي مرمرة سيطرت اسرائيل ايضا بدون عنف هذه المرة، على سفينة الشحن راشيل كوري الانسانية الايرلندية التي كانت ايضا متوجهة الى غزة.