ارتفاع عدد القتلى في سوريا وايطاليا تستدعي سفيرها

تاريخ النشر: 02 أغسطس 2011 - 12:58 GMT
ارشيف
ارشيف

ارتفع عدد القتلى في حملة القمع لمعارضي الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة حماة ومناطق اخرى يوم الثلاثاء مما دفع الغرب الى اهالة مزيد من الضغوط على دمشق.

وقال شهود ان الدبابات قصفت أحياء سكنية في حماة بعد صلاة المغرب يوم الاثنين أول ايام شهر رمضان. وشهدت مدينة حماة مذبحة عام 1982 حين واجه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد تمردا اسلاميا مسلحا.

وذكر ناشطون مدافعون عن حقوق الانسان ان الهجمات التي شنتها قوات الاسد خلال الليل ويوم الاثنين في شتى انحاء سوريا أدت الى مقتل 24 مدنيا على الاقل من بينهم عشرة في حماة حيث بدأت قوات الجيش والدبابات عملية عنيفة لاستعادة السيطرة يوم الاحد الماضي.

وقال شهود وسكان وناشطون ان ذلك رفع عدد القتلى في سوريا خلال الايام الثلاثة الماضية الى نحو 134 قتيلا من بينهم 90 في حماة.

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان "جماعات ارهابية مسلحة" قتلت ثمانية من أفراد الشرطة في حماة. وتلقي الحكومة السورية على هذه الجماعات مسؤولية معظم اعمال القتل خلال انتفاضة مستمرة منذ خمسة اشهر وقالت ان أكثر من 500 من أفراد الجيش والامن قتلوا.

ودفعت محنة حماة الكثير من السوريين الى تنظيم مسيرات تضامن منذ بدء رمضان لكن رد الاسد العنيف يشير الى انه يرفض مطالب التغيير التي اجتاحت سوريا ومناطق كثيرة من العالم العربي هذا العام.

وتعرضت سوريا لادانة دولية للاجراءات الخشنة التي تتخذها ضد المحتجين لكنها يجب الا تخشى تدخلا عسكريا أجنبيا مثل الذي يقوم به حلف شمال الاطلسي لمساعدة المعارضة في ليبيا.

ودعا الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة يوم الثلاثاء الى انهاء سريع للعنف في سوريا لكنه قال ان التدخل الاميركي المباشر غير محتمل وان واشنطن لن تذهب أبعد من مواصلة الضغط على الرئيس السوري لتطبيق الاصلاحات.

وقال مولن للصحفيين في ختام زيارة للعراق "فيما يتعلق بسوريا نشجب العنف ويجب ان يتوقف العنف بأسرع وقت ممكن."

وأضاف "لا توجد أي مؤشرات على ان الاميركيين.. على اننا سنتدخل بشكل مباشر في هذا. اعتقد اننا سياسيا ودبلوماسيا نريد ان نمارس أكبر قدر من الضغط الممكن لتحقيق التغيير الذي يطالب به عدد كبير من الدول."

وفي الامم المتحدة قال دبلوماسيون ان قوى أوروبية أحيت مسودة قرار لمجلس الامن الدولي يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين وقامت بتوزيع نص معدل اثناء اجتماع للمجلس يوم الاثنين.

وعقب الاجتماع المغلق الذي استمر ساعة قال دبلوماسيون انه بعد مأزق استمر اشهر بشأن سوريا في المجلس فان احداث العنف الجديدة تدفع فيما يبدو اعضاء المجلس المنقسمين نحو شكل ما لرد الفعل.

لكن مبعوثين اختلفوا بشان هل ينبغي ان يتبنى المجلس المؤلف من 15 دولة مشروع القرار الذي يسانده الغرب او يتفاوض على بيان أقل الزاما.

ووزعت دول غرب اوروبا مشروع قرار قبل شهرين لكنه تعثر بعد ان هددت روسيا والصين -وكلتاهما حليفة لدمشق- بالاعتراض عليه بحق النقض اذا طرح للتصويت. ومن بين الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس قالت البرازيل والهند ولبنان وجنوب أفريقيا انها لا تؤيد مشروع القرار أيضا.

واستدعت ايطاليا سفيرها في دمشق يوم الثلاثاء احتجاجا على "القمع المروع للمدنيين" وحثت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على ان تحذو حذوها.

وضم الاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء وزير الدفاع السوري علي حبيب ومسؤولي أمن اخرين الى قائمة أعضاء حكومة الرئيس السوري بشار الاسد الذين جمدت أصولهم وفرض عليهم حظر سفر.

وأضيف خمسة مسؤولين الى قائمة العقوبات التي نشرتها الصحيفة الرسمية للاتحاد الاوروبي وبينهم رئيس جهاز الامن الداخلي السوري ورئيس المخابرات في بلدة حماة التي يقول الاتحاد الاوروبي انها شهدت "مذبحة" عشوائية للمدنيين في مطلع الاسبوع.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج "اليوم طبق الاتحاد الاوروبي عقوبات تستهدف سوريا. الرسالة واضحة بلا لبس.. المسؤولون عن القمع سيستهدفون ويساءلون."

وقال هيج في بيان "ما لم يحدث تغيير له معنى في سوريا وتنتهي الحملة سيجد الرئيس الاسد ومن حوله انفسهم معزولين دوليا وقد فقدوا الثقة داخل سوريا."

وقال ناشطون انه بخلاف القتلى العشرة في أحداث العنف الاخيرة في حماة قتل مدنيان في بلدة البوكمال على حدود العراق التي اجتاحتها ايضا الدبابات كما قتل ثلاثة في مداهمات من منزل لمنزل في حمص واثنان في ميناء اللاذقية وستة في هجوم على ضاحية عربين بدمشق بعد احتجاجات أعقبت صلاة التراويح في اول ايام رمضان.

وقال سكان ان نحو عشر دبابات وعربات حاملة للجند دخلت بلدة زبداني قرب حدود لبنان بعد احتجاجات مؤيدة لحماة عقب صلاة المغرب. وأصيب ثلاثة من المحتجين على الاقل.

ومن المقرر ان تجتمع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء مع نشطين سوريين يعيشون في الخارج.

وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما يوم الاحد انه روع من العنف الذي مارسته الحكومة السورية وانه سيعمل مع الحلفاء على فرض عزلة على الاسد. وكان أوباما قد اعلن ان الرئيس السوري فقد شرعيته وان الولايات المتحدة تدرس فرض مزيد من العقوبات على دمشق تشمل صناعة النفط والغاز.